الخميس 4 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإهمال

الإهمال

السؤال الآن سيد الموقف.. الإهمال واللامبالاة إلى أين؟ بعد أن أصبح السبب المُباشر وغير المباشر فى العديد من الحوادث خلال الشهور والأيام الماضية، ليتسبب فى تهديد الأرواح وإهدار المال العام.



وحسنًا ما فعلت، الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بإصدارها قرارًا إداريًا بفصل اثنين من مشرفى القطارات من الخدمة نهائيًا، بعد ثبوت ارتكابهما إهمالًا جسيمًا أثناء العمل تسبب فى ارتباك حركة القطارات وكاد أن يؤدى إلى وقوع حادث، وما يترتب عليه حال وقوعه إهدار المال العام والإساءة إلى سمعة هيئة السكة الحديد.

وما يتم اكتشافه حتى الآن من إهمال موظفين فى بعض المؤسسات ليس سوى الجزء الظاهر من تلال اللامبالاة والإهمال، المتراكمة منذ عقود طويلة، فهو السبب المُباشر فى معظم الأمراض الاجتماعية التى تتسبب فى معاناة المواطن.

فى الجمهورية الجديدة، تبذل جهود لمحاربة الفساد والإهمال، ولا بد أن تتواصل تلك الجهود لاقتلاع الإهمال من جذوره، وأن تسود الشفافية، فالإهمال يعد نوعًا من أصناف الفساد ينبغى القضاء عليه بشكل كامل.

تسمية الأمور بأسمائها، ووضع الأمور فى نصابها، بدقة يحول دون التسبب فى التعميم فيأخذ الصالح بالطالح، محاسبة من يرتكب جريمة الإهمال، ورد كل مسئول على ما يروج بشأن اختصاصاته، يقطع الطريق على الأبواق المروجة للشائعات والمشككين، وتلك الأبواق الإخوانية المُباشرة وغير المُباشرة، وتلك الأخطر فهى تتلون كالحرباء فى كل مكان بحسب لون الأرض والمكان الذى تتواجد فيه.

وهذه الأصوات الإخوانية غير المباشرة، تعمل وفق خطط للتشكيك وممولة بتمويل كبير جدا يفوق التصور لأن مهمتها الأساسية ليس فقط بث الشائعات، ففى أوروبا ترتدى الرداء الأوروبى وتحدثهم بنفس لغتهم وينشطون فى دول عدة عربية وآسيوية وإفريقية، يكررون أكاذيبهم ضد مصر، وليس الغرض الأساسى بث الشائعات ولكن الهدف الرئيسى هو تجنيد الموالين لهم وخلق رأى عام معاد للسياسة المصرية.

نريد أن تتسيد الحقيقة، بالتعامل السريع مع الأزمات وتقديم المعلومات بشكل سريع، حتى تنحصر وتتلاشى أمراض الإهمال واللامبالاة لأن لا شىء يعلو فوق مصلحة الوطن باعتبارها الأولوية الأولى.

والأيام الأخيرة كشفت خطورة توغل الإهمال فى العديد من الأماكن بسبب أشخاص لا يدركون خطورة سلوكياتهم وإهمالهم، يواجهون المشكلات بلا مبالاة من عينة قول «يا شيخ سيبها تحل نفسها، أو خليها على الله» والنتيجة حوادث وإهدار مال عام وتعطيل مصالح الناس، فهل يعلم الموظف المهمل أن تقصيره يضر بالمواطن والوطن وبه هو ذاته باعتباره أحد أبناء الشعب.

لقد استطاعت مصر فى الجمهورية الجديدة عبور العديد من الأزمات بالعمل الجاد واليقظة، فما لبثت أزمات بدأت كبيرة أن تتقلص وتنحصر، هل ننسى أزمة الدولار الذى وصل 60 جنيهًا فى وقت ما، وبإجراءات اقتصادية سليمة تراجع إلى 48 جنيهًا، ويتوقع أن ينخفض أكثر من ذلك مع تحسن الاقتصاد المصري.

وهل نسى المصريون أن الاحتياطى النقدى من العملة الأجنبية تراجع فى وقت من الأوقات محدثًا أزمة، وسرعان ما تضاعف وتجاوزنا تلك الأزمة ليصبح الاحتياطى عند معدلات آمنة ومطمئنة.

إذن الأزمات الاقتصادية بتكاتف المواطن ومؤسسات الدولة يتم تجاوزها وعلاجها بالعمل، فالإهمال أخطر من الأزمات الاقتصادية والمطلوب اليوم أكثر من أى وقت مضى، التصدى لمرضى الإهمال واللامبالاة، بحزمة إجراءات، تشارك بها المؤسسات المعنية، اجتماعيًا وإعلاميًا ودينيًا، ليعلم هؤلاء المرضى أن مصر والمصريين دفعوا بسبب إهمال ولا مبالاة بعض الأفراد أثمان غالية، وللمصريين الحق فى حياة بلا إهمال.