
كمال عامر
الوهم.. القاتل
■■ أمامى خيارات.. أن أغضب لرأى شخص مخالف لقناعاتى.. أو أدخل فى نقاش وحوار.. ربما..
أنا أدعو للحوار والنقاش مع مجموعات قد تغيب عنها حقائق.. أو لديها قابلية للاستماع والفهم.
الحوار بين أطراف البلد له مكانة لديهم وهناك ثوابت مشتركة تنطلق منها وهناك ثقة أن الحوار لن يضيع سدى!! والوقت المهدر فيه لن يمر دون فوائد.
الحوار بين الأطراف التى تملك رغبة فى تبادل الفهم والتوضيح وهو هنا حوار مضمون النتائج.
مش عيب أنك متعرفشى.. مش عيب أن ثقافتك محدودة.. وأشياء كثيرة تسقط منك أو تتوه وسط الضغوط.. مش إن غيرك يعرف وأنت مبتعرفش.. لأن غيرك ظروفه فى المعرفة أفضل وأسهل وقد يكون مشوار الحياة مؤثرا فى هذا الشأن.
الحياة بتقول هناك محظوظون أتاحت لهم التربية والظروف فرصا أفضل فى الحياة من علم وفهم وثقافة وبالتالى علاقات وسلوك سوى!
هناك منا من لم تتح الفرصة له لكى يكتمل نضجه بالرؤية الصحيحة بالشواهد والمواقف والتجارب وسعة الافق بالتالى القرار الصحيح.
كلها أمور تتوقف أو ترتبط بالتعليم والنشأة والحالة الاجتماعية.. والوسط المحيط بك والثقافة والصحة.. والاتزان الاجتماعى.
■ أنا فى حياتى أبحث عن مبررات لتكملة المشهد الأفضل للجميع.. ليحقق فوزاً.
أنحاز لأن يخرج الكل فائزا فى كل المواقف.. بمعنى أدق يمكن أن نسير جميعا ومعنا أحلامنا فى خطوط متوازية.. لا تداخل بينها.. القمة تسع الجميع.. ويمكن لى ولغيرى أن نصل بحياتنا إليها دون ضجيج.
التداخل طريقة للأقل إمكانيات أو قدرات.. أو لصاحب أمراض نفسية أضرت بتصرفاته وأيضا أفكاره!
هناك أفكار صحية.. وأخرى مريضة.. صاحب الأولى منحه الله ومجتمعه سعة الافق ورجاحة الفعل والعكس مع صاحب الأفكار المريضة.
الافكار انعكاس لحياتنا.. والبيئة التى نعيش فيها.. وأيضا من خلالها يمكن أن نتعرف على خط سير الشخص!
فى صراع الأفكار.. من أول طرح أقرر إلى أى مدى يذهب الحوار..
■■ حكاية مهمة.. من شخص بسيط قال لى:
فى أثناء عودتى لمنزلى فى مينى باص 112.. وفى آخر كرسى جلست.. فوجئت بحوار بين 4 ركاب مواطن وزوجته وسيدة ورجل.. زوجة المواطن تعمل فى وزارة الإسكان.. وزوجها باين عليه أنه مهتم بنفسه الساعة فى اليد اليمنى.. واللبانة المستوردة والسيدة أعوذ بالله.. صوت زى الصرصار صعب وعال جدا الحوار دار حول ظروف البلد.. الزوج والزوجة أطلقا كلمات كالرصاص مش عاجبهم حاجة بدءاً من نقص الرواتب إلى عدم عدالة التوزيع.. الى المشروعات التى يرون أنها غير مرغوبة وكان من أولى توزيع تكلفتها على الموظفين.
زوج الست: ذكرنى بالإخوانى عندما يقرأ مصطلحات أو فى أوراق حول موضوع ما هو يحفظ الارقام والكلمات المكتوبة والتى عادة ما تكون مزورة ومن أجل إثارة الرأى العام.. الرجل وزوجته فى مواجهة شرح هادئ ومقنع لمبررات التنمية الشاملة.. وتوسيع وعمل الطرق وبناء المساكن لمواجهة أخطر الأزمات التى تواجه المصريين وهى السكن.. ممكن تعيش بنفقات أقل.. تأكل وجبة وتسيب وجبة.. لكن أين تنام دى المشكلة الأخطر.
الراجل بيحاول يشرح للزوج والزوجة الناقمين فى حياتهما وعلى غيرهما أن مصر دفعت ثمنا باهظا منذ يناير 2011 وأن التنمية قد توقفت والبلد تكاد تكون تمزقت وغابت الاستثمارات.
بيشرح للزوج أن الضرائب التى يدفعها المواطن ـ الآن ـ مهمة ومطلوبة ولا غنى عنها لبناء الوطن السيدة الموجودة فى الحوار أيضا شرحت ببساطة وفهم كيف عاش المصريون وكيف أصبحوا؟ والمستقبل بالنسبة لهم.. واشادت بالإصلاحات الموجودة وطالبت بأن نتحمل شوية.
الزوجة وزوجها.. كتلة حقد متنقل.. بضحك بسخرية.. يتحدث عن الإشاعات وكأنها حقائق.. وعندما تدخل صديقى موضحا له أن ما يقوله شائعات.
كان رده: هتكذب الجرائد.. أنا عارف وشايف واطلعت على الوثائق وهنا قال صديقى للزوج الحاقد!
هو طالما أنت عارف وواثق واطلعت على المستندات التى تقول بأن بلدنا ماشية غلط فى التنمية هو حضرتك بتشتغل إيه؟
قال له: موظف فى محافظة القاهرة رد عليه.. افتكرتك محافظ القاهرة.
آخر سطرين:
قد يتوهم أحدنا بأنه يملك الحقيقة وعندما يعلمها.. يزداد غباء.