
كمال عامر
يونيو والانتصار
■ جمهور الكرة.. هوائي. بمعني. فى الانتصار يخترع المصطلحات للاحتفال بفريقه.. والأغاني. والفيديوهات كتعبير عن فرحة.
بالطبع الإشادة بالمدير الفني، وبمجلس إدارة النادي.. وبالجهاز الإداري.. وأيضًا باتحاد الكرة والحكام.
.. طالما أن فريقه فائز.. كل حاجة حلوة وكل حاجة جميلة..
وعندما ينهزم فريقه.. يبدأ فى قصف جوى لكل المنظومة التى سبق أن أشاد بها.. شتائم من كل الأنواع.. وقلة أدب وبذاءات.
هجوم على رئيس النادى واللى بيشتغل معاه.. والمدير الفني.. واللعيبة. بالمناسبة أغلبية جماهير الكرة تشترك فى هذا النوع من التطرف.
فى بلدنا أيضًا وبالقطاعات الأخرى خارج الملعب.. نفس السيناريو.. حماس وأناشيد.. وممكن تتحول فى يوم وليلة إلى بذاءات وسرادقات عزاء.
إذًا نحن نواجه تطرفًا كرويًا وتطرفًا سياسيًا!!
هذه الأمور تعود لتراجع الوعى والسطحية فى معالجة الأمور أو التفاعل معها.. وهكذا نواجه وتعيش.
■ وسط هذه الحالة قد يكون هناك من بين الجماهير من هو لديه الوعى ويملك تفكيرًا سليمًا فى الحكم الصحيح على الموقف ومع الأسف هذا النوع من الجماهير أو السياسيين يمثل نسبة بسيطة جدًا.. قد لا نراها أو نشعر بوجودها.
■ السؤال: كيف يمكن أن نوسع قاعدة «الفاهمين» أو أصحاب البصيرة» الإجابة.. التعليم - الثقافة - البيئة الاجتماعية.
فى الخارج هناك نفس السيناريو.. لكن بدرجة ومن أعداد أقل مما عندنا.
■ ■ فى مقهى بالحى السابع.. صديق: البلد رايحة على فين؟ لم أرد.. أضاف: أنا شايف الفقراء بيزدادوا عددًا.. والحالة مش ولا بد.. وأنا خايف من ثورة جياع بجد!!
قلت: أنت تعيش حركة البلد الاقتصادية بما فى جيبك كفرد.. وهو مقياس غير دقيق خاصة فى مراحل إعادة بناء بلد.. بحجم مصر واستكمال المشروعات على الأقل لحل مشاكل حالية وتهيئة لعمل مستقبلى مفيد للأجيال.
من المفترض - الآن - أن نساعد ونشارك.. والمشاركة هنا ليست صورية لكن بتحمل جزء من الفاتورة.
علينا أن ننظر للدول المجاورة لنا.. أو الغنية لنقارن ما يحدث عندنا ومالديهم.
■ يناير أوقفت وعطلت التنمية بل وألحقت الضرر بها ويونيو.. وجدت نفسها فى أزمة ووجهًا لوجه مع المشاكل وبدأت فى ترميم ما تم حرقه أو هدمه ودفع العمل بالمشروعات التى كان قد تم البدء فيها.. والانطلاق بحزمة مشروعات جديدة للمستقبل.
يونيو تحارب على الثلاث جبهات. وفى هذه الحالة سيقع منا بعض الأخطاء أو القرارات غير المرضية وهو أمر طبيعى وسط ثورة التنمية التى تطبق حاليًا.
يونيو صنعت أملًا جديدًا بعد حكم الإخوان.. وهو أمل شعب وليس فئة أو اثنتين، ولأن الحلم كبير وهو ما يتطلب إمكانيات مالية ومعظمها غير متوفر لكن هناك رغبة فى اتمام ما يتم الإعلان عنه!
■ سؤال من مقدمة برامج؟ كيف تفسر حالة الاسترخاء التى يعيشها الشعب المصرى وعدم المبالاة فى الكثير من ا لقضايا؟
قلت: ترجع بالذاكرة للوراء. فى ظل حكم الإخوان. الشعب ثار ورفض تقسيم المصريين ما بين الإخوان وخارج الجماعة الإخوانية والذى تبناه الرئيس الأسبق محمد مرسى وأعلنها فى خطاب عام من أمام الاتحادية.
■ المصريون منذ هذه اللحظة أعلنوا غضبهم وثاروا واستنفروا و30 / 6 تجسيد للإيجابية.
بمعنى أوضح عندما يستشعر المصريين أن هناك خطورة على البلد والمصريون نجدهم يتقدمون الصفوف ويدافعون عما هو مهدد.
حدث ذلك فى 1973 فى حرب أكتوبر وحدث أيضًا فى 30 / 6 ضد الإخوان.
هو الآن يشعر بالأمان والزمن ويثق فى من يعمل نيابة عنه.
مع تراجع الخطر بعض الشيء نجد المصرى ينصرف لحياته.
■ الخطر على البلد والمواطنين مازال موجودًا.. فى الخارج المؤامرات على تقسيم وهزيمة البلد فى حاضره ومستقبله على قائمة أجندات دول ومخابرات وهيئات رأت أن يونيو هزم خططها وصادر أحلامها.
فى وطن عربى مهزوم. ستظل الأخطار موجودة وأخطرها من الداخل.
على الجميع الحذر وبعد لو صنفنا مستقبلًا أفضل لأولادنا. احنا الكسبانين.
ولو حدث أن انتصر علينا محور الشر فى الخارج والداخل.. «احنا الخسرانين» بناء البلد مسئوليتنا مع الرسميين.