السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نيويورك تعيش فى «الهسهس»

نيويورك تعيش فى «الهسهس»






ما إن أطار الإرهاب عقل بروكسل الأسبوع الماضى وفرتك قلبها من قنبلتين اثنتين يا دوب حتى وضعت أمريكا هى الأخرى يدها على صدرها.. وراحت تتحسس مواضع الوجع - وجع قلبها - محاولة أن تمسك دقاته اللاهثة.. وكأن ما جرى فى بلجيكا جرى فيها -هى تعرف أن ما يجرى فى أوروبا سيجرى فى أراضيها وقد حدث فى فرنسا. ، ويحدث فى تركيا كل 3 أيام - و فعلا ما هى إلا دقائق قليلة تلك التى أعقبت تفجيرىّ مطار ومحطة مترو بروكسل الأسبوع الماضى حتى استنفرت أمريكا قواتها وأطلقتها فى كامل مدن ولاياتها.. وكانت الاستعدادات تلك واضحة وجليةً هنا فى نيويورك العاصمة الثانية لأمريكا وأكثر المدن الأمريكية التى اكتوت بالإرهاب.
أمريكا مصنع الإرهاب الانتر ناشونال.. أمريكا أكبر صانع ومصدر للإرهاب الدولى إلى بلادنا تعلم أنها لابد وأن تشم دخان مصانعها! وتعلم كذلك أن بلجيكا هى أكثر دول أوروبا إرسالا لداعش سوريا.. وتعلم يقينًا أن الذين فجروا مدخل مطار بروكسيل صباح الثلاثاء الماضى كانوا يرسلون رسالة أولى للمطار الذى يشحن الإرهابى بسعر من 3000 إلى 10000 دولار حسب درجته العلمية ومهارته الإجرامية.. وتعلم - أخيرًا - أن الأيام ستلف وستدور.
فكان أن منحت سلطات نيويورك صباح الثلاثاء الماضى ساقيها للريح ورمح رجال الشرطة مترجلين وفوق الأحصنة وداخل سياراتهم البيضاء مسرعين الى مواضع الألم القديم.. صوب الأماكن التى ضربها الإرهاب فى نيويورك من قديم: ميدان تايمز سكوير مثلًا..  وبرجىّ مركز التجارة العالمى مثلًا آخر.. لكن سخرية القدر كانت فى مكان ثالث لم يتوقعه بوليس نيويورك ولا عمدتها بلازيو - بلازيو الذى استيقظ صباحًا متجهًا إلى تايمز سكوير يخطب فى الناس مذكرهم بما جرى لهذا المكان من قبل حينما حاول الباكستانى الأمريكى «فيصل شهر زاد» فى صباح يوم 1 مايو 2010 تفجير سيارة نيسان كانت تقف بالصدفة فى ميدان تايمز سكوير، حيث وقف عمدة نيويورك «بلازيو» صباح انفجارات بروكسيل الثلاثاء الماضى ليخطب فى الزائرين - ولكن سيارة فيصل شهر زاد لم تنفجر وتم القبض عليه محاولا الهروب من مطار جون كيندى
■ لكن ما الذى جرى بالضبط فى محطة سابوى (جراند سنترال) مانهاتن نيويورك العاشرة صباح الثلاثاء الماضى؟
- إذ فجأة انطلق دخان كثيف أعمى الأبصار فى محطة مترو جراند سنترال.. مكان بعيد عن التخيل وعن التواجد الأمنى.. القدر كان يخايلهم ويلعب بأعصابهم ويذيقهم مما يسقونه سمًا لبلاد الدنيا والآخرة.
نعم كان الحدث داخل محطة مترو « جراند سنترال» بمانهتن: هرج ومرج وصراخ كان.. صافرات إنذار عالية.. سيارات إطفاء وإسعاف.. وكأنه فيلم رعب لهيتشكوك..  «بانيك» علىٰ أصوله.. حريق ضخم أعقبه دخان كثيف ملأ المحطة الرئيسية.. ثوان مرت على حريق جراند سنترال حتى قطعت القنوات المحلية إرسالها لتبث المشهد حيا..  الاعتقاد البديهى الذى تبادر لعقل الجميع هو تفجير إرهابى متزامن مع ذاك الذى حدث فى بروكسل وفى ذات الوقت..  شوف يا أخى؟
 وبعد إخلاء المكان وإخراج المئات من داخل المحطة مختنقين ومنهارين تمامًا..  تبين أن النيران الضخمة والدخان الكثيف ناتجان عن احتراق وتسرب غاز من متجر مخبوزات بالمحطة ولم يكن تفجيرا إرهابيا كما اعتقد الجميع وتوقع.. ماشى يا عسل.
ما حدث فى سوريا خمس سنوات دمروا فيها البلد وافنوا فيها كل روح.. لن يمر مرور الكرام .. لا على أوروبا ولا علىٰ أمريكا التى تعيش أزهى سنوات الهسهس.