الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوحدة.. مع السعودية

الوحدة.. مع السعودية






■ الانزعاج من عملية عودة جزيرتى تيران وصنافير إلى السعودية مشروع.. لغياب المعلومات والتفاصيل.. وليس كل من عارض هذا الموقف خائنًا أو مغرضًا أو إرهابيًا.. غياب التفاصيل واقعية المبررات أمر وراء حالة البلبلة والانقسام.
بالطبع لا يغيب عنا أيضًا أن جزءًا كبيرًا من الإعلام، فى ظل تراجع الخلافات وعدم وجود مناطق أو موضوعات مشتعلة فى المشهد الإعلامى وجدت الفرصة فى الدخول بقوة وعنف زائد فى القضية بنبرة عاطفية بعيدًا عن العقلانية وهو ما زاد من تأجيج الموقف وزيادة اشتعاله.
من المهم أن نتفهم الوطنية لم تعد بالشعارات، ولا بمشاركة الصوت العالى.. تلك كانت مرحلة اللجان النقابية والآن اختلفت الحكاية تمامًا.
فى ظل استقرار البلد أو بداية التعافى تتراجع قدرات المعارضين للنظام فى التسلل إلى المشهد وإحداث تمزقات ويظهر أن تيران وصنافير كانتا الفرصة للمجموعات المهمشة من المشهد السياسى أو الإعلامى.
الإخوان بالطبع حاولوا استغلال الموقف، وإشعال أزمات قد تمتد لتحرق الجميع ومجموعات تمتهن حقوق الإنسان كوظيفة وتمويل أو شباب لم يجدوا من يقنعهم بعدالة القضية.
■ الإعلام الرسمى بالطبع اشتبك مع المعارضين وحاول بكل الطرق توضيح الأمر والفوز بالمعركة.. وهى أول معركة حقيقية يخوضها منذ يناير 2011 وقد وجد المساندة من جهات عديدة، ومجموعات محسوبة على المعارضة ولكنها مؤمنة بعدالة القضية والموقف الرسمى.
السوشيال ميديا أصبحت أداة حرق واغتيال أفضل وأقوى مرات مما يكتب فى صحيفة أو يثبت فى قناة! والأهم أن هذا السلاح يمكنه وبسهولة تزوير المواقف وتزييف المستندات لصالح العنصر المستخدم لهذا النوع من الإعلام.
■ طيب تعالوا وسط هذا الجو المشحون أطرح أسئلة مشروعة!
1 ـ لو أن السعودية أرادت أن تسقط مصر وتتمزق مثل سوريا أو العراق وليبيا لامتنعت عن الدخول والوقوف مع طرف ضد طرف منذ يناير 2011.. والتزمت بالحياد، لو حدث ذلك كانت مصر الآن مقسمة ما بين جماعات وميليشيات وأيضًا بوضوح، لو السعودية ترغب فى تمرير السيناريو الأمريكى ـ الإسرائيلى ـ الإخوانى لحكم مصر، لالتزمت الصمت، وهنا ستفوز برضاء الثالوث، ولن تنال لومًا.. أو تغضب دولاً! بل ستحصل على الجائزة فورًا منها دعم الاستقرار وابتعاد الإرهاب، ومنع نشوب القلاقل على حدودها أو بما يهدد أمنها القومى.. لو السعودية بالفعل أرادت حماية نفسها - وهو حق مشروع - لأدارت ظهرها لمصر ومشاكلها وغضب شعبها المشروع من حكم الإخوان.
لكن المملكة السعودية وهى كبير الخليج ومع الإمارات والكويت والبحرين والأردن اطلقوا الصرخة المدوية فى العالم كله بالإعلان الواضح انحيازا لمصر..
نتذكر بيان الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويجب أن ندقق فى كلمات ومصطلحات البيان.
وبالتنسيق مع الإمارات قامت الدبلوماسية السعودية بتسويق يونيو وبذل جهود متنوعة للمحافظة على أمن وسلامة مصر والمصريين.
السعودية والإمارات والكويت والبحرين دول ربطت أمنها القومى ومستقبل شعوبها بأمن مصر وسلامة المصريين.
لم تكتف بالشعارات مثل دول غيرها.. ولم تحسب حسابًا لرد فعل غاضب من دولة تملك أوراقًا ضد أى من تلك الدول.
السعودية ارتضت أن تقوم قوى معادية لها بإشعال النيران حول حدودها جنوبا وشمالًا عقابا على موقفها المؤيد لحرية المصريين وضمان مستقبل أجيال مصرية متعطشة للبناء والتعمير والعمل والإنتاج والانطلاق.
■ السعودية رفضت بعد أن تولى الملك سلمان العديد من الامتيازات للتراجع عن قناعات الملك عبدالله رحمه الله.. ضغوط تركية، أمريكية، قطرية، إيرانية، إسرائيلية.. أوروبية.. وقد رفضت وهى تدرك أن محور الشر قد عاقبها على موقفها المساند بقوة لمصر والمصريين.
الملك سلمان بالطبع كان يستمع ويستمع ويستمع ونحن نتابع ونتابع ونتابع، ومع فرحة إخوانية على قنواتهم أو غمز من هنا وكلمات ممزوجة بالتشفى من هناك.
الملك سلمان كشف لى عن وقائع قديمة وجديدة فى السياسة السعودية ثابتة لا تتأثر.. تراعى البعد القومى للأمة العربية.
■ الملك سلمان على نهج الملك عبدالله.. أمن السعودية والخليج والأمة العربية يبدأ بمصر.. مصر القوية درع لأمتها العربية.
■ ملك السعودية جدد انحياز المملكة وشعبها لمصر والمصريين.. وحرص الملك على تذليل عقبات تباطؤ النمو والانجاز وحل المشاكل الاقتصادية التى تهدد خطط التنمية.
وبدلاً من أن تتفحص المواقف وتدقق فى النتائج وتدرس ما حدث أو مستقبل الأحداث وجدنا أنفسنا فى معركة حول تيران وصنافير.. جزر فتحنا عنينا على إنهما مصريتان.. نعم لم نسمع أو نقرأ غير ذلك.. نعم.. ولكن هناك من هو أهم من إعلان الحرب الإعلامية حول الموقف.
بالطبع هناك أسرار مؤكدة تصب فى صالح مصر والسعودية نتيجة هذا الموقف.. جسر الملك سلمان.. نقلة تتيح للمصريين الوصول فى ساعات إلى السعودية.
ولى وجهة نظر بأن تعلن الوحدة مع السعودية والجسر هو كلمة السر وخلاص أرض البلدين ملك الشعبين.. فكرة.