السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مطلوب دراسة اجتماعية للمسلسلات الدرامية!

مطلوب دراسة اجتماعية للمسلسلات الدرامية!






أيام قليلة وينتهى سباق المسلسلات أو الإعلانات التى تخللتها مشاهد من المسلسلات، وتنتهى الزيطة والزمبليطة عن الأفضل والأسوأ فى هذه المسلسلات!
وسواء شاهدت عشرة مسلسلات أو حتى مسلسلًا واحدًا وسواء انتابك الغضب والغيظ أو أحسست بالمتعة، فالمؤكد أن هناك شيئًا ما لا بد وأن نفهمه ونتأمله واسئلة حائرة لا بد من الإجابة عنها خاصة مع مسلسلات هذا الموسم..
من هذه الأسئلة مثلا هل تؤثر هذه الدراما فى حياة المشاهد؟! هل يتعايش معها؟! هل يصدقها؟! وهل يصدق  أبطالها وغالبيتهم نجوم شباك ويحظون بالقبول والحب والمصداقية عند المشاهدين!.
وسؤال آخر وهو هل واقعنا الحقيقى وحياتنا الواقعية هى مصدر الإلهام لمؤلفى هذه المسلسلات، أنا شخصيًا لا أعتقد هذا رغم أن غالبية المؤلفين يقولون لك إنهم يستوحون قصصهم من الواقع!! بل يتجرأ أحدهم أو إحداهن على القول إن الواقع أكثر بشاعة وقسوة وعنفًا مما تقدمه الدراما!.
وسؤال ثان ما هى الرسالة أو المضمون الذى حرص أصحاب المسلسل وفى مقدمتهم «المؤلف» بالطبع أن يقولوه لنا، وربما يعود البعض بنا إلى الوراء عشرات السنين عندما اشتعلت بين النخبجية والمثقفين وأهل الثقافة معركة الفن للفن أم الفن للحياة؟! وما الفرق بين فن يفسد وطنًا وفن يرتقى بأخلاق أمة؟! وما الفرق بين مضمون مسلسل يمجد العنف ويبرر الخروج على القانون ودهسه والسير فوقه! وما الفرق بين مسلسل يتعاطف مع مجرم وقاتل وفن آخر يحلل ويبحث فى دوافع الجريمة!! وظروف حياة معقدة أدت إليها!.
ولا أدعى أننى أملك إجابات عن كل هذه الأسئلة، ولعل الجهة الوحيدة التى تملك ذلك هى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بخبرائه المحترمين وأساتذته الفاهمين.. هم من ينبغى أن يتصدوا لمهمة بحث ودراسة وتحليل هذه المسلسلات بكل ما فيها من أجواء: كومباند، ثراء فاحش، قتل، عنف، سلاح، تجارة سلاح، مؤامرات، حشيش، بودرة، كؤوس خمر.. ملابس فاضحة، عبارات فاضحة وبذيئة، وشتائم لا حدود لها.. فلا تخلو حلقة واحدة من المصطلح الفلسفى الشهير: يا بنت الكلب أو ابن الكلب!! ولن أذكر شتائم أخرى يعف عنها اللسان!.
علماء الاجتماع ومعهم علماء النفس عليهم هذه المهمة بعد دراسة هادئة وعميقة لا مصالح فيها أو انحياز لمسلسل على حساب الحقيقة.
أقول ذلك بعد أن لفت نظرى مسلسل «الأسطورة» بكل أحداثه، بطولة كوكبة من الفنانين أبدعوا فى التمثيل: محمد رمضان وفردوس عبدالحميد وروجينا وغيرهم، لا أتحدث عن المسلسل لكنى أتحدث عن «رفاعى» - أو محمد رمضان «فى ملابسه وهيئته وحلاقة ذقنه التى ذاعت وانتشرت بين الشباب بشكل ملحوظ»، وكلنا يعرف من أحداث المسلسل أن البطل «محمد رمضان» الطالب المتفوق الذى كان حلم حياته العمل كوكيل نيابة وتم رفضه ثم اغتيلت قصة حبه ومات أخوه فقرر استكمال نفس المشوار هذا النموذج  الذى بدأ الشباب يقلده ألا يستحق دراسة اجتماعية متأنية، ولماذا أصبح «المنحرف» يحظى بكل هذا التقدير والتقليد من آلاف الشباب؟!.
وحتى يقوم المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بهذه المهمة، لا بأس أن تقوم برامج «التوك شو» بهذه المهمة على مدار عدة حلقات بعيدًا عن المجاملات والمصالح والطبطبة وتبرير السخافة والتفاهة والدفاع عن مضامين هابطة بحجة أن الفن ينقل الواقع!.