الإثنين 15 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أفراح القبة.. أفراح  أورلاندو

أفراح القبة.. أفراح أورلاندو






متى سيتوقف هذا العالم عن النواح حتى نحصل علىٰ حصتنا نحنُ  من  البكاء؟ نحنُ لم نبك بعد! وكيف سنكفكف كل هذا الدمع  العربى الآسن  بأيادينا المقطوعة؟
بل.. أظن أن فرحتنا - كجماهير مصرية - وبهجتنا - كجماهير عربية - وذهولنا  وانصياعنا الكامل لمسلسل «أفراح القبة» فى مصر قد أنسانا دورنا فى العويل العالمى المنصوب لنا  فى أمريكا.. فمنذ متى لم نستسلم لفن بديع مباغت  كهذا العمل؟ منذ متى لم نضجع (ونتفشخر) ونضع ساقا فوق أخرى ونقول  هذا المسلسل مصرى..  «صنع فى مصر».. أخذتنا تفاصيل وروعة قصة حب «طارق رمضان»  و«تحية»  من قصص العشق اللوطى.
من أجل هذا لم يأخذ حادث مقتل الشواذ الأمريكان على يد المسلم «عمر متين».. والعامل  بالملهى «بلاس» بأورلاندو - ولاية  كاليفورنيا على حظه فى الشهرة.. الحادث الذى كان قد تم تجهيزه وطبخه وعرضه  على الصائمين فى رمضان.. لنتفرج من خلاله على أنفسنا بينما العالم يسلخنا نحنُ الدواعش آكلى لحوم البشر وقاتلى الشواذ الأمريكان.
«أفراح القبة» أنقذتنا من الكارثة المجهزة.. فجاءت حادثة أورلاندو «خايبة» مترهلة مفكوكة  مملة كالجزء السادس من ليالى الحلمية أو  كالأهبل رامز جلال.
المؤلف الحصرى لحادثة أورلاندو ولشبيهاتها السابقات حينما داس فى جزئية المسلم الذى قتل الشواذ الأمريكان لم يحبكها جيداً هذهِ المرة  لأن الإجابة تكمن فى السؤال: ليه هيعمل كده هناك مع إن الجار أولى بالشفعة؟
ولماذا تغاضى الغرب المتنمر لنا عن العظة التى ألقاها القس المعمدانى  «جيمنيز » فى الأحد الذى أعقب مقتل 50 شاذا فى كنيسة سكرمنتو بكاليفورنيا.. قائلاً فى جموع المسيحيين: لست حزيناً ولا  آسفا لمقتل 50 لواطيا كما أننى لست حزيناً لو قتلوا 50 متحرشاً جنسياً.. بل حزين لأن كل من بالملهى لم  يموتوا.
الذين جهزوا ليسوقوا مسلسل «أفراح  أورلاندو» مع الاعتذار لأفراح القبة طبعاً لم يدمجوا بأحداثه الدموية شخصية المسلم الآخر «عمران يوسف» أحد حراس المبنى  والذى أنقذ 70 لواطيا آخرين كانوا سيقتلون على يد عمر متين لولا أن الحارس عمران يوسف قد قام بتهريبهم من باب خلفى بالملهى.
لماذا تغافل المؤلف الأمريكى عن صرخة هيلارى كلينتون فى وجه أوباما إثر حادثة أورلاندو بأنه هو  من صنع داعش؟ طبعاً السيدة كلينتون مش هتضحك علينا بالكلمتين دول علشان هما الاتنين دافنينو سوا.
لماذا كان الصراخ الأمريكى والنواح الأوروبى تجاه ضحايا أورلاندو بفعل «فاعل» مسلم  أعلى وأصدق من نحيبهم على ضحايانا فى فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن بفعل «فاعلين» من الديانات الأخرى؟ يحكموا دولا عظمى.. دولا ديمقراطية حرة ذات سيادة.. دولا تستبيح بلادنا .. تحتلنا  وتسرقنا؟
بالرغم من كل ما سبق.. الدين.. أى دين.. ليس هو اللاعب الحقيقى فى كل تلك الدماء المراقة - عندنا وعندهم - من مئات السنوات.. لكنها لعبة السياسة والسلطة والهيمنة والاستعمار.. فهل أسلم «أوباما» و«كلينتون» حتى يوظفا الإخوان المسلمين كمستشاريهم فى البيت الأبيض؟ وهل «صبأ»، «أوباما» حتى يرعى عصابات متأسلمة لتحكم وتحتل الوطن العربى؟ ولماذا انتصرت كلينتون لعصابات الإخوان فى ليبيا ؟
لأجل كل هذا سيظل مسلسل «أفراح القبة» المصرى هو أكثر الألقاب وروعة وجمالاً وصنعا  من  مسلسل  «أفراح  أورلاندو» الأمريكى.