الأحد 22 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا تعايرنى ولا أعايرك.. «دالاس» طايلنى وطايلك

لا تعايرنى ولا أعايرك.. «دالاس» طايلنى وطايلك






حالة البهجة والانبساط والتشفى التى اعترت الكثيرين فى البلد بعد تظاهرات الربيع  الأمريكى العارمة التى انطلقت من دالاس ثم جابت أنحاء الولايات المتحدة إثر مقتل 5 من رجال الشرطة علىٰ يد مواطن أسود.. المظاهرات التى كشفت ونزعت القشرة الهشة البراقة المغلفة لما تسمى نفسها - كذبا - عاصمة الديمقراطية والحرية فى العالم.. حالة البهجة والتشفى تلك ما كان يجب أن تكون.
حالة تشبه سعادة مريض السرطان بعد جرعة كيماوى لاكتشافه أن مستشفيات بلاد برة مليئة بذات المرض! لا.. عليك أن تفحص الأمر وتستخلص العبر بعين الطبيب وليس بعين المريض علشان لا تعايرنى ولا أعايرك ده الهم طايلنى وطايلك.. ولأن الشعب والشرطة ليسوا إيد واحدة يا معلم.
معلهش عايزة اعترف: أنا كمان سعيدة بالربيع الأمريكى ويملؤنى كامل الحبور والرضا.. مش علشان الأمريكان غلابة ومعندهمش قانون تظاهر يا عينى.. ولا علشان بان كى مون لم يعلن بعد عن قلقه رغم أن الحناجر كانت تصدح فى منهاتن تحت شرفة مكتبه بالأمم المتحدة ..ولكن لأننى لم أحب أبدا هذهِ الـ States.. البلد الأكثر عنصرية تجاه الأسود والملون واللاتينو والهندى والمحجبة والفقير والغريب. باختصار: المواطنون اللى قاعدين علىٰ الحجر هناك هم البروتستانت تماماً زى اللى قاعدين على الحجر هنا هم السلفيون.
وسبحان مغير الأحوال فلم نسمع عن دالاس منذ أن انتهى ذاك المسلسل الأمريكى الشهير منذ24 عاماً والذى يحمل اسم دالاس البلد الواقع فى ولاية تكساس.. دالاس  ثالث أكبر مدن تكساس وتاسع أكبر مدن الولايات  لشهرتها فى صناعة وإنتاج النفط والقطن . أنظر بعين الطبيب وليس بعين المريض وتأمل لماذا تمرض البلدان العفية؟ ليس لأنها شرزمت ومزقت وسرقت بلادنا الآمنة.. ولكن لأنها مصابة بالفيروس اللعين منذ عام 1861 ولا تريد أن تعترف.. أمريكا المخ والعضلات صارت دولة واهية مهددة بالحرب الأهلية مثل بلاد الوطن العربى.. شبح الحرب الأهلية الأمريكية الذى كنا نظن أنه اختفى منذ أن اشتعل بين  عامى  1861 و  1865 وبعد مقتل 620000 أمريكى فى حرب دامية بين ولايات الجنوب والشمال أيام حكم ابراهام لينكولن.. الحرب التى لم تخبو نارها المستعرة تحت الرماد الكاذب.. عادت ولنفس الأسباب : العنصرية والتمييز والقهر والذل.. وفساد جهاز الشرطة.. لن ينسى التاريخ يوم الجمعة 7 يوليو 2016 أبدا.. والجزاء من صنف العمل يا أوباما: قناصة علىٰ الأسطح يغتالون رجال الشرطة!.. وآلاف المتظاهرين الأمريكان  يخرجون للشوارع ضد بطش الداخلية! إعلان حالة الطوارئ! فرض طوق أمنى حول مقر شرطة دالاس خوفاً من اقتحام أو حرق أو تخريب! متظاهرون  يرشقون رجال الشرطة بالحجارة.. اعتقال 74 متظاهرا وسحل وضرب المئات - شباباً وبناتاً - ولا حس ولا خبر لمنظمات حقوقات يا حلوات.
وعندما يصل الأمر إلى دعوة أوباما لهيكلة جهاز الشرطة.. ثم انتشار  آلاف الهاشتاجات الأمريكية تطلب الصلاة من أجل أمريكا.. تعرف عندها إذن أن لا عاصم من خروج الشعب ضد الطغاة مهما طال الزمن.