السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عزيزى المشاهد: شاهد أو لا تشاهد!

عزيزى المشاهد: شاهد أو لا تشاهد!






أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم وتختفى «برامج التوك شو» طول شهر كامل!
ثلاثون يوما من الراحة النفسية وهدوء الأعصاب بدلا من حرقها بالساعات أمام ضيوف وديوك يتصايحون بلا مبرر ويتحدثون بلا معنى ويتشاجرون بلا مناسبة وسط سعادة غامرة وفرحة طاغية من مذيع أو مذيعة البرنامج.
شهر كامل سيستريح فيه نجوم التوك شو وبرامجهم الصارخة الزاعقة، لكنهم سوف يتسللون إليك من نافذة البرامج الخفيفة العبيطة سواء كضيوف أو حتى مقدمين لهذه البرامج!
ولا تندهش إذا وجدت أحدهم وكان منذ شهور يناقش مع ضيوفه حقيقة الأزمة اليمنية أو السورية فتجده يقدم برنامجا خفيفا عن كواليس ودهاليز نجم يستضيفه، سواء من نجوم الفن أو نجوم الرياضة، وتتوالى الأسئلة العميقة ذات الدلالات الأيديولوجية أو السياسية من نوعية: ما هى ذكرياتك مع شهر رمضان؟! وهل أنت من محبى القطايف أم الكنافة؟! أما سؤال الحلقة فهو: لماذا يقتصر ظهور «القطايف» على شهر رمضان فقط؟!
أما لو كان الضيف نجما كرويا حاليا أو معتزلا فلن تخرج الحلقة عن سرد ذكريات طفولته وهو يلعب حافى القدمين فى الشارع وكيف عاقبه أبوه بسبب اللعب! وكيف أصر على ممارسة اللعب حتى إنه لم يكمل تعليمه ودراسته والمثل يقول: العلم فى الأقدام وأن استخدام القدم أهم ألف مرة من استخدام «العقل»!
ولن يختفى «النخبجية» و«الكلمنجية» بتوع نضال آخر زمن وسوف تجدهم ضيوفا على كل الموائد التليفزيونية سواء ضيوف ومتحدثين.. ولا بأس من «حشر» السياسة ومصطلحاتها فى الكلام حتى لو كان البرنامج عن الطبخ والطبيخ.. وسوف تجد البعض منهم وهو يتحدث عن أنواع الأغذية وفوائدها المختلفة ولماذا يختلف طعام «النشطاء» عن طعام الكسالى من أهل حزب الكنبة؟! ولماذا يختلف طعام الناشط الحقوقى عن طعام الناشط السياسى!
ولا تندهش إذا تحولت أغلب المقالات السياسية سواء كانت يومية أو أسبوعية إلى مقالات نقدية انطباعية تكتب عن المسلسلات وخفاياها وتبحث عن الخيط الدرامى الذى ضاع من بين يدى المؤلف؟! والمخرج الذى لم يحرك شخوصه فى تتابع درامى يوحى بالحركة المباغتة للحدث الذى لم يحدث! ولماذا قام مدير التصوير باستخدام إضاءة خافتة بينما كان المشهد يتطلب إضاءة زاعقة قوية تعبر عن المضمون الثورى فى ثنايا العقل الكامن للبطل وجلوسه المستمر على الفيس بوك!
أما «أهل الشر» فى القنوات التى تبث من اسطنبول والدوحة فهم استعدوا ومنذ أسابيع وقبل أن يبدأ الشهر الكريم فى طبخ وإعداد ما سوف يقولونه من تفاهة وسفاهة، سوف يهاجمون كل شىء وأى شىء.
أما العواجيز أمثالى - أصحاب أمراض السكر ووجع المفاصل والزهايمر ويا ليت الشباب يعود يوما - فسوف يكتفون بالدهشة والعجب ويعودون إلى ذكريات زمن مضى ولن يعود إذاعيا وتليفزيونيا ويتذكرون اللمة الحلوة لسماع مسلسلات «شنبو فى المصيدة» و«أنت اللى قتلت بابايا» وفوازير فؤاد المهندس والثلاثى ونيللى وشريهان وفطوطة وليالى الحلمية ورأفت الهجان والمال والبنون وبوابة الحلوانى وغيرها!
ويا أيها المشاهد الكريم رمضان كريم والصبر طيب يا عزيزى!