الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التحرش بالشرطة

التحرش بالشرطة






■ عشت أوقاتًا عصيبة منذ يناير 2011 .
اقتربت من الموت.. كنت وقتها أراقب وأسير تحت الخرطوش والرصاص والمولوتوف وقنابل الدخان. والسلاح الأبيض.
شاهدت سيطرة الميكروباص على الشارع.. والبلطجية على كل مقدرات الحياة.
حضرت وشاهدت عن قرب عندما يتوتر رجل الشرطة فى مقابل قذفه بزجاجات حارقة وقد حدث ذلك أمام السور الشمالى الشرقى لقصر الاتحادية فى المساحة الواسعة الدائرية من شارع الأهرام والميرغني.. مجموعة من الشباب تجرى نحو جنود الأمن المركزى المكلفين بحراسة والدفاع عن قصر الاتحادية وقد سدد الشباب إليهم مباشرة خمس من الزجاجات الحارقة.. أصيب اثنان من الجنود إصابة مباشرة وطالت النيران ملابسهما وكان رد فعل زملاء الجنود هستيريًا!!
شاهدت أيضًا اعتداء مجموعة شرطة على سايس جراج وكل ذنبه أنه يتحدث ببطء وقد ظن الضباط أنه يأوى المتطرفين  فى عملية تمشيط حول القصر!!
عاصرت وشاهدت واقتربت من مظاهرات اندس فيها مجموعات تخريبية منظمة. استغلت حماس البسطاء وصنعت منها نيرانًا لحرق النظام بكل أشكاله ومنه الشرطة.
■ استمعت وشاهدت الاعتداء على وزارة الداخلية وتنفيذ خطة حرق الوزارة فى أحداث محمد محمود وهو هدف لقوى التطرف حيث وقفت الشرطة حائلًا بينها وتنفيذ حلم الاستيلاء على مصر!!
وحديثًا فى ميدان العباسية شرطى يضرب على سيارة شاب بعنف أمامي.. وعندما قال له ليه بتعمل كده وليه بتخبط بأيدك كده.. كان رد جندى المرور هتشوف هعمل فيك ايه والنتيجة مخالفة بـ1500 جنيه.
فى مصر الجديدة أمين الشرطة مرور.. لم يلتزم بأدب الحوار مع فتاة شابة وعندما طالبته بتعامل أفضل وضع لها حزمة عقوبات بقائمة مخالفات التوصيف فيها مرعب!! وبألوف من الجنيهات.
نعم أنا غاضب من بعض التصرفات غير المسئولة لعدد من رجال الشرطة فى ظل ما وصل إلينا من رشوة وخيانة بشأن ملف الجعافرة.. واستشهاد زميل لهم.. والفشل فى إنهاء مهمات سرية بعد كشفها عن طريق المفروض من انهم زملاء عمل للضابط الشهيد.
لكن تعالوا نناقش ما يحدث بهدوء الإعلام وجدها فرصة فى توتير العلاقة بين الشرطة والمواطن.
والسوشيال ميديا نشطت كمصدر أخبار للإعلام.
علمًا بأن عددًا من المنظمات والجهات والأجهزة المعادية لتعافى مصر وحدت قوتها ومازالت تراقب وتخطط وتشارك فى تنفيذ خطط التعطيل والتمزيق.
■ تعالوا كده نشوف اللى بيحصل؟ بعد تراجع الخطر ودخول البلد مرحلة التعافى وظهورها كقوة إقليمية تلعب الدور المهم بالمحافظة على الأمن العربى ككل.
 وعودة أفريقيا لمصر.. وتنويع مصادر الصداقة والتجارة والسلاح.
مع الأسف كلما اتجه البلد نحو الاستقرار أو التنمية سيفقد الأعداء أعصابهم وسيزداد غضبهم وهذه أمور عادية.
ما يحدث الآن أن منظمات المجتمع المدنى المتضررة من خطوات الحكومة لخط سير الأموال المتدفقة إليها وأحزاب دينية فقدت مكاسبها بعد يونيو 2013 وسياسيون لم يجدوا لأنفسهم مكانًا أو منصبًا!
وقد وجد كل هؤلاء ضالتهم فى خلاف أو حادث أطرافه رجل شرطة.
■ محور الشر يدرك أن هناك جهتين مسئولتين عن حماية البلد بمن فيها الجيش والشرطة ويدرك أيضًا أن تلك القوتين لعب دورًا مهمًا فى عودة مصر للمصريين.. وفشل دعوة حرق مصر لبناء بلد جديد يتلاءم مع دعوات وأفكار الذين حاولوا الاستيلاء عليها.. وبعض الجهات المصرية برعاية خارجية اتفقوا على أن حرق الجيش والشرطة وتسريح أفرادهما هو الحل للسيطرة على البلد بكل ما فيها. بعد أن تأكد لهم بأن تلك القوتين وفى ظل وجودهما لن تنجح أى محاولة أو غزو للأفكار أو للسلطة أو الحاق الضرر بالبلد.
اطلقوا ما يسمى «بإعادة هيكلة» ولأن لهذا المصطلح سمعة سيئة كما حدث بالعراق انتهى بها المطاف بتسريح الجيش العراقى ودفع بلد الرافدين ثمنًا من دماء ووحدة البلد.
■ المصريون أفسدوا وافشلوا مخطط ضرب الشرطة والجيش.
محور الشر من متطرفين وأحزاب دينية ومجموعات منحازة للخارج لعبت دورًا تخريبياً تحت مسمى المجتمع المدنى لقى هذا المحور هزيمة الحقها بهم الشعب  فى30-6 ومازالوا يتربصون بالموقف.
■ الآن عادت نغمة تخريب العلاقة بين الشرطة والمواطنين كخطة ممنهجة لمحور الشر.. اعتمدوا فيها على تزوير الحقائق وشاهدنا تغطية غير عادية لتصرفات فردية لرجال الشرطة  بالطبع لا أحد يدافع عن مخطئ رجل شرطة أو مهندس أو طبيب أو حتى صحفي.
لكن الملاحظ أن فى تلك التصرفات يدخل على الخط الخلايا النائمة من محور الشر والدليل أن معظم من يشوه الحقائق على السوشيال ميديا لو عدنا لصفحاتهم سنقرأ تحيزهم لفكرة أو هدف أو لمصلحة!!
■ بالطبع لا أحد منا يوافق أن يستخدم رجل شرطة مخطئ سلطته لصالح فرض وجهة نظره فى مشكلة ما أو لتبرئة نفسه.
لكن فى نفس الوقت أيضًا يجب ألا نعمم على هؤلاء الاتهام أو الأحكام وعلينا أن نضبط إيقاع أفكارنا بالمحافظة على الكيان وتعظيم دور الفئة وليس الأفراد هناك تحرش بالشرطة  والجيش وقوة الأخير منعت محور الشر من اللعب معه أو مجرد التفكير فى تزوير مواقف لتأليب الرأى العام ضده.. بينما تنجح تلك العملية مع الشرطة. خاصة  أن الشرطة أكثر القطاعات تعاملًا مع مشاكل المواطن والوطن.
عشت أيام الانفلات الأمنى وسيطرة الإجرام على الشارع والسرقات للسيارات والأموال.. وتهديد حياة المواطن وعائلته عشت واقتربت من المشاهد المؤلمة التى منحت البلطجية فرصة لحكم الشارع.
■ أنا أعلم يعنى ايه أمن..
ويعنى ايه رجل شرطة اقسم بحياته على حمايتى وأسرتى وممتلكاتى.
■ وأعلم أيضًا أن التحرش بالشرطة من جانب مجموعات سياسية ودينية وخارجية سيستمر وسيزداد كلما حققت مصر خطوة نحو الاستقرار والتنمية.