
كمال عامر
بيوت الشباب.. نجاة من التطرف
■ بالطبع مصر كلها مهتمة بالرياضة ونتائج ريو دى جانيرو للبعثة المصرية، وانتقال لاعب والحسد لعقد لاعب.
ولو دقننا نجد أن الرياضة التنافسية لا تمثل أكثر من خمسين ألفاً.
ومع الأسف 99.5 مليون مواطن مصرى 60٪ منهم شباب لا أحد يهتم وحتى لو أهتم مفيش فى البلد حد يسمعك إلا اثنين الرئيس السيسى.. وخالد عبدالعزيز و6 وكلاء وزارة 3 شباب + 2 رياضين و3 مديرين عموميين بحكم الوظيفة.
■ إذن نحن نتعامل بقواعد غير عادلة مع دفتر أحوال البلد.
إذن أنا أعترف بأننا نتعامل بقواعد غير عادلة بشأن عملنا الصحفى تحديداً فى تأدية دورنا الحقيقى..
■ بدعوة من أشرف عثمان رئيس جمعية بيوت الشباب قال لى: «عاوز تعرف مصر أكتر.. عاوز معلومات جديدة.. عاوز تتعرف بنفسك كعادتك على شباب بيحب بلده ولم نلتفت إليه.. قلت أنا عاوز كده.. قال لى.. خلاص الأتوبيس الساعة كذا وورشة العمل فى نزل شباب.
■ صمت.. قلت.. يا نهار أسود أتوبيس ونزل شباب للنوم نهارنا ناموسى.
وجدت نفسى فى السابعة صباحاً من روكسى إلى بيت شباب المنيل.. الموعد الثامنة والنصف.. وأنا جيت بدرى.. على قهوة بلدى وقرأت مقالاً بجريدة البوابة.. وشاى وقهوة وكوب ماء مثلج..
■ اتجهت إلى بيت الشباب شباب المنيل.. وسلمت على مجموعة من الصحفيين المهتمين من شريحة عمرية تتيح لهم السيطرة على مستقبل الصحافة وكان لـ«روزاليوسف» نصيب كبير فى التمثيل.
■ فى الأتوبيس أشرف عثمان رئيس جمعية بيوت الشباب المصرية حكى وسرد حكاية جمعية بيوت الشباب العالمية.. وكيف أمكن للألمانى ريتشارد شيرمان المولود فى 1874 أن يعلمنا أفضل أنواع الخدمات الشبابية والإنسانية.
وتابع خلال ساعة هى المساحة الزمنية من أمام بيت شباب المنيل إلى بيت شباب الإسماعيلية فى إدراك الفكرة من بيوت الشباب والهدف.
■ أشرف عثمان وهو يتحدث عن جمعية بيوت الشباب أشبه بمن يتحدث عن عمره.. رؤيته.
تحدث عن ما لدى جمعية بيوت الشباب من أصول.. وخطط.. وما تقدمه من فوائد.
شرح أيضاً عملية التجديد وإعادة الحياة لبيوت الشباب.. تلك الخطة التى أطلق عليها خالد عبدالعزيز وزير الشباب «إعادة الحياة».
■ أشرف عثمان أثناء شرحه لخط سير العمل داخل جمعية بيوت الشباب حكى بكلمات ممزوجة بالألم عن عملية تأميم القرار بإدارات تم تعيينها للإشراف على الجمعية فى غياب استصلاح وإهمال رأى الجمعيات العمومية.
فترة مصادرة القرار من جانب وزارة الشباب أفقد الجمعية حيويتها وقضى على الكثير من الأفكار وضاعت أصول تنازل عنها المعينون إهمالاً أو عمداً.
■ الأخطر أن التعيين أفقد جمعية بيوت الشباب أهم خصائصها التى تغذيها لدى المهتمين فيها وتعمل على نشرها بينهم وهى «الاختيار» وتحمل المسئولية تلك العناوين كانت الجمعية تدعو إليها مع الأسف التعيين قضى على هذه الشعارات والمبادئ.
فأصبحت جمعية بيوت الشباب تعيش شيزوفرنيا.. ما بين ما تؤمن به وما يتم على الأرض كأسلوب فى إدارتها.
الجهة الإدارية فى وزارة الشباب كادت «تقضى» وتدفن جمعية بيوت الشباب بعد تأميمها رسمياً باختيار التعيين أسلوباً للإدارة.
■ الإخوان المسلمين بدورهم وحدودها فرصة للسيطرة على الجمعية ومقراتها وضاعفوا من الضغوط ليستمر التعيين، وبالفعل تم تشكيل قيادات موازية بالفروع بالمحافظات للإخوان قيادات فى العلن تسكن مكاتب ومقرات الحرية والعدالة بالمحافظات وقيادات أخرى موازية تقيم داخل بيوت الشباب المنتشرة بالمحافظات.
■ النتيجة أن هناك بوزارة الشباب وقتها من لم يدرك خطورة منح الإخوان فرصة السيطرة على القرار داخل جمعية بيوت الشباب وأيضاً الاتجاهات عندما رضخ للتعيين ودعم استمراره لاختيار كوادر الإدارة.
بالطبع كانت هدية من وزارة الشباب للإخوان.. هدية غير متوقعة.. قد تكون حدثت بدون دراية.. لكنها كانت نقطة فاصلة.
■ أكتب غداً عن كيف تم انقاذ جمعية بيوت الشباب من أن تتحول إلى أوكار للإرهاب.