
كمال عامر
توشكى.. الحلم والكابوس
■ شركة جنوب الوادى للتنمية الزراعية وهى الشركة الحكومية الوحيدة التى تعمل فى توشكى والوحيدة التى استصلحت وزرعت وانتجت. وجذبت مستثمرين وأيضًا الشركة الحكومية الوحيدة، التى تباهت بها الحكومة فى المؤتمرات الاقتصادية مع دول الخليج كمشروعات تسويقية.
على مدار سنوات طويلة عانت الشركة من إهمال حكومي.. مدبر أو بدون قصد.. فى ظل إيمان جناح سياسى داخل الإدارات الحكومية بأن توشكى مشروع ارتبط باسم الرئيس مبارك.. ظل المشروع بشكل عام ضحية لأى تقلبات أو توازنات سياسية.
كاد مشروع توشكى أن يتوقف تمامًا.
■ لولا شجاعة المحاسب هادى فهمى رئيس الشركة القابضة للتجارة التى تم حلها بقرار من د. محمود محىى الدين وإصرار هادى فهمى على توفير كل الدعم المالى والمعنوى للشركة الحكومية الوحيدة التى تعمل وتنجح فى توشكى وهو ما كان وراء مجرد الاستصلاح وعمل البنية القومية والزراعة وإنشاء مقومات مجتمع متكامل من إسكان للعمال والمهندسين ومخبز ومركز صحى ومركز شباب وناد اجتماعي.
لكن جذب السكان إلى توشكى لم ينجح لتقاعس الحكومات عن تقديم المساعدة. وأعتقد أن م. سعودى عليوة رئيس شركة جنوب الوادى للتنمية السابق بذل الكثير من الجهد ومجلس إدارة الشركة السابق وكوادرها لاستمرار الشركة بشكل عام وتخطى صعوبات قوية وعكسية متنوعة.
■ المسئولون بالوزارات المشرفة على شركة جنوب الوادى غير مدركين أن عملية الزراعة معقدة وتحتاج إلى أموال فى ظل عدم الانتظار أو تأجيل أى من خطوات الزراعة.
انتقلت شركة جنوب الوادى من وزارة الاستثمار والتى لم تكن تدرك ان الشركة إحدى الشركات التابعة - إلى شركة قطاع الأعمال.
■ أيًا كانت اللافتة التى تعمل تحتها شركة جنوب الوادى للتنمية الزراعية توشكى هناك عوامل يجب أن تتوافر فيما لو أردنا النجاح المرغوب للشركة أو بشكل عام للعملية الزراعية ومشروع المليون ونصف فدان.. وتلك العوامل تنحصر فى ضرورة التعرف عن المشاكل التى تواجه الشركة والاستصلاح بشكل عام فى توشكي.. ووضع برنامج بالحلول ويقابله التزام مالي..
بالطبع وجود مهندس حسين درباز رئيسًا جديدًا لشركة جنوب الوادى للتنمية خلفًا للمهندس سعودى عليوة.. أمر يصب فى صالح تجديد الطموح وزيادة من وقع العمل وبالتالى تحقيق نتائج.
■ شركة جنوب الوادى للتنمية توشكى فى حالة طوارئ. رئيس مجلس الإدارة يعمل على ترتيب الأولويات وتنظيم دولاب العمل.
والبحث عن علاقة جديدة لجذب المسثتمرين والبحث عن حلول جذرية للمشاكل التاريخية المزمنة التى تواجه الشركة.. وتعطل عملها..
بالطبع التمويل قضية حياة أو موت وأنا مندهش من «تون» الحكومة فى تبنى مشروع 1.5 مليون فدان وتتعامل بحذر مع أحد الأذرع الحكومية الهامة فى عملية الاستصلاح والزراعة.
مهندس حسين درباز رئيس جنوب الوادى يتعامل مع المشاكل والمديونيات الموجودة والأجوز وكيفية توفير معطيات صادقة يمكن من خلالها جذب شريحة المستثمرين الجدد والبحث عن آلية فى توفير التمويل.
■ الشركات العاملة فى الاستصلاح والرى أو الزراعة والتنمية بشكل عام تتعامل الحكومية معها على أنها وحدات إنتاجية عليها أن تعتمد على نفسها موقف خاطئ ويؤكد أن من يروج له غير فاهم أو مدرك لعملية التنمية الزراعية بشكل عام.
■ عملية الاستصلاح حتى الزراعة معقدة.. والاستثمار الزراعى هو الأبطأ، ولا يجذب إلا شريحة ترى فى الزراعة نوعًا من التقرب إلى الله.
ومساعدة الناس بتوفير الطعام وأيضًا من هو مدرك لربحية العملية.
موقع توشكى بعيد عن القاهرة لم يجذب رجال الأعمال الذين يفضلون الاستثمار فى وادى النطرون لادراكهم كلها سنوات وتنضم لمارينا!!
■ مهندس حسين درباز يسابق الزمن ويتحمل ضغوطًا متنوعة ولكن الملاحظ أن الرجل لا يعترف بالهزيمة أمام مشاكل حتى لو كانت من صنع وزراء أو غيرهم.
يملك قائمة بالأولويات تبدأ بوقف نزيف فقدان ولو نسبة من مكونات المشروع أو قيمته.. تعطيل برنامج العمل يعنى خسائر.. وأعتقد أن جنوب الوادى تعيش مرحلة وسط ما بين فترة اثبات الوجود وهزيمة أصوات طالما تغنت بحرق توشكى ودفن المشروع وصمود المشروع برغم منع الحكومة تمويل الشركة هو نجاح للمهندس سعودى عليوة والمرحلة الآن هى الوسط.
بوضع أسس واقعية واضحة شفافة للانطلاقة.. أو على الأقل لضمان تسويق حقيقى للموجودات.
■ شخصيًا انحاز لجنوب الوادى للتنمية كرأس حربة للدولة فى عملية الاستصلاح وزراعة الصحراء وبالتالى ضمن مشروع الرئيس السيسى (1.5 مليون فدان) ولدى ثقة أنها ستشهد انطلاقة وانفراجة تتيح لها تنفيذ برنامج استكمال الاستصلاح والزراعة فى 120 ألف فدان مخصصة لها فى توشكي.
وهل البلد اتغيرت وزارة قطاع الأعمال بدلاً من الاستثمار فى الإشراف على الشركة؟ الإجابة ستتضح من كيفية التعاون مع جنوب الوادى.