
كمال عامر
شجاعة حلبية
■ من حق جماهير الكرة المصرية أن تغضب من قرار الأمن بمنعها من دخول المباريات وتشجيع فرقها..
القرار مؤلم.. تلك الشريحة فرحتها فى مساندة فريقها.. حياتها مرتبط بالكيان فى المدرجات علاجها من أمراض الشارع ومشاكل الحياة..
ماذا تنتظرون من شباب الدنيا سوداء أمامهم.. لا توظيف.. ولا إحساس بالمستقبل.. ومعاناة من عدم توافر العدالة وتضييق ضد الحريات!!
ماذا تنتظرون من شاب لا يجد نفقات سد الحاجة كحد أدنى.!!
باستمرار قرار منع الجماهير من دخول المباريات تزيد من تعميق وصناعة أزمة ثقة بين الشباب والحكومة..
بالطبع هناك من داخل صفوف جماهير الكرة مجموعات شغب.. ومتطرفون وإرهابيون وهو أمر لا يجعلنا نعمم الاتهام ونطاردهم ونستعدى الداخلية ونلجأ للقضاء وللزج بهم فى السجون.
إذا كان هناك مخطئ بين جماهير الكرة أو غيرهم من السهل أن يعاقب.. كما تفعل الداخلية أو الجيش فى اصطياد من يلحق الضرر بالوطن أو المواطن حتى من الإخوان!!
من الممكن أن نبحث فى كيفية مشاركة الألتراس تحديدًا فى عملية تأمين المباريات.. هذه الفكرة طرحتها منذ عام ومازلت ادافع عنها لأنها تحول الجماهير من دور المراقب أو المشاغب طبقًا لوصف الكارهين لهم..إلى مشارك مما يعنى زيادة الوعى لديهم بضرورة المحافظةعلى نظافة. وسلامة المباراة.. والأمر بسيط.. لو أن هناك مباراة للأهلى كمثال أو الزمالك والمصري.. من الممكن أن يدعو مدير النادى كابوهات الالتراس للاجتماع.. ويدعوهم لاختيار واحد منهم كمنسق جماهيرى للمباراة نيابة عن النادي.. بالطبع كل كابو يتبعه عدد من الجماهير.. هؤلاء سيؤدون الدور من تفتيش الزملاء وتنظيم الدخول وهناك مجموعات لضبط المدرجات..
نحن هنا خلقنا صراعًا إيجابيًا بين أجنحة التشجيع ومن الممكن لزيادته أن نعلن عن جائزة لأفضل كابو أدى دوره فى المباريات!
حتى الآن لم يحدث أى حوار مع شباب الالتراس خوفًا من الفشل.. وهو أمر مؤكد نظرًا لأن معظم العاملين فى هذه المنظومة أو المقربين منها يجيدون «الهمبكة» واشعال الحرائق..فى غياب التفكير والرؤية والأهداف.
■ فى بورسعيد أكد سمير حلبية رئيس النادى المصرى أنه أشجع وأقوى رئيس ناد فى مصر.. بسلوكه الإيجابى وعقده اجتماعًا لمدة خمس ساعات مع جماهير المصري.. جرين ايجلز وغيرهم.. ناقش معهم أدق تفاصيل العملية التشجيعية بل قفز بالحوار إلى ما هو خارج المدرجات من سلوك قد يؤثر فى توتير الشباب.
حلبية بذكاء رجل الأعمال وعيون تملك خبرة حياة.. قاد الحوارلم يتهرب من الإجابات ولا أى أسئلة.. لإيمانه بأن الجماهير هى الضلع الثالث فى المنظومة الكروية وأنه لا غنى عنها.
جماهير المصرى لم تطلب إلا الاحترام.. احترام معتقدات التشجيع.. احترام هدفها..
سمير حلبية بذكاء.. نقل الاجتماع إلى استاد المصري.. وكأنه يريد تأكيد تفهمه لأفكار الجماهير وموافقته على أن عالمهم - وهو هنا ستاد المصرى - مشروع ويجب الدفاع عنه ومساندته ومساندة كل من ينتهج هذا الشعار طالما فى حدود القواعدوالقانون.
حلبية فى حواره المفتوح فى ستاد المصرى على أرض ملعبه مع جماهير المصرى وجرين إيجلز.
أكد على مجموعة حقائق.. اننا جزء من البلد.. ونحترم قوانينها.. وأن البلد فى حالة حرب ضد الإرهاب والمخربين.. وأيضًا فى حالة بناء مدفوعة فى طلبات ورغبات الأفراد والجماعات.
الدولة بأجهزتها هنا تحاول العمل على سلامة العملية التنموية بشكل عام.. والكرة عند الدولة ليست الأهمية.. هناك التوظيف والتعليم والصحة والإسكان..موضوعات مهمة للـ90مليون شخص.. بينما الكرة للجماهيروكان حلبية قاطعًا عندما قال.
من خلال السلوك إن نثبت للدولة أن الكرة أمر مهم ومطلوبة لترطيب وتجفيف العرق والأجواء.
قال سمير حلبية موجهًا كلامه لجماهير المصرى والجرين إيجلز.. أصبحتم فى مرمى النيران.. مصر كلها تنظر للمصرى ولبورسعيد من خلال تصرفكم احذروا الإساءة لناديكم وبلدكم شجعوا زى ما أنتم عاوزين.. وبأى طريقة انتم عاوزينها.. لكن علينا احترام قانون البلد وهيئاتها.
رئيس المصرى كان شجاعًا فى طرحه لكل القضايا التى تهم المشجع والأخطار التى تواجه التشجيع وأثنى على الجماهير فى تحملها الابتعاد عن ناديها واصرارها على تشجيع المصرى بحماس والالتزام فى تقديم نفسها للعالم على أنها جماهير تضع الانتصار مع المصرى ولن تكون أبدًا غير ذلك.
سمير حلبية.. فى مساء نفس اليوم..نقل الحوار للمحافظ عادل الغضبان..الذى رحب بخطوة حلبية وأثنى عليها.
إذاكان رؤساء الأندية خافوا من الالتراس وامتنعوا من محاورتهم..حلبية كان شجاعًا!! وحواره مع جماهير المصرى كان ناجحاً.