كمال عامر
الحوار.. المنقوص
■ لغة الحوار الآن منعدمة بين الجميع.. والسبب إما المسئول ليس على مستوى الحوار.. أى لا يملك ما يقدمه للمتحاور معه..
أو أن المسئول لا يجيد الحوار أصلا وهو ما يحصر مثل هذا النوع من التواصل فى حوار طرشان!!
حتى الآن لم تنجح الحوارات بين المسئول والناس ومازالت الحكومة فى واد والشعب فى واد.
الحوار أيضًا لم يكتمل بين الشباب.. الكبار يمتنعون لافتقادهم الشجاعة أو خوفًا من أسئلة محرجة دون إجابات أو لانشغال المسئول بأشياء يرى أنها أهم.
الشباب يمثلون 60٪ من السكان.. وهم فى الجامعات والمدارس أو فى تجمعات أخرى بما فيها مدرجات كرة القدم.
■ المسئول عن الحوارات مع تلك الشريحة هم وزراء الشباب التعليم العالى، التعليم، بينما أرى تجاهلا تاما من تلك الوزارات فى عملية إجراء حوار، وإذا كان م.خالد عبدالعزيز يجيد الحوار بل هو أفضل من يقوم بذلك، لكن مشاكل الرياضة حرمت الشباب من هذا الشكل من أشكال التفاهم كنت أتصور أن يسافر خالدعبدالعزيز مرة أسبوعيًا إلى شرم الشيخ ليلتقى فى حوار مع شباب «إعرف بلدك» وهو من أعظم مشروعات الوزارة لوجود من 2000 إلى 3000 شاب وفتاة فى مكان واحد وهو شرم الشيخ الأمر مههم ومفيد ولكن يظهر أن مشاكل عبدالعزيز واهتمام بتمثيل مصرى مميز فى الدورة الأوليمبية القادمة بالبرازيل جاء على حساب ضرورة بذل مجهود كبير مع الشباب ومنها الحوار.
■ ولو أن الرئيس السيسى لاحظ فشل الوزارات والمسئولين فى إقامة حوار صحى وحقيقى مفيد يعود بالنفع على العلاقة بين الشاب والدولة، ما تدخل وطالب بإجراء حوار مع جماهير الكرة وهم صورة مصغرة من شباب مصر، حيث يمثلون أطياف المنظومة الشبابية بكل أبعادها.
طالما أن هناك غضبا واضحا بين الشباب إذن الحوار منقوص.
■ وحتى الآن لم يتفهم مسئول بالبلد توجيهات السيسى لم يسمع عن حوار.. بالمعنى المفهوم كاستجابة للرئيس.. وإن كان وزير الثقافة حلمى النمنم ذهب إلى جامعة عين شمس وجابر نصار يحاول البدء فى سلسلة حوارات مع المسئولين والشباب.
■ شخصيًا أرى أن مثل هذه العشوائية لا تفرز حواراً مفيداً بل هى حوارات سد خانة، وحتى يقال للرئيس أن الوزير أو المسئول فلان أقام حواراً.
■ العملية لا تنحصر فى منصة وأمامها شباب، المفروض يكون هناك تحضير وخطة مركزية بمشاركة وزراء ورؤساء جامعات وإعلام ومن يجيد هذا الفن وهم قلة.
■ الحوار المطلوب يختلف عن حوار الطرشان والذى فيه المتحدث يتكلم كأنه فى محاضرة والطلبة تستمع وانتهى الحوار دون نتيجة هو هنا حوار مضيعة للوقت.. لا فائدة منه.
الاحتقان الموجود بالشارع يشمل الجميع بمن فيهم الشباب ويرجع إلى فشل الحكومة فى تسويق ما تقوم به من أعمال تنموية مستقبلية.
عدم الانتباه إلى أن هناك بعض الأمور تتطلب قليلاً من العمل وهى موضوعات برغم بساطتها لو تمت لها مردود مُهم ومؤكد ولكن لعدم وجود أجنحة بالحكومة كوسائل لوجستية لدراسة ما هو مطلوب تنفيذه على وجه السرعة ودرجة المردود.
بمعنى أدق إقامة مبنى أو مركز شباب.. لو ترميم مستشفى أو إنهاء مشكلة تتعلق بملعب بين وزير الشباب والأوقاف أو الزراعة.. حل هذه المشاكل لا يكلف الحكومة أموالا.. وسهلة وبسيطة وتحتاج لقرار من مجلس الوزراء.
لو تم حل مثل هذه المشاكل.. ستزداد جماهيرية الحكومة.. الناس هتحس بأن هناك عملا وانجازا.
■ بالطبع العمل التنموى المستقبلى يتابعه المهتم بالمستقبل.. والذى يحمل آلة حاسبة للضرب للوصول لنتيجة بشأن معدل النمو.. بينما انجاز الأعمال البسيطة المرتبطة بالجماهيرية مردودها بين الناس أكبر وأهم.
لذلك إقامة ملعب بمركز شباب أو تنظيف مساحة أرض من مشاكل وزارية له مردود السحر!!
■ الحكومة تاجر فاشل فى تسويق الأعمال.. عنوان تاريخى.. وأيضا حتى الذين يدافعون عنها من الإعلاميين يتراجعون عند حدود معينة لعدم اقتناعهم بالقيام بالترويج لها.
■ الحل بسيط الحوار أمر مهم.. والحكومة يمكنها تجميل نفسها لو تفهم الوزراء أن على كل منهم مسئولية.. البدء فى حل للمشاكل الجماهيرية البسيطة التى تهم أكبر مجموعات.. الحلول هنا لن تكلف الحكومة أموالاً.. بل أوراقاً وتوقيعات فقط!!
أنا شخصيا من واقع ما أراه من تصرفات وزارية ولمسئولين.. أن الإيمان بالحوار لم يعد عقيدة لدى الوزراء.. بل هم يرونه تضييعاً للوقت!!






