السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قنوات فن بث الكراهية!

قنوات فن بث الكراهية!






شىء لطيف وجميل ورائع أن تمتلئ سماوات الفضاء العربى بمئات المحطات والقنوات الدينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية، هى على الأقل تكشف للمشاهد روعة وجمال وعظمة تعاليم الدين وما يدعو إليه الناس من حب ومحبة وتسامح والخير والدعوة للحق والحقيقة والخير والجمال.
أما الشىء الذى ليس لطيفاً أو جميلاً أو رائعاً فهو مضمون ما تبثه هذه المحطات دون كلل أو ملل من بث للكراهية والحقد والتقليل من شأن من يدينون بدين آخر.
محطات لا وظيفة لها إلا محاولة إثبات أن أصحاب الدين المخالف على خطأ، وأن مصيرهم جهنم وبئس المصير.
محطات تركت كل المعانى الإنسانية الجميلة التى جاءت بها الأديان السماوية وتفرغت لتكفير أصحاب الديانات الأخرى وقنوات لم تكتف بالهجوم على الديانات السماوية بل امتد هجومها على أصحاب الديانات غير السماوية وهات يا تكفير وآلاف اللعنات التى توجه لهم كل ساعة وكل يوم.
وزاد الطين بلة أن هذه المحطات الدينية تسمح للمشاهدين بأن يقوموا بمداخلات واتصالات تليفونية تقوم بنفس المهمة الإجرامية فى توجيه اتهامات التكفير لأصحاب الدين الآخر بل يصل السخف والسفاهة إلى حد توجيه شتائم ولعنات لرموز هذا الدين هكذا ببساطة شديدة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجد عشرات القنوات التى تنتمى لنفس الدين، لكنها تنتمى لمذاهب بينها خلافات واختلافات فالقنوات والمحطات الدينية الإسلامية منها ما ينطق باسم السنة ومنها ما يعبر وينطق عن «الشيعة» والقنوات الدينية المسيحية أيضاً منها ما ينطق ويعبر عن المذهب الأرثوذكسى أو المذهب البروتستانتى أو الكاثوليكى مثلاً..
ونادراً ما تجد محطة من هذه المحطات إلا وهى فى حالة عداء وخصام لا حدود له مع محطة تنتمى لمذهب مختلف عنها حتى لو كان المذهبان ينتميان لنفس الدين.
ندوات ولقاءات ومناقشات واتصالات تليفونية لا هدف لها إلا تشويه صاحب ومعتنق الدين الآخر «الكل يركز على نقاط الخلاف والاختلاف ويشعلها حرائق مذهبية ودينية».
تبقى أكثر من ملاحظة وبعد مشاهدتى لأغلب هذه القنوات، أن معظمها يعانى مادياً فهى تذيع دائماً نداء لأهل الخير والتقوى والبر أن يتبرعوا للقناة حتى تواصل رسالتها وتؤدى واجبها فى سبيل نشر رسالتها.
الملاحظة الثانية أن بعض هذه القنوات لا يتورع عن الكذب والتدليس على المشاهدين بنشر إعلانات عن الأدوية المقوية من نوعية قوة التمساح والفيل، وبعضها يروج لأشخاص يقومون بفك السحر وتقريب الحبيب وصنع أحجبة المحبة.
يا مليون خسارة على قنوات تسىء للأديان بأى شكل بل تساهم فى تكريس الصورة التى يكونها ويرسمها لنا الغرب بأننا منبع الإرهاب، وأصله!!
وعندما تقوم الدنيا ولا تقعد لأن الغرب أنتج وصور فيلماً يسىء إلينا، فهذه القنوات بما تبثه أو تقدمه هى المصدر الأول لهم فى إعداد وكتابة وتصوير هذا العمل!
فى أغلب هذه الفضائيات التى ترتدى ثياب الدين ما يسىء إلى الدين نفسه! بل يجعل ضعاف النفوس من الشباب أن يكفر بذلك كله، ولا يتورع عن إعلان «إلحاده» بل يدافع عن هذا الإلحاد!
يا من تتحدثون باسم الله والدين اتقوا الله والدين.