
صبحي مجاهد
العقلية الواعية لوزير الأوقاف
على الرغم من كم المشكلات التى تحيط العمل الدعوى للحفاظ على المساجد من الاستغلال أيا كان نوعه ولتحقيق انضباط الدعاة فى عملهم إلا ان وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة أثبت أن لديه عقلية واعية وإيجابية رغم كم العبء فى العمل الدعوى بمصر.
فلقد نجح وزير الأوقاف أن يحقق لمصر إنجازًا جديدًا على المستوى العالمى حيث أعلن عن وثيقة مصر لنبذ التطرف فى خطوة تؤكد وبقوة أن مصر جادة فى مواجهة التطرف وقادرة على ذلك من خلال إطلاق مبادرات ليست محلية فحسب وإنما عالمية يشارك فيها ممثلون من دول مختلفة، وهو ما استطاع د. محمد مختار جمعة فعله فى مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأخير الذى عقد فى مدينة أسوان عن تقييم دور المؤسسات الدينية فى عالمنا العربى والإسلامى فى مواجهة التحديات ، حيث وقع على الوثيقة علماء ووزراء اوقاف ومفتين من ثلاثين دولة او أكثر لتصبح هناك وثيقة مصرية عالمية موقعة من اكثر من دولة يمكن أن تكون سندا لمجلس الأمن فى جلسات مواجهة الإرهاب لاسيما وأن مصر ترأس حاليا لجنة مكافحة التطرف بمجلس الأمن بالأمم المتحدة.
ان مصر بهذه الوثيقة تؤكد رفض كل الوان التطرف والإرهاب ، ورفض جميع أنواع التمييز العنصرى ضد الإنسانى، ورفض كل انواع التمييز العنصرى سواء على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الجنس، وإعلاء قيمة الإنسان واهمية العيش بين البشر على أرضية أسانية خلاصة.
وكنت أتمنى أن يتخذ الأزهر خطوة تبني تلك الوثيقة وإقرارها فى هيئة كبار العلماء كى تأخذ قوة أكبر لما للأزهر من تمثيل قوى فى مختلف دول العالم ومصداقية لدى أكبر الدول الغربية.
ويبقى أن نوجه الشكر أيضا لدار الافتاء التى شاركت بتمثيل رفيع المستوى من خلال حضور فضيلة مفتى الجمهورية د. شوقى علام الذى أعلن بوضوح ان المؤسسة الدينية التى تسير وفق نهج صحيح لا تخشى من أى نقد طالما ان النقد بناء يستهدف الحقيقة والمصلحة ، ويرشد القائمين عليها إلى وسائل وطرق جديدة تحقيق مزيد من العمل والنتائج الإيجابية .
كما نأمل أن تحذو كثيرًا من المؤسسات الدينية ووزارات الأوقاف فى عالمنا العربى والإسلامى حذو الأوقاف المصرية من عقد مؤتمر عملى يضع بالفعل خطة للعمل الفورى لمواجهة التحديات التى نعانى منها اليوم فى مجال الفكر الدينى ... وستبقى مصر بأبنائها المخلصين قدوة لأشقائها فى العالمين العربى والإسلامى فى مواجهة كل تطرف وفكر منحرف.