
كمال عامر
30 يونيو.. الأمل والخطر
فى أوقات الخطر.. على المستوى الشخصى أو الدولة عادة ما يستشعر المواطن أن هناك ضرورة لكى يشارك. أيًا كانت نوع المشاركة.
ونجد الشعب ثائر. ويقظ ونرصد نوعًا من حيوية الحوار.. والحماس لصالح البلد.
■ فى حرب 73 عاش المصريين أيام مجيدة.. سندًا للقوات المسلحة. كل مصرى عاش الحرب وساعد فيها على طريقته.
كل مؤسسات الدولة جعلت الوطن على قائمة الاهتمامات وتحالف المواطن مع جيش بلاده.. وبدوره الإعلامى ساند بقوة فى هذا المشهد.
حالة من الاستنفار الإيجابى عشناها والنتيجة نصر أكتوبر 1973.
■ فى يناير 2011 عشنا أوقات صعبة خناقات من كل الأنواع.. جدل ودجل وقتل.. واغتيالات وحفلات تعذيب.
كل منا عاش على أن دوره «جاي» يعنى الموت جاى جاى.. وعليه أن يختار طريقة سجنه وعزله من منصبه واغتياله معنويًا أو جسديًا خاصة لو كان غير عضو بالجماعة!!
■ عشنا أسوأ أيام حياتنا فى الشارع أقيم بجوار قصر الاتحادية - روكسى - مصر الجديدة وشاهدت وشاركت فى كل التفاصيل للموضوعات والثورات ولحظات الغضب فى شارع الميرغنى والمناطق المحيطة به.
■ الحكاية أن هذه المنطقة تحديدًا كانت انعكاسًا لما يحدث فى مصر!!
حيث عاشت حرب أهلية حقيقية وقد بدأت رسميًا بعد خطاب الرئيس السابق محمد مرسى من أمام الاتحادية الموجه للإخوان وقد كنت على مقربة من المنصة بمسافة سبعة أمتار.. وتأكدت أن الرجل لا يعترف إلا بالإخوان وغير مهتم غيرهم، بل يتمنى قتلهم والتخلص منهم وهو ما كان سيحدث بالفعل، بالطبع هناك خلاف حول طريقة إدارة البلاد فى هذه الفترة حيث اتضح أن الإخوان بعيدين عن تفهم إدارة البلاد ولا يملكون الخبرة اللازمة لذلك.
■ 30 يونيو.. عشت أدق التفاصيل حول الاتحادية جوه غاضبة من طريقة تقسيم البلاد.
ومساندة فريق ضد آخر جاءت للمطالبة بقطع الأيادى التى تهدد ورحدة مصر.
■ ملايين من المصريين خرجوا فى 30 يونيو عندما أحسوا أن البلد فى خطر وشبح الحرب الأهلية اقترب.. مصر أصبحت مجموعات إخوان.. والأصدقاء والمعارضين لهم.
وامتد هذا الخلاف من الشارع إلى أماكن العمل.
■ يونيو أعادت الهدوء والاستقرار للبلد، أوقفت الخطر على حياتى وأسرتى وأعادت لنا الاطمئنان على الأقل فى السكن والعمل.
بالطبع نطمع فى المزيد كترجمة للحدث.. فى الاقتصاد والسياسة وحياتنا الاجتماعية بشكل عام.. وأيضًآ سنتحمل تداعيات القرارات الاقتصادزية خاصة أننا أصبحنا أكثر إدراكاً بضرورة المعالجة الجراحية لمشاكلنا الاقتصادية.
الآن اطالب بعودة روح 30 يونيو.. البلد فى خطر والأخطار تحاصرنا ومازال بالداخل من لا يسعده استقرار البلد وسلامة المصريين أو على الأقل يرى أنه الأحق بإدارة البلد خاصة من الجماعة والمؤيدين لها.
■ عاوزين روح 30 يونيو تعود مرة أخري.. الأزمات التى تواجهنا فى الاقتصاد أو غيره. تحتاج لجهودنا للعمل، للإيمان بأن المشوار بدأ ولكنه لم ينته بعد. وكضمان يجب أن نستمر بنفس القوة التى بدأناها فى 30 يونيو.
البلد محتاجة كل واحد يشتغل وينتج ونبطل «رغى»، إشاعات.
ونساند كل واحد بطريقته. ونزرع أملًا فى الناس.
البلد محتاجة الآن.. أن تعود لطريق من الاصطفاف معًا. لنقاوم العدو الظاهر وغير مرئ.. قوتنا وحدتنا.. الاستسلام والاسترخاء خطأ.
■ إذا كنا نريد بلد قوى مستقر وغنى هناك فاتورة يجب دفعها لتحقيق ذلك العمل والمشاركة وتحمل المسئولية والتباعيات معًا.. وعلى الحكومة أيضًا أن تراعى العدالة فى المعاناة.
■ هناك مشروعات ضخمة تقام الآن.. طرق إسكان، زراعات جديدة وترتيب البيت من الداخل فى نفس الوقت وسط هذا العمل قد يحدث خطأ بإهمال عنصر مهم لحياتنا، أو يتراجع اهتمام الحكومة لكن فى النهاية سنتحمل نصيبنا من ضريبة بناء المستقبل ولدى الثقة فى أن مصر تتجه للاستقرار الاقتصادى والسياسى.
■ عاوزين نجدد عهدنا وثقتنا ونهجنا.
■ عاوزين نساعد ونساند فى بناء البلد.
■ عاوزين ندافع عنها ضد من يسعى لإلحاق الأذى بالوطن والمواطن.
■ عاوزين نستمر فى المقاومة والدفاع عن استقرار ووحدة البلد بشكل عام.
■ كل منا عنده أجندة خاصة لمستقبل أسرته.. تعالوا نأجلها شوية وننظر لحال البلد.
30 - 6 يوم فى حياتنا ولنستمر فى الالتفاف حوله.