
كمال عامر
بورسعيد.. ومصرى الضواحى «2»
عندما بدأنا فى فتح ملف الظلم الذى عاشته محافظة بورسعيد وعانت منه بشكل عام، كنت أدرك أن هناك حساسية شديدة بين الحكومات المتعاقبة منذ عشرات السنين والمدينة الباسلة لأسباب متنوعة. بعضها معلوم.. والجزء الأكبر غير متداول.
كنت ومازلت أنظر لبورسعيد على أنها محافظة تحملت فاتورة صعبة.. دفعتها عن طيب خاطر وبحماس شديد عندما تولت نيابة عن كل المصريين محاربة ثلاث دول فى العدوان الثلاثي.. تحمل أهل بورسعيد نسف بيوتهم وموت الأبناء، والآباء والأشقاء.. تحمل أهل بورسعيد مناظر أشلاء أولادهم.. وسرادقات العزاء..
لم يشك أى منهم بأنه لم يجد من ابنه إلا أشلاء.. أو قطعة قماش من ملابس يرتديها..
لم يشك أحد من بورسعيد عن ضياع جنيهات قليلة اسمها تحويشة العمر.. عاشت بورسعيد أيامًا نطلق عليها الفخر والانتصار والصمود.
لم يكلنفأحد منا فى البحث عن الفاتورة التى دفعها أهلنا فى بورسعيد.
عارف يعنى ايه تترك بيتك وتفاجأ بسيارة نقل مكشوفة وقرار بأن تضع فوقها كل حياتك.
وذكرياتك.. وحلمك.. وعملك والكرسيين وحجرة النوم والسجادة وملابس الأولاد.
■ عارف يعنى ايه تسيب أصحابك والقهوة اللى كنت بتقعد عليها ساعة راحة.. وتسيب أصحابك.. حتى بائع الفول والجبنة والخضار.
■ عارف يعنى ايه تضطر تترك الشارع اللى كنت طول عمرك بتمشى فيه. رايح.. جاى وعارف معالمه.. وعنيك وعارف الطوبة اللى عطلتك فيه والحفرة اللى كنت هتقع فيها.. ومطبات السيارات..
أو عم محمد العامل فى محل بيع الهدوم والأسطى سعد اللى فى القهوة.
وبائع الذرة وصاحبة «النصبة» اللى بتجرى على ولادها وفاتحة مكان تقدم فيه الشاى للغلابة والبسطاء.
■ عارف يعنى ايه اللى حصل لبورسعيد فى أيام التهجير.. ده اللى حصل لأهلنا فى بورسعيد.
■ ناس ركبت عربيات.. لا تعرف هى رايحة فين ولا هتعمل ايه ولا تملك الأموال للاختبار.
■ فى الوقت اللى كنا عايشين حياتنا.. صادرت الأحداث حياة أهلنا فى بورسعيد والسويس والإسماعيلية.
وانتصرنا وعاد المهجرون كما كنا نطلق عليهم إلى بيوتهم. أقصد بقايا البيوت وبقايا الشوارع.. وبقايا الحياة.
■ لك ان تتخيل الألم والمعاناة التى عاشها أهلنا فى بورسعيد!! الكتابة لا يمكن أن تعبر عن الحالة النفسية والحياة والمعاناة بشكل عام فى هذا التوقيت لأننا رصدنا ولم نعش معهم..
■ بورسعيد اتظلمت.. والظلم هنا ليس فى قرار لمسئول أو لوزير ولكن بشكل عام.
■ عندما كشفنا عن حالة الضيق والغضب لأهلنا فى بورسعيد.. كان رد الرئيس السيسى مرضيًا ومبهرًا عندما اختار بورسعيد ليطلق منها حزمة مشروعات ضخمة لصالح البلد وأيضًا بورسعيد..
وتلك اللقطة رأيت فيها الأمل وشعرت بالإطمئنان على أن رغبة رسمية مؤكدة لصناعة نهضة تنموية لبورسعيد ولأهلنا فيها النصيب الأكبر.
■ بالطبع فى بورسعيد ثورة تنموية قد لا يلحظها الكثيرون.. لأنها للمستقبل لشباب الباسلة. لصالح الأسر المختلفة اقتصاديًا.. والمواطن مستعجل.
■ المصرى تتشابه حالته وبورسعيد.. لم تيم وضع طوبة واحدة فى بناء للنادى طوال تاريخه ولن تتعرض للظلم. وسرقة ملعبه وحياته.
■ المصرى دخل دون أن يدرى صراع السياسة والبزنس والمصالح والصفقات ضاعت أرضه وتمت مصادرة استاده وتمزيقه..
لقد تعاملوا مع المصرى وكأنه دولة قوية هناك خوف من زيادة قوتها أو وحدتها ويجب تمزيقها.. وتقطيعها للسيطرة على قرارها.
تركوا له اللافتة فقط.. خصوم المصرى كانوا أقوياء. يساندهم جهاز تنفيذى ضعيف.. ووزراء بالقاهرة كانوا يخططون لتمزيق بورسعيد ومصادرة مستقبلها بتصدير المشاكل لها ومحاصرتها.
■ لم يفطن أعداء بورسعيد والمصرى إلى أن هناك قواعد تاريخية حاكمة وملزمة. بأن بورسعيد قوية. لم تخضع أوتنكسر أمام أكبر قوة عسكرية فى العالم. انجلترا، وفرنسا، وإسرائيل.. كانت أجساد أهل بورسعيد أقوى من الصواريخ والطائرات.
■ لم يفطن «أعداء المصري» أو «الناقمين» عليه أو «المرعوبين» من قوته أن المصرى كيان.. فى القلوب ولو أرادوا اضعافه كان عليهم أن يقتلوا كل بورسعيد وشبابها العاشقين للمصري.
■ سمير حلبية ومجلس إدارة المصرى د. على الطرابيلي.. محمد أبو طالب م. محمد قابيل وم. عدنان حلبية مجموعة مقاتلة. والمحافظ عادل الغضبان قوة دافعة قادرة على المساهمة والحل للمشاكل للمصرى وغيره.
■ مصرى فرع الضواحي.. باكورة الجهد والعرق والصبر على بيروقراطية قاتلة ونفوس تشبعت بالسلبية حتى فى موضوع يهم سكان البلد.
■ سمير حلبية رئيس ناد مختلف.. لم يلعب على انتخابات ولا الحصول على أى مصالح خاصة. قوته فى شفافية قراره وتوجهاته والرجل ببساطة أعلنها أرغب فى مساعدة المصرى ككيان، وعمل إنشاءات ومشروعات تتيح للمصرى أن يصبح قوة ذاتية تعتمد على نفسها.
حلبية يحاول توفير روافد مالية للمصرى ليستمر قويا ومعنوية لأعضاء النادى لمزيد من توسيع جماهيرية النادى وأيضا توفير خدمات مميزة لهم.
■ مصرى الضواحى أول إضافة رسمية للمصرى.. ملعب رئيسى و4 ملاعب خماسى للتدريب وللمترددين.. وحمام سباحة ومبنى اجتماعى يضم خدمات وكافيهات ومساحات خضراء.
■ مصرى الضواحى سوف يكون بمثابة نقطة إضاءة قوية لزيادة الوضوح ونشر الحقائق وتمتين الولاء.
■ مصرى الضواحى أول مساعدة للنادى المصرى، لأهلنا فى بور سعيد.. حيث تحول المصرى إلى مؤسسة لخدمة المجتمع تصور عندما تضىء ملاعب مصرى الضواحى.. وتشاهد أولادنا يلعبون.. وحسام حسن بيدرب والمحافظ عادل الغضبان وسمير حلبية قاعدين على الكافيتريا أنا سعيد جدًا.