السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجزيرة الوثائقية وأدوارها الخفية!

الجزيرة الوثائقية وأدوارها الخفية!






عدت من إجازة العيد التى طالت وامتدت لأكثر من أسبوع لأقلب فى صفحات صحف ومجلات هذا الأسبوع الذى ضاع ما بين الراحة والأكل والنوم، ثم الأكل والنوم والراحة وهكذا..
وأدهشنى  بل أسعدنى أن أقرأ هذه الدراسة المهمة والهامة التى نشرتها «الأهرام» عن «الأدوار الخفية لقناة الجزيرة الوثائقية» للزميلة الدكتورة «آمال عويضة» الصحفية المتميزة بالأهرام، ولعل أكثر ما أسعدنى أن هذه الدراسة كانت ملخصاً لرسالة الدكتوراه التى نوقشت فى مايو الماضى عن نفس الموضوع.
صحيح أن الأهرام نشرت ملخصاً لها على مساحة صفحة كاملة لكننى أتمنى أن تنشر «الأهرام» الرسالة كاملة فى كتاب مستقل، فالكتاب عمره أطول ويبقى طويلاً شاهداً على جرائم هذه القناة.
تعترف د.آمال عويضة بأنها وجدت فى بداية عملها ترحيباً مبدئيًا ووعداً من القناة بتوفير المادة المطلوبة أو الحصول على فرصة تدريب داخلى بالقناة، إلا أنه فى ضوء تطور الأحداث وتواترها ــ ما بعد العام 2011 ــ أو عام الحراك العربى حسب تعبيرها ــ فقد تعثر العمل مع ظهور عقبات!!
ورأت القناة قصر دعمها على دعوة الباحثة لمدة ثلاثة أيام لحضور مهرجان «الجزيرة» للأفلام الوثائقية فى إبريل سنة 2012، مع تكفل الباحثة بمصاريف السفر والانتقال، وإقامة عشرة أيام إضافية أجرت فيها نحو ثلاثين مقابلة مع موظفى القناة و.. و....
وتشير «آمال عويضة» إلى مقولة الروائى الشهيرة «باولو كويلو» الذى يقول فيها: «إن النظر فى حبة رمل واحدة قد يغنيك عن أن تجوب الصحارى» وتكمل: «وهكذا قد يكون تحليل مضمون عمل واحد من بين  124 عملاً هى حجم العينة إنما يكشف بصورة مبدئية عن توجهات «الجزيرة الوثائقية» بمعاونة فرق عمل بعينها خصوصاً بعد العام 2009 لتتحول القناة التى انطلقت بغرض التثقيف والتوعية إلى صورة مصغرة عن «الجزيرة الأم» ولتكون أعمالها بمثابة ترمومتر كاشف لسياسة قطر تجاه مصر ومنطقة الشرق الأوسط إجمالاً بما فيها تركيا وإسرائيل!
إن تلك المواد المعروضة بالمجان تساهم فى كتابة تاريخ متحيز وتروج لأفكار تجعل من المتشددين مجاهدين ونجوماً، كما تكرس للصورة السلبية لمصر وكأنها كانت هكذا دوماً، وتجعل من الفساد والظلم والقهر مرادفات للعيش فهيا، ولعل عينة الدراسة المحدودة رغم امتدادها على مدار عام كامل ونسبها المئوية تكون مؤشراً لما يمكن قوله ويفسر الكثير من الأمور ويجيب على بعض علامات الاستفهام!!
وشهد سوق صناعة السينما الوثائقية حركة دائبة وانتعاشاً ملحوظاً منذ أعلنت شبكة الجزيرة القطرية عن خطتها لإنشاء قناة وثائقية والتى لا تنفصل عن تداعيات الانقلاب الأبيض الذى قام به الأمير السابق «حمد بن خليفة آل ثان» على والده فى 27 يوليو 1995 والذى أعقبه فى العام التالى إطلاق «الجزيرة» التى توسعت كشبكة وصولاً إلى إطلاق «الوثائقية» كذراع ثقافية فى يناير 2007 كى تكون  نافذة مفتوحة للجمهور العربى لمشاهدة الأعمال التى تنتمى إلى هذا النوع، والتى تؤسس مع انتشارها لثقافة بصرية وحوار يسهم فى إثراء حصيلة المتلقى من معارف وأفكار تتفاعل والأحداث والتحولات، كما نجحت القناة باستخدام البث الفضائى والتطور التكنولوجى عبر الإنترنت فى بث إنتاجها.
كما سعت القناة إلى الاستئثار والاحتكار لإنتاج المعرفة بالاعتماد على قدرة الدولة الممولة على الانفاق لإنتاج «سلع معرفية» موحدة القالب، تستند إلى القيم التى ترغب فى الدفاع عنها والترويج لها، وتأسيس قيم ثقافية ومعايير مغايرة بمجموعات عمل تم  اختيارها طبقاً لمفهوم أهل الثقة فى الأغلب وليس أهل الخبرة!
كما أخفقت القناة إلى حد كبير فى إشباع حاجات المتلقى العربى المعرفية المتنوعة، لسيطرة أولويات فكرية على ما تقدمه له طبقاً لتوجهات الدولة الممولة التى تفرض على أعمال القناة محاذير والتزامات، مع استبعاد الأعمال أو الأفكار التى تتعارض مع سياستها أو تصطدم بما يعرف بالإسلام السياسى، فضلاً عن استغراق القناة فى مناهضة ما لا يتفق مع نهجها من اتجاهات فكرية ومذاهب دينية وأنظمة فى المنطقة.
وللدراسة المهمة الهامة بقية!