السبت 6 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إنى أعترف..  يا بدرخـــان

إنى أعترف.. يا بدرخـــان






كنت قد فكرت مع الكبير المخرج السينمائى على بدرخان أثناء فترة توقف الإنتاج الفنى فى مصر عقب ثورة 25 يناير 2011 مباشرة، وخلال التوتر المجتمعى الذى يصاحب عادة الثورات الكبرى، أن نمزج تقنيات السينما بالمسرح بهدف فنى لتحقيق حلم قديم حول الحساسية المشتركة بين المسرح والسينما، ومحاولة المزج بين الحيوية التى تحدث باللقاء المباشر بين الفنانين والجمهور فى المسرح، وقدرة السينما على السرد التصويرى وبراعتها فى رصد ورسم التفاصيل الدقيقة.
 وكنا نستهدف معًا أثناء ترشحه نقيبا للمهن السينمائية، وترشح القدير أشرف عبد الغفور للمهن التمثيلية، وفى ظل غياب  الأمن عن الشارع المصرى آنذاك أن نوفر فرص عمل منتظمة للفنانين فى ظل إغلاق معظم دور العرض المسرحى والسينمائى وخوف الجمهور من ارتياد الأماكن المغلقة ولذلك كان الاقتراح هو التواجد على الشاشة الفضية وبعد دراسة مستفيضة للمشروع حصلنا على موافقة وزير الثقافة الأسبق النبيل عماد أبوغازى وموافقة نقيب المهن التمثيلية آنذاك لتنفيذ المشروع ببلاتوه أكاديمية الفنون وعرضه لصالح الدولة عبر اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ثم تعثر التنفيذ فى إطار اللجان العبثية بالأكاديمية آنذاك وبالاتحاد أحبطنا ثم أعدت الحوار مع قناة C.B.C  عبر المذيعة المثقفة سهير جودة واتفقنا على التنفيذ، ولكن الأكاديمية تراجعت عن فكرة الإنتاج المشترك، خلال ذلك عاد الأمن للشارع المصرى، ولم تعد الضرورة المهنية موجودة وعاد العمل فى المسرح والسينما كلا على حدة.
 ولكن المشروع الفنى لقى تنفيذًا متنوعا عبر معادلة تجارية لم ولن تلتفت لجوهر التفكير الفنى القائم على أن الحاجة أم الاختراع، وتحول الأمر إلى تفكير مشابه لا أقول إن مشروع بدرخان تعرض للاقتباس فى النقابة، لكنى أحذر من خطر تكرار تكريس مسرح التليفزيون الذى أصبح على النحو التالى:
قناة الحياة، ثم C.B.C ثم M.B.C، ثم مشروع آخر بقناة النهار مع النقابة، ثم مشروع بمسرح عتاب مع قناة أخرى والجميع يسعى نحو الضحك فيما شاهدناه حتى الآن، بعيدا عن تقديم المسرح كفن جميل للجمهور، فهل نحذر خلو قاعات العرض المسرحى للدولة والقطاع الخاص من الجمهور مقابل السعى الجماعى القائم على المحاكاة لنقل الإنتاج المسرحى للشاشات الفضائية؟
ما هو حادث لا علاقة له حتى الآن بفن المسرح بمعناه الحقيقى، إنها عودة لإنتاج مئات المسرحيات كما حدث فى هجمة السبعينيات الرديئة بما سمى آنذاك تعليب المسرح التليفزيونى أما صناعة الوعى العام ومناقشة الوعى الشعبى وتحسين الذائقة الفنية فتظل أهدافاً مؤجلة.