السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إحساسك إيه دلوقتى؟!

إحساسك إيه دلوقتى؟!






عقب كل مباراة فى كرة القدم هناك فقرة ثابتة فى كل البرامج الرياضية وهى اللقاءات التى يجريها المراسل التليفزيونى للقناة مع اللاعبين والمدربين كذلك اللقاءات التى يقوم بها مراسل آخر مع الجمهور العادى سواء على مقهى أو فى شارع!
وهنا بالضبط تبدأ وصلة السخافة وتضييع الوقت عندما يطرح المراسل أو المراسلة السؤال الخالد الذى لا ينتهى وهو: «ما احساسك بالفوز؟!».. ما احساسك بعد احراز الهدف؟! الخ.
أما إذا كان السؤال للفريق المهزوم فالسؤال الخالد هو: ما إحساسك بعد الخسارة؟! أو ما احساسك بعد أن فشلت فى احراز هدف التعادل لفريقك؟!
السؤال سخيف وعبيط فعلًا فماذا تتوقع من لاعب فائز مثلاً هل سيقول لك إنه حزين أو تعيس ومحبط لأنهم فازوا بالمباراة! وماذا تتوقع من لاعب أحرز هاترك مثلًا وتسأله عن احساسه بهذه الأهداف؟! هل تتوقع منه أن يقول لك إنه فى منتهى الحزن والغضب لأنه أحرز ثلاثة أهداف!!
الأسخف من هذا أحيانًا وعندما يسأل المدير الفنى الذى قاد فريقه إلى الفوز فيقول: هل سبب الفوز هو الاستغناء عن رأس الحربة واللعب بالأطراف والأجناب والسيطرة على وسط الملعب ولا يجد المدير الفنى ردًا مناسبًا فهو أمام مدير فنى وليس مراسلًا لبرنامج رياضى!
هذه السخافات التى لا تفيد لا المشاهد ولا أفراد أى فريق تجدها أيضًا فى البرامج الفنية التى تقوم بتغطية الأحداث الفنية مثل مهرجانات السينما أو الغناء وحصول الفنانين على شهادات تقدير أو تكريم وهنا نشاهد العجب العجاب من مراسلات هذه البرامج، كلهن آخر شياكة وأناقة تنافس نجمات السينما، وحماس لا حدود له فى طرح الأسئلة، فتجد إحداهن تجرى لا هثة وراء نجمة حصلت على شهادة تكريم عن دورها فى العمل الفنى ويبدو على ملامحها السرور والحبور والانبساط وتسألها المذيعة بجدية شديدة: ما احساسك دلوقتى بعد هذا التكريم؟! فتقول لها الفنانة: سعيدة طبعًا بالتكريم؟! وتعود الست المراسلة لتقول: ويا ترى ايه مشاعرك دلوقتى واحنا على الهوا؟! فتقول: أنا سعيدة بالتكريم! مثل هذه السخافات سواء فى الرياضة أو الفن لا تفيد أحدًا لا البرنامج ولا مضمونه، ولا المشاهد أيضًا.. بل كبرت ونضجت هذه السخافات سواء فى الرياضة أو الفن لا تفيد أحدًا لا البرنامج ولا مضمونه ولا المشاهد أيضًا.. بل كبرت ونضجت هذه السخافات إلى حد لم يعد مقبولًا خاصة فى سرادقات العزاء التى تقام للمشاهير سواء من نجوم الفن أو الكرة: - رحمهم الله - واطال عمر من بقى على قيد الحياة.
فأنت تجد المراسل أو المراسلة يجرى لقاءات مع المعزين ويتكرر نفس السؤال السخيف العبيط: احساسك ايه لما عرفت إن فلان مات؟! ومهما كان النجم مهذبًا وحاول أن يضبط اعصابه فإنه سيكتفى بالعبارة التقليدية: من الصعب تعويضه ومكانه الفنى سيظل شاغرًا.
وبهذه المناسبة أتذكر أننى وعندما كنت رئيسًا لتحرير «صباح الخير» كنت دائمًا اقوم بشطب هذا السؤال الخالد من كل الحوارات الفنية التى يجريها زملائى مع أهل الفن مما كان يغيظهم مني، لكننى الآن اعتذر لهم جميعًا، فقد أصبح هذا السؤال: «احساسك ايه دلوقتى» هو أهم سؤال البرامج الرياضية والفنية والحوار التليفزيونى الذى يخلو من هذا السؤال هو حوار فاشل فاشل!!
نعم لقد كنت مخطئًا يا زملائى الأعزاء فسامحونى!!