
كمال عامر
الحوار وصرخة للميدانى
■ قلت فى مقال سابق أن الحوار بين الحكومة والشعب مفقود.. وأن أحداً بالحكومة من الوزراء لا يجيد هذا النوع من التعامل. وستظل المشكلة قائمة. الحكومة فى واد.. والناس فى اتجاه آخر.
صدعونا من أجل شعار رفعوه دون مضمون وفشلوا فى تحقيقه.. وخاصة مع الشباب!
■ بلد كله بحجم مصر معهوش وزير أو مسئول يفكر فى إدارة الحوار.. دى كارثة أولًا فيه ناس يمكنها أن تنجح.. لكنها كسولة أو تخشى غضب الرسميين!
والحل.. حتى الآن ستظل الحكومة تعمل وتشتكى من الإعلام.. بحجة أنه المسئول عن عدم تسويق أعمالها.. والإعلام بدوره سيرد وأنا مالى!!
سوقيه أنت بمعرفتك.. مش دى شغلك .
مفيش وزير إعلام. ومفيش إعلام حكومى مؤمن بالحكومة.. لأن هناك تداخلاً فى الرؤى وخط السير والهدف.
■ اللخبطة موجودة ومنتشرة وهو ما يعنى اننا نعيش فوضى مدبرة.. قد تكون ناتجة عن جهل أو أن هناك من الوزراء أو غيرهم ما يساند وجود هذه الفوضى على الأقل لضمان تمرير مواقف وقوانين وقرارات.
■ حتى الآن الصورة تؤكد فشل الرسميين فى التواصل مع الناس.. أو مع الأغلبية منها.
مازلنا أمام حوار يجلس الوزير أو المسئول على المنصة ومجموعة من الشباب تستمع.. ساعتين لا يكفي.. والأهم غياب عملية التحضير للحوار وهى تعنى خط سيره واتجاهاته.
الرسميون يخدعوننا عندما يقولون هذا القانون قبل أن يصدر أقمنا حواراً مجتمعيًا حوله.. والحقيقة أن لا أحد أدار هذا الحوار.. ولو حدث أعتقد أنه شكل لا يخرج عن دعوة للجمع.
اكتب ما تراه تعليقًا مع القانون فى ورقة وهاتها.
المؤكد أنه حتى قانون الخدمة المدنية - كمثال - لم يتم حوله حوار بالمعنى الصحيح.. لا أحد قرأه..ولا أحد ناقشه.. وبالتالى لا أحد يسانده إلا مجموعة مسئولة فى البلد نرى ضرورة تدمير الجهاز البيروقراطى وتفتيته لأنه خطر على اقتصاد البلد.
■ فى الجامعات غاب الحوار رسميًا.. إلا فى حدود مظهرية تنتهى بتصريحات فى محاولة للحصول على رضاء الرئيس.
والحل!! بسيط تشكيل مجموعة عمل وزراء أساتذة جامعة خاصة كالأمريكية وغيرها مع الجامعات المصرية.. للتشاور حول كيفية إدارة الحوار.. والإجابة عن أسئلة مثل؟ لماذا الآن.؟ أهدافه؟ آلياته.. عناصره وخطط التهيئة.
الحوار من أصعب أدوات أو آليات الجذب والتجنيد لصالح البلد مع الأسف الفشل فى إدارته انعكس على تمزيق الرؤية حول القرارات والقوانين حتى الإنجاز فى ظل غياب وتردد اعلام الدولة على مساندة الحكومة بشروط أرى أن الدخول فى حوار مع الشارع يضمن لصاحب القرار مساندة حقيقية.. فقط يجب التهيئة جيدًا للأطراف قبل بدء الحوار.
■ د. أشرف الميداني.. المسئول الأول عن الرياضة فى الأكاديمية العربية.. والأمين العام لاتحاد الاتحادات الأفريقية واللجان العربية الأوليمبية.. وأمين عام الاتحاد المصرى والعربى والأفريقى للثلاثي.. أرسل لى تعليقًا على ما سبق أن كتبه بشأن الحوار المفقود بين الحكومة والشباب وقد وصفته بأنه حوار طرشان.. جاء فى أوراق الميداني.
الأستاذ:
أولاً: أنا لست ضد الشباب وكل ما سوف أقوله يقع ضمن دائرة الحوار الذى تدعو إليه.
وقد عملت طيلة حياتى سواء بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة فى قطاع الشباب 1983 - 2000 كعمل حكومى مارست الرياضة مع الشباب وعندما تحولت للتدريب كنت أيضاً معهم.. والآن فى قطاع الإدارة أقوم بالتدريس للشباب.. إذن أنا لست غريباً عنهم.
ثانيًا: هو يعنى إيه الشباب ده سؤال لازم تجاوب عليه أولاً ثم يأتى السؤال الثانى إيه اللى قدموه الشباب علشان نقدم لهم.
والسؤال الأصعب:عندما تبحث عن محام جيد هل تبحث عن الشباب أم المحامى الذى صال وجال فى مجالات التقاضى ولديه من الخبرات المتراكمة ما يؤهله للدفاع علنا.
عندما تتحدث عن طبيب: هل تذهب لحديث التخرج أم للمتمرس الذى قام بإجراء آلاف العمليات وأصبح لديه الخبرة الكافيه لتسلم له نفسك.
عندما تلجأ لمهندس إنشائي. نفس الكلام لكن مهندس تصميمات أقولك هات شباب مهندس تطوير نظم أقولك هات شباب فنان هقولك هات شباب.
هذا يؤكد أن الشباب ينجح فى الموضوعات التخيلية المستقبلية الابداع والتطوير والتخيل وليس كل المجالات.
أما دون ذلك.. فلا وألف لا أما فى قرارات القيادة والخبرات وما إلى ذلك.. فأنا أسف..
يضيف د. أشرف الميدانى فى تعليقه على ما كتبت:
الأهم بقى تعالى نتحاور زى دعوتك الجميلة.. هل الشباب اللى نقصدهم بالحوار اللى عايز يتعلم ويشتغل ويحصل على شقة وراتب كبير ويتعالج ببلاش يحصل على معاش بعد التعاقد.
وما إلى ذلك من طلبات وكل ده تتحمله الحكومة لا أعتقد طبعًا..
هل الشباب من حملة المؤهلات العليا الذين يتظاهرون للحصول على وظيفة فى الحكومة وأنت والجميع يعلم مدى السوء الذى وصلت إليه الحالة التعليمية فى مصر وأن أغلب تلك الشهادات لا قيمة لها.
ثم ما هو المقابل الذى يقدمه ذلك الشاب فهو لا يملك الخبرات ولا العقل الراجح والأبعاد الكبيرة لرؤية الأمور.
ثالثاً: موافق انه لازم الشباب اللى هو 60٪ من المجتمع يأخذ فرصته..طيب هوفين علشان أديله الفرصة ماذا قدم.. أين هو الحوار المثمر الذى يثبت أن هذا الشاب قادر على تحمل المسئولية كل ما يقال هو أحلام وطموحات غير قابلة للتحقيق على أرض الواقع لأنها تفتقد الخبرات الحياتية الواقعية.
هذا الشاب أمثال خالد سعيد رحمه الله وتجاوز عما أساء لنا به. هل هو أمثال المناضل وائل أفندى وشركاه فى الميدان.
وباقى منعدمى الخبرة لن أقول الوطنية همه دول ومن على أمثالهم اللى عايز نديهم الفرصة!!
نعمل ايه مع شريحة الـ40٪ اللى فاضلين.. نقتلهم زى خيل الحكومة.. للحوار بقية.