السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا تؤجل مشاهدة اليوم إلى الغد!

لا تؤجل مشاهدة اليوم إلى الغد!






ساعات قليلة ويبدأ «ماراثون» الدراما التليفزيونية التى تتنافس الفضائيات والقنوات على عرضها والادعاء بأنها حصرية ولن تذاع فى محطات أخرى!
ساعات وتبدأ حيرة كل عام مع المشاهدين والمشاهدات فى كل العالم العربى، ماذا يشاهد وماذا لا يشاهد وسط طوفان المسلسلات المصرية والخليجية والشامية!!
ضمتنى جلسة لطيفة مع زملاء وزميلات شبان وشابات وكان الحديث عن المسلسلات التى بدأت المحطات منذ فترة فى التنويه عنها، واختيار أكثر المشاهد جاذبية وإثارة لصيد المشاهد إلى مشاهدتها!!
كان أغرب ما سمعته فى تلك «العقدة - غير الصحفية - هو تلك المنافسة الشرسة والدامية بين الزميلات وعن عدد المسلسلات المتوقع أن تشاهدها كل منهن؟!
قالت إحداهن بفخر: أنا السنة اللى فاتت شفت سبعة مسلسلات يوميا، وسأحاول هذا العام أن أحطم الرقم القياسى بإذن الله!
اعترضت أخرى مستنكرة: طب وفين برامج المنوعات والمقالب؟!
قالت: طبعا بشوفها بس فى الإعادة فقط!!
تدخلت ثالثة لتقول: أنا السنة اللى فاتت شاهدت سبعة مسلسلات على الهواء، وقمت بتسجيل خمسة مسلسلات لأشاهدها عندما أصحو من نومى وحتى يأتى موعد الإفطار!!
كنت صامتا، ساهما، واجما من الحديث وتفاصيله، وسألتنى إحداهن: وحضرتك بتشوف كام مسلسل كل يوم؟!
خفت أن أقول الحقيقة وهى أننى لا أشاهد سوى ثلاثة مسلسلات فقط، حتى لا أبدو فى نظرهن عجوز كندوز من أرباب المعاشات فتصنعت الوقار والجدية وقلت: خمسة مسلسلات؟!
ابتسمت إحداهن وقالت: طب وباقى المسلسلات؟!
قلت لها: سوف تعاد عشرات المرات بعد الشهر الفضيل، وما لم أره الآن سأشاهده بعد ذلك ولن تطير الدنيا أو تقوم القيامة!!
فمن غير المعقول أن أجلس متسمرا مع التليفزيون كل يوم أكثر من عشر ساعات لمشاهدة المسلسلات منهم ست ساعات إعلانات السمن والزيت والصابون ومعاجين الحلاقة وغيرها!!
عادت اللهلوبة الصغيرة تسأل: ولو تصادف موعد المسلسل مع مباراة مهمة فى بطولة أمم أوروبا.. فماذا ستفعل؟! قلت: طبعا سأشاهد المباراة.. لأنها دراما حقيقية وممتعة، فيها الفن والذكاء والمفاجآت غير المتوقعة، أما المسلسلات الدرامية فأنت بعد مرور عدة حلقات يمكنك أن تستنتج من خان من؟! ولماذا فشلت البطلة فى الاحتفاظ بحبيبها بعد كل هذه السنوات؟! وهكذا برامج المقالب الخفية التى يتحفنا بها ظرفاء وسفهاء كل عام يتفننون فى البواخة والعبط مع ضيوف ونجوم اتفقوا معهم على ذلك نظير آلاف الجنيهات أو الدولارات!!
سخافات يلعنها النقاد ويشتمها المشاهدون لكن يشاهدونها ويتلذذون بما يعانيه «النجم أو النجمة» من مواقف صعبة مصطنعة وحيل مفبركة نظير هذا الأجر!!
وسألتنى إحداهن: ما أكثر ما تفتقده على الشاشة ولم يعد موجودا، قلت لها: مازلت أحن إلى فوازير «عمو فؤاد المهندس» الراقية وفوازير «ثلاثى أضواء المسرح» الضيف وجورج وسمير فى زمن الأبيض والأسود، وأشتاق إلى فوازير «نيللى» و«شريهان» التى لن يجود الزمان بمثلها تأليفا وإخراجا وتمثيلا واستعراضا، وكذلك فوازير «فطوطة» الشهيرة، وأحن إلى المسلسلات الإذاعية البديعة وعلى رأسها «ألف ليلة وليلة» ومسحراتى «سيد مكاوى» بأشعار «فؤاد حداد».
وكان فى نيتى أن أسألهن سؤالا عبيطا - مثلى - وهو: وأين مكان القراءة وسط هذا الطوفان المسلسلاتى، لكن أدبى وعبطى منعنى من توجيه السؤال: فشعار مشاهدى هذه الأيام هو: «لا تؤجل مشاهدة مسلسل اليوم إلى الغد»!!