
كمال عامر
الشباب والحوار الغائب
■ ماذا يعنى الحوار..؟
المفترض هو لغة للتواصل.. لتقريب المسافات حول الموضوعات.. وسيلة لنزع أو تراجع الاختلاف وحدته..
قد يصل بنا الحوار للتفاهم وعلى أسوأ الأمور وقف التوتر والخلافات.. وللحوار شروط يجب أن تتوافر لينجح.
منها وجود ما يقنع الطرف الآخر..
وهو هنا يصب فى صالح التهيئة وشروط واجب توافرها فى الطرف الداعى.
■ قبل 2011 كان الحوار هادئ.. عميق.. يدور حول التنمية لماذا لم تصل للبسطاء ومعاناة الفقراء وخطط مستقبلية والطرفين.. حكومة وأهالى وصلا لمرحلة أقتناع!!
■ بعد 20/11 وبظهور معطيات جديدة شملت كل أوجة الحياة ولأن الأسباب التى تم الترويج لها كمبررات للتغيرات السياسية أنحصرت ما بين فساد الكبار وغياب العدالة وفى توزيع الثروات والخدمات وامتد الحوار إلى مناطق جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك مثل شكل الديمقراطية والنظام الذى سيحكم مصر وظهر لنا خلال تلك الفترة ومازال مجموعة متنوعة من العناوين والمشاكل والهموم لم تكن موجودة فى قاموس الحوار ما قبل 2011.
■ وسط هذه الظروف المرتبكة والساخنة وبعد مرور 4 سنوات على بدء الفوران السياسى وتغيير فى معظم المفاهيم المسوقة بين الناس بدأت الدولة تلتفت إلى غياب الحوار بشكل عام ومع زيادة الصدامات والخلافات والذى امتد إلى الثوابت وانعكاس هذا المناخ على زيادة حدة الخلافات وخروجها عن حدود اللعبة وإحراج اللاعبين المهمين.
كان لابد من الرجوع إلى الحوار كحل وأنقاذ للانفلات الذى تعانيه وظهور قيادات معارضة لتسويق كل ما هو غير معروف أو متفق عليه وهى تيارات تسعى من خلال السلوك لاختلال مساحة علنية رسمية.
■ الحوار الغائب كان وراء زيادة الارتباك بشكل واضح وانعكاس الموقف على حالة جدلية مضرة ضربت المجتمع!
الحوار أسهل طريقة للوصول لحلول فى أى مشكلة لكن له قواعد وأصول يجب الاعتماد عليها على الأقل لضمان النجاح.
من المؤكد غياب المسئول المؤهل لقيادة الحوار أو المساهمة فيه بشكل ايجابى وأن معظم من أدار الحوار لم يكمل الصورة ولم يحقق نجاحاً.
إذن نحن أمام دولة لا تجيد الحوار ولا تعرف ما هى أدوات نجاحه وكيف تحقق أهدافه؟
■ من جانبه يحاول الرئيس بكل الطرق أن يحقق ذلك ونظراً لانشغاله بإدارة دولة لديها حجم مشاكل «مرعب».. والسيسى بدوره بدأ يعانى من غياب الحوار على مستويات أدنى!!
والنخبة من الواضح أن دخول شرائح جديدة لتلك الطبقة سياسيين ومثقفين وإعلاميين.. أختلف المزاج العام بينهم وبالتالى امتد الخلاف إلى الكثير من المفاهيم التى كانت قبل 2011 على الأقل هناك تفاهم حولها وحالة من الرضا أو الرفض واضحة وهو ما صب فى صالح عمل المسئولين وسط أجواء أكثر هدوءاً.
النخبة الجديدة فى حالة أنعدام الحوار وحصره على استديوهات الفضائيات تاهت معالم ونتائج الحوار بشكل عام وأصبحت أضراره أكثر مما كنا نسعى إليه من إيجابية تتيح المعرفة للناس وفقاً لحقائق التسويق والمطروحة.
■ الآن نحن فى أشد الحاجة للحوار.. ولكن من فى البلد يجيد هذا النوع من التفاهم التجربة تقول لا أحد من الوزراء أو المسئولين لديه من أدوات الحوار ما يمكنه أن يحقق المطلوب.. وحتى لو أجاد العملية الشكلية!!
■ الرئيس السيسى طلب الحوار مع فئات المجتمع.. ولم يستجب أحد من الوزراء لأنهم يدركون أن مساحة الوعى لدى المتلقى أكبر وأوسع.. وهو ما يحتاج إلى جهد كبير للتواصل..
الرئيس السيسى طلب من الوزراء والمعنيين الحوار مع شباب مصر.. لأنهم المستقبل وغياب الحقائق عنهم وراء أزمات وتصادمات مع النظام.
■ طالبت دفع عملية الحوار وتدعيمه كآلية مهمة للجذب وحماية العقول من التيارات المتطرفة والمتشددة والرئيس كلف م. خالد عبدالعزيز بإدارة الملف والاشراف عليه فى ظل شطارة عبدالعزيز وامتلاكه لأدوات مهمة تمكنه من تأدية الدور بما فيها قدرته على تحديد مساحة الحركة والوصول لنتائج واقعية تمكنه من الاستفادة منها.
■ هناك يبرز السؤال؟ ماذا يفعل عبدالعزيز مع بلد كله فى حاجة للحوار؟
عبدالعزيز حطم عملية المركزية بخلق أذرع جديدة له بالمحافظات يمكنها أن تكمل ما بدأه اعتمد على مديريات الشباب والرياضة بالمحافظات لتؤدى دورها فى الوصول للشباب بالقرى والنجوع بالمحافظات.
محور مهم اهتم به عبدالعزيز وهو تجهيز قيادات المبادرة بعمل دورات فى التخصص الناقص لدى الشخص.
إذن المحصلة بداية جيدة لحوارات ناجحة لكنها محاولة لن تكفى..
■ والحل:
تكليف رئاسى لعدد من الشخصيات فمن تتوافر لديهم شروط الحوار للبحث فى هذا الملف بعيداً عن الحكومة ووزراء لا يجيدون هذا النوع من التواصل..