
كمال عامر
الزحمة.. نعمة
■ ظروف عملى منعتنى أن أغادر القاهرة.. أصدقاء العمل إما فى الحج.. أو إلى الصعيد لمشاركة الأسر فى العيد..
وجدت نفسى فى العمل..
شوارع تعانى من غياب السيارات عنها.. شعرت بأننى ناقصنى حاجة مهمة.. بعضها الموجود يسير بصورة سريعة تخلع قلوب أمثال عمرى..
■ فى الجراج.. قابلت أحمد وشعبان وصفوت.. سألتهم.. السيارات راحت فين والجراح فاضى ليه.. كان ردهم.. الناس راحوا المصايف.. الساحل الشمالى أو السخنة.
نظرت لنفسى وقلت: يعنى أنا وأنتم بس اللى موجودين فى الشارع ده.
■ عمال سوبر ماركت المماليك.. إجازة وكل البلد إجازة.
يا نهار أبيض القاهرة بدون زحمة مملة.. وخراب بيوت لسائقى التاكسى لأن المشوار بدون توقف أو زحام الزبون عارف بيدفع كام.. وعدم وجود الزحام كشف لى ولغيرى أن بعض سائقى التاكسى والأغلبية منهم «لعبوا» فى العدادات.
■ فى مركز شباب الجزيرة.. من فوق كوبرى أكتوبر.. زحام شديد.. والملاعب شغالة والكافتيريات وحول حمام السباحة.. رياضة وشياكة.
■ تليفونات من أجل الحصول على تذكرة لمشاهدة سوبر الإمارات.. وأنا سعيد لقيامى بدور فى توفير التذاكر للأصدقاء صحفيين وأصدقاء وبسطاء.. كل منهم يحلم بالحصول على تذكرة لمشاهدة المباراة والتمتع بحفل تامر حسنى وهى جرعة لو دفعنا ثمنا لها سيصل إلى ألف جنيه على الأقل لكل شخص!
■ فى المعادى زرت المركز الأوليمبى ومع الأصدقاء وبعد الفشل فى إيجاد مقهى بلدى كطلبى لأمارس هوايتى فى الكشف عن الجديد من سلوكيات الناس وأقرأ الجديد على الوجوه التى تعكس فى الكثير من الأحيان عن حال البلد والأسر والأفراد.
مع الأصدقاء على كافيه شكله كده مخصص لأولاد الأكابر من شكله والموجودين.
بجوارنا فتاة صوتها واصل من المعادى للقصر العينى!!
وتتحدث على التليفون.. وربنا ما يحكمشى!!
فى شارع 9 بالمعادى خلصنا القعدة وعدت إلى روكسى.. وأنا أتأمل من خلال السيارة الشوارع الواسعة والناس اللى اختفوا.
شعرت بالخوف..
الزحام برغم مشاكله المتنوعة إلا أنه يحمينى من سرعة السيارات ويمنحنى الأمان أمام أى فكر إجرامى استيقظت على كلمة.. رخصك!!
ضحكت.. رجال المرور عادة يظهرون فى وقت غير ملائم..
■ نادى هليوبوليس.. طاقم الموظفين ورجال أمن النادى أصدقاء لى منذ سنوات.. أجيال وراء أجيال.. ناس طيبة.. ضحكتهم عنوان شخصيتهم.. وترحيب وأنا أدقق فى الموجود بين معظمهم مرتبطين بالقاهرة وبالمنزل وبالعمل.. أما من تحرر من تلك القيود.. فالشاطئ هو المقصد.
■ فى العيد.. أعلى كوبرى أكتوبر سيارات على الجانبين.. ناس بسطاء مفيش فلوس يدفعونها فى مقابل مجرد ركن السيارة!!
أكثر الأماكن ازدحاما فوق كوبرى أكتوبر كانت المسافة التى تعلو مركز شباب الجزيرة.
زحمة فى بعض المناطق.. وسيارة معطلة فى مفصلة مرور مكان استراتيجى.. قلت يارب ابعد عنى الشيطان مش ممكن واحد عطل سيارته عمداً لتعطيل الناس!!
■ فى ميدان الأوبرا.. انتظام بدون تدخل الشرطة.
■ الإشارات بشوارع القاهرة مشكلة.. بتشتعل.. لكن الجمهور غير مهتم والمنضبط يجد كلاكسات خلفهم ويسمع كلمة.. ياعم امشى!!
■ المتجه من جامع كيخيا إلى محافظة القاهرة.. المدخل إلى قصر عابدين مغلق.. لازم تكسر شمال لتصل إلى باب اللوق ثم شمالا إلى وزارة الداخلية.
الإشارة حمراء.. طيب هأخذ شمال ازاى وهى ترصد الحركة..
■ القاهرة الخاوية كئيبة.. القطط تسير بدون خوف.. والسيارات تجرى بسرعة كبيرة تهدد المشاه.
الغلق الطوعى للمحلات لإجازة العيد جعلنى أشعر وكأننى فى مدينة هجرها السكان.
عاشت القاهرة..
وعاشت زحمتها..
وعاشت مشاكلها..
تصوروا.. الزحمة نعمة..
يعلمها جيدا من عاش القاهرة بدون ناس مثلى فى العيد.