الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسائل الطيب لبورما وإسرائيل

رسائل الطيب لبورما وإسرائيل






تابع العالم خلال الأيام الماضية تلك الزيارة التى قام بها الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر التى حملت العديد من الرسائل الواضحة والمهمة ليس للمسلمين وحدهم.. بل والعالم أجمع تؤكد أن المسلمين ليسوا فى سبات عما يحدث من ظلم واضطهاد يتعرض له إخوانهم فى بقاع الأرض، بداية من القدس وانتهاءببورما التى يقتل فيها المسلمون فى حرب عرقية منظمة تدبر لهم ليل نهار.
إن ما قاله شيخ الأزهر فى رسالته للعالم من أنه لا يمكن الصمت عما يحدث الآن للمستضعفين من المسلمين اليوم من قتل وإبادة جماعية وتهجير قسرى فى ميانمار، وسط صمت مخجل من المؤسسات الدولية المعنية، هى جملة أراد الكثيرون سماعها حتى لا يظن قتلة المسلمين ببورما أن جرائمهم مسكوت عنها، ولا تؤلم المسلمين فى العالم، فكانت رسالة شيخ الأزهر واضحة وقوية تنذر حكومة ميانمار بأن أمرا سيحدث بسبب التساهل والصمت عن جرائم القتل التى تتم فى حق المسلمين.
كما كانت رسالة شيخ الأزهر الثانية لا تقل أهمية عن رسالته الأولى، حيث أكد أنه لا يمكن الصمت عما يعانيه المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من احتلال وتهويد وتغيير لمعالمه الإسلامية، وهى رسالة صريحا للكيان الصهيونى بأن ما يفعله لن نغض الطرف عنه، ولن نسمح بضياع القدس أو ضياع حق الشعب الفلسطينى.
أما الرسالة الثالثة وإن كانت مكررة إلا أنها حملت دعوة بالرجوع للحق حيث وجه شيخ الأزهر رسالة للجماعات المتشددة والمتطرفة طالبهم فيها بالرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل، وأنه قد آن الأوان ليراجعوا أنفسهم، وندموا على ما فرطوا فى جنب دينهم وأمتهم، واللهُ عزَّ وجلّ - كما يعلمون - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
إن تلك الرسائل هى تعبير حقيقى عما يحمله الأزهر من دور فى مواجهة هموم الأمة وقضايا المسلمين، والتى لو تحققت لانتهت أزمات كثيرة يعانى منها عالم اليوم.
إن شيخ الأزهر قدم للعالم فى كلمته أثناء الزيارة لإندونيسيا نموذجا حقيقيا لإمام المسلمين، وفكر الإسلام الوسطى الذى لا يقبل بالقتل ولا بالظلم ولا بالاضطهاد ليس للمسلمين وحدهم بل للعالم أجمع.
لقد أن الآوان لعلماء الأمة فى كل مكان أن ينهجوا نهج شيخ الأزهر فى الدفاع عن هذا الدين وإصلاح ذات البين بدلا من ان نجعلها معسكرات يحارب كل معسكر آخر والخاسر فى النهاية هم المسلمون أنفسهم.