أحمد فطان

للدول سفراء ودورهم محدد فى تبادل الآراء والخبرات وبذل الجهد للحفاظ على العلاقة بين دولة السفير والبلد المضيف.
هناك نوعان من السفراء. من يكتفى بمنصبه وحدود عمله لا تتعدى الأوراق والمراسلات والطلبات التى ترغب دولته فى تحقيقها!
هذا النوع من السفراء نجد حدود عمله أسوار سفارته وأفكاره من أوراق ومكاتبات ولا يظهر أو يتعرف عليه الشارع إلا فى المناسبات التى يزور فيها البلد مسئول من بلد السفير..
■ أحمد قطان سفير المملكة السعودية بالقاهرة سفير فوق العادة.. دينامو يتحرك برشاقة وسط المصريين دارس وفاهم طبيعة الشعب المصرى.. تاريخه والجغرافيا وأدق تفاصيل الحياة.
لا يترك أى مناسبة يمكن من خلالها زيادة التواصل مع المصريين إلا واستغلها لصالح بناء علاقة متميزة تليق بمكانة مصر والسعودية.
 أحمد بن عبدالعزيز قطان بنى علاقات وطيدة مع شرائح المجتمع المصرى.. وبرشاقة دبلوماسية تنقل بينهم.. اقترب.. أقام صداقات. وتابع أدق تفاصيل واطلع على مزاج المصريين وتبنى أحلامهم وعاش معهم على الحلوة والمرة!
■ قطان سفير فوق العادة لدى قلوب المصريين.. لم يكتف بموقفه الدبلوماسى بل زاد من مهارات اكتسبها خلال تاريخ طويل من العمل الدبلوماسى أتاح لها تحقيق الأهداف بطرق مبتكرة.. ليس غريبا أن يكون صديقا لكل المصريين سياسيين ومثقفين وأصحاب مهن أخرى.
نجاح أحمد قطان فى عمله ومهمته الرسمية هو إيمانه بأن الاختلاط ومشاركة المصريين كل المواقف حتى البسيطة منها بالطبع تؤدى إلى تقارب وانسجام وهو ما يصب فى صالح علاقة متينة ممتدة.
■ بالطبع قد تكون هناك خلافات حول موضوع ما بين السعودية ومصر.. وهناك موضوعات كما يقولون تجرى فيها مباحثات وتبادل الرأى والرؤى فى سرية..
وفى كل مرة لم يسمح أحمد قطان لأى شخص أو موقف يصنع مشكلة بين السعودية ومصر.
ولم يكن بغريب أن يتسابق المصريون لشجب أى خروجات على روح العلاقة القوية بين الشعبين والرسميين بالمملكة ومصر.
■ بالطبع أحمد قطان لعب دورا مهما فى العلاقة المصرية/السعودية المتينة.. وصاحب أكبر جهود مبذولة فى هذا الاتجاه وأعتقد أن سياسة السعودية الثابتة والواضحة والقوية تجاه مصر وسلامتها اقتصاديا ومعنويا والتى وصفها الأجداد ويتبناها الأبناء من الزعماء سهلت خطة عمل أحمد قطان..
بالطبع القطان فى وجه المدفع لانحيازه للشعب المصرى وتطلعاته وأحلامه وهمومه ومشاركته فى كل المواقف.
■ القطان أعلن صراحة ومنذ سنوات أنه مواطن سعودى عاش وسط أهله بالقاهرة ولا يمكن أن ننسى دوره المهم فى إيضاح الكثير من الأمور التى لعبت دورا فى انحياز السعودية لمصر وتهديدها للعالم كله باستخدام كل إمكانياتها فى الدفاع عن مصر والمصريين.
تلك الصرخة التى أطلقها الملك عبد الله.. وعززها الملك سلمان بن عبد العزيز.
■ هذا الأسبوع بذل القطان جهدا مهما ولكن رأى ونحن ثمار جهوده فى زيارة تاريخية للملك سلمان لأهله بمصر.. كان فيها الإصرار الواضح على الالتزام بتنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة وهو ما كان وراء بذل الفنيين والرسميين الكثير من الجهد لتجهيز تلك الاتفاقيات.
■ أحمد قطان بالطبع سعيد لأن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر حققت أهدافها فى كل المجالات.. أسعدت المصريين وشعب السعودية.. وبعثت رسائل متنوعة للخارج جددت فيها الإصرار على مساندة مصر فى كل المجالات لتنطلق وشعبها للأمام فى التنمية وبناء البلد لتحقيق طموح المصريين.
■ المواقف المساندة لبلدى لا يمكن أن تنساها.. السعودية لم تتلاعب بالمواقف لغتها سهلة وصريحة.. تهديداتها لمحور الشر الذى يسعى لحرق مصر مؤكدة وصارمة وأعتقد أن أعداء مصر فى الداخل والخارج على يقين بأن تصريحات السعودية بشأن مساندة مصر لعبت دورا مهما فى ردع الجميع بما فيها حكومات ودول وتجمعات.
وقت الشدائد تظهر معادن الرجال.. وأيضا الدول.