
كمال عامر
الإعلام والبرلمان.. أجنحة الدبلوماسية الشعبية فى نيويورك «2»
■ الإعلام والبرلمان.. قصة معروفة عادة ما تنشأ بينهما الخلافات والمشاحنات وقد تصل لحد التهديدات.
بالطبع أمور عادية أن تحدث خلافات عميقة بين تلك الكتلتين.. أعضاء البرلمان بدورهم هم عيون وآذان وأمل وأحلام الشارع.. هم الأكثر دراية بمشاكل المجتمع وهمومه.. وهم يحملون إلى مبنى البرلمان معاناة المواطن.
فى نفس الوقت يعيشون معارك شرسة مع المسئول التنفيذى من وزير أو رئيس الوزراء لتحقيق طلبات الناس وعادة ما ينجح البرلمانى فى حل جزئى للمشاكل العامة.
● ● ●
■ الحرب التى يعيشها عضو البرلمان المصرى مع المسئولين من أجل تحقيق ألوف الطلبات لأبناء دائرته، سواء خاصة أو عامة.. بجد معركة تصيب البرلمانى بأمراض الدنيا.. سعادة البرلمانى فى تحقيق طلب لأبناء الدائرة أو للمجتمع هناك.
والإعلامى.. صحفى أو مقدم برامج أيضًا يسعى لتأدية عمله وسط ظروف صعبة.. فى متابعة الأحداث.. والتنقل بالقلم أو الميكروفون.
وفى كل الفئات قد تجد تباينًا فى العقول والأفكار والرؤى.. وهذا يخلق تصادمًا بين صاحب هذه الصفة والشرائح الأخرى.
على هامش زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية إلى نيويورك بمناسبة إلقاء الرئيس السيسى كلمة مصر بالأمم المتحدة فى الانعقاد رقم 71.
كنت أدقق فى المشهد فى فندق الميرديان.. حجرات نواب البرلمان جنبًا إلى جنب مع الصحفيين.
● ● ●
■ لقاءات فى استراحات الفندق.. ونقاش فى الفندق الذى يقيم فيه الرئيس السيسى ورؤساء الوفود.. ولأن الاستراحات ضيقة عادة ما نجد الصحفى أو الإعلامى يجلس مضطراً بجوار برلمانى مصرى.. وحتى لو لم يكن هناك تعارف يبدأ الحوار.. والنقاش البداية زيارة الرئيس السيسى وخطابه.. مرورًا بمحور الشر الذى يسعى لحرق الوطن وتهديد المواطن.
وموقف الإخوان الذى بدا واضحًا أن تراجع أعداد المتظاهرين منهم فى أمريكا دليل على إيمانهم بأن الرئيس مرسى لن يعود والزمن أيضا لن يعود للوراء وأن خطوات النظام المصرى تجاه تنمية مصر وزيادة قوتها العسكرية هى أمور تصب فى صالح كل المصريين بما فيهم الإخوان أنفسهم.
● ● ●
■ الحوار بين البرلمانيين والصحفيين والإعلاميين كان نقاشًا حول دفتر أحوال مصر بشكل عام.
أكثر من 15 يومًا وهى فترة الاستعداد للسفر ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية.. المسافر إلى نيويورك فى مهمة محددة تدور حول شرح ما يحدث لمصر، لمن يطرح السؤال.. أثناء التجهيزات غرفة صناعة الإعلام بالمهندسين كان البرلمانى يجلس على يسارى وعلى يمينى ونحن نملأ استمارة البيانات.. جمعتنا الدهشة.. والإعجاب والنكتة والتعليق.. تبادلنا بعدها وعلى مرور الأيام التليفونات والعناوين.. ثم الحوار والأفكار.
● ● ●
■ فى 15 يومًا لقاءات بداية عندما جلسنا معًا فى انتظار الدور للحصول على التأشيرة.. وركوب الطائرة، والفندق. والإفطار.. وفى اللوبى.. وتحت العلم والنشيد الوطني.
الحوار لم ينقطع حتى أثناء التواجد بالمظاهرات.. أو المشاركة بالحوارات المعمقة مع أطراف تعيش فى المجتمع الأمريكي.
كنت أتابع التناغم والانسجام فى الأفكار بين نواب برلمان مصر والصحفيين العاملين بوسائل الإعلام المختلفة.
● ● ●
■ تنبهت أن تلك المهمة تحديدًا كان لها أكثر من فائدة. ضمن حزمة المهام التى تحققت بدءًا من إظهار وحدة الوطن خلف سياسة تطبيق فى مصر الآن تتضمن «تحرير القرار المصري» تنمية شاملة مستدامة للأجيال علاج جراحى لأمراض ستوطنة.. بلد قوى اقتصاديًا.. قوى عسكريًا.. موحد وغير قابل للتقسيم.. تلك هى الأمور التى تظاهرنا حولها ولها ودافعنا عنها فى الداخل والخارج ومازلنا مؤمنين به.
تنبهت أيضًا أن البرلمانى والإعلامى فى بلدى وجهان لعملة واحدة.. الأول يشرع والثانى يروج للفكرة ويظهر أهمية التشريع وفوائده.. بلغة يسهل للجميع الفهم.
تنبهت أيضًا وأنا أدقق فى جلسات ضمت النواب صلاح حسب الله.سولاف درويش، طارق الخولي، محمد شعبان، منال عازر ونشوى الديب وعلى بدر ومحمد عبد الحميد ويليا ثروت باسيلى وخالد يوسف ود. كريم نبيل سالم وعبد الرحيم على وسحر طلعت مصطفى وإيهاب الطماوى وداليا يوسف وهشام الشاطورى ومحمد بدوى وكريم درويش ومى البطران ونبيل بولس ودعاء جاد الحق.
● ● ●
■ من الصحفيين كنت أتابع باحترام رشاقة تحركات واتصالات محمد شبانة ووليد الشرقاوى وأحمد باشا وهانى النحاس وائل لطفى وعلى حسن، ومحمد نبيل وسعيد عبده وأشرف محمود ومحمد القوصى وعبد الحكيم أبو علم وأيمن بدرة وخالد ميرى وعمرو الأيوبى وريهام بكير ومحمود مسلم وصالح إبراهيم وخالد عبد المنعم ومحسن لملوم وصبحى عبد السلام. ووليد الحسينى وعمرو مخلوف ورامى ناجى ووائل الإبراشى وجلال نصار ونهال الشريف.
وقد جمعت الموائد المستديرة فى الحوارات ونقاش المجموعات.
جنبًا إلى جنب جلست ومعى اثنان من البرلمانيين الأفاضل.
لدرجة اننى سألت عمرو فتحى المدير التنفيذى لغرفة صناعة الإعلام: هل كنت تعتقد هذا الانسجام الواضح فى الأفكار بين النواب والصحفيين والإعلاميين ابتسم وقال: بالطبع.. مجموعات وطنية تخدم الوطن بأشكال مختلفة وهم مجموعات مقاتلة لخدمة البلد والدفاع عنه.
● ● ●
■ بالتأكيد عمرو بدر وأحمد بدر ومحمد بن الحكيم. وخالد أحمد ومحمد إسماعيل وخالد طه، ومحمد عزب، وفينى يوسف كانوا الأكثر سعادة لتحقيق الهدف بل وأهداف أخرى لبعثة الدبلوماسية الشعبية المسافرة إلى نيويورك.
وأعتقد أن انزعاج الإخوان وهزيمتهم أمام وحدة وانسجام شرائح المجتمع المصرى فى موقعة نيويورك أمر لم ولن يمر بسهولة.
المصريون بالخارج وجدوا فى تواجد الوفد الشعبى بينهم رسالة بأنهم ونحن نمثل كل المصريين وكل شرائح المجتمع.
● ● ●
■ جيوب الإخوان لن ينسوا أن هزيمة الإخوان المسلمين فى نيويورك كانت صناعة شعب شارك فيها مصريون مغتربون فى أمريكا مسلمين ومسيحيين ووفد لدبلوماسية الشعبية يمثل المجتمع المصري.
الهزيمة فى نيويورك أصابت الإخوان فى مقتل.. أفقدتهم عقلهم. سوف يحاولون تشويه الموقف.
وأيضًا سيلعب صبيانهم فى الداخل دورًا فى تخريب العلاقة الوحيدة التى صنعتها أحداث نيويويورك بين البرلمان والإعلام.
انتبهوا..
● ● ●
■ المؤامرات الإخوانية لن تنتهى ضد البلد وضد النظام وضد كل وطنى مخلص مؤمن بمصر القوية.