الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمل فرح.. وجائزة اتصالات

أمل فرح.. وجائزة اتصالات






يقال إن الإنسان له نصيب من اسمه، و«أمل فرح» اسم على مسمى، فحين تلتقيها لأول مرة يجذبك الفرح الذى يطل من قسمات وجهها البرىء، ومن عينيها الذكيتين، وما أن تتحدث إليك إلا ويجذبك عذب حديثها وثقافتها الرفيعة، وتمنحك طاقة إيجابية وأمل فى الحياة، تعرفت على قصائدها قبل أن ألتقيها بسنوات، فقصائدها العامية الرائقة كثيرا ما جاورت قصائدى فى مجلة «الثقافة الجديدة» والعديد من الدوريات الثقافية الأخرى، التقيتها لأول مرة فى منتصف التسعينيات كانت فى إحدى زياراتها لمجلة «قطر الندى» التى كنت أعمل سكرتيرا لتحريرها فى ذاك الوقت، عرفنى عليها صديقنا المشترك الراحل أحمد زرزور، الذى كان يدير تحرير المجلة، كانت تحمل إلينا بعض إبداعاتها المتميزة للأطفال من شعر وقصة لنشرها بالمجلة، وكنت قبلها بفترة وجيزة قد تعرفت على شقيقها - خفيف الظل- الكاتب المبدع محمد فرح، وصرنا صديقين حميمين، كان يتردد كثيرا على المجلة ويصطحبنى إلى مقاهى وسط القاهرة، نحتسى الشاى البربرى وندخن الشيشة، كانت تربطه بندلاء المقاهى علاقة وطيدة، فما أن نهل على مقهى إلا ونجد ترحيبا كبيرا منهم له.
كانت فى تلك الفترة تجمعنا أحلام عريضة وطموحات مشتركة، أذكر أن محمد فرح فكر فى إصدار جريدة للأطفال وتحمسنا جميعا للفكرة، واجتمعنا أنا وهو وزرزور وأمل، فى مكتب الناشر على عبد الحميد بالعجوزة، الذى تحمس لإصدار الجريدة، وبعد أن صممنا الماكيت الأساسى، واستقرينا على اسم «العصفور» عنوانا للجريدة، وجهزنا العدد «زيرو»، وقبل أن ندفع به للمطبعة توقف المشروع لحسابات الربح والخسارة، وبعد عدة سنوات كررنا نفس التجربة، إذ ذهبت فى صحبة محمد وأمل فرح إلى الشاعر أشرف عامر فى مكتبه بمقر جريدة «الوقائع العربية» التى أصدرها بعد عودته من سنوات الغربة الطويلة خارج الوطن، وكان مقرها كائنا –على ما أذكر- فى شارع محى الدين أبوالعز، لنعرض عليه فكرة إصدار جريدة للأطفال، وكان محمد فرح يحتفظ بماكيت جريدة العصفور، الذى عرضه عليه وتحمس له، ولكن المشروع لم يتم لنفس السبب سالف الذكر.
فى تلك الأجواء الحميمة تعرفت على أمل فرح، وعلى ثقافتها ووعيها، فهى بالفعل كاتبة كبيرة وموهوبة موهبة استثنائية، تنتمى لأسرة فنية مثقفة، فشقيقها الأكبر الفنان الكبير الراحل نجيب فرح، الذى ملأ الدنيا فنا وإبداعا للأطفال، وكانت رسومه لا تخطئها العين، وتتصدر كبريات مجلات الأطفال فى مصر والعالم العربى، وهو الذى حبب محمد وأمل فى الكتابة للأطفال، ولأن «أمل» أعطت وقتها وجهدها وأودعت موهبتها فى الكتابة للأطفال، وأخلصت لها أيما إخلاص، لذا جاءت كتاباتها تحمل ملامح التميز والابتكار، فحازت إعجاب الكتاب والنقاد معا، ونالت العديد من الجوائز الكبرى، منها: جائزة اليونسكو الدولية للتسامح فى كتب الأطفال، عن كتاب «هدف يلف» عام 2002، ثم جائزة «إيبى» الدولية، عن كتاب فى مجال الإعاقة، بعنوان: «الصندوق» عام 2004، وجائزة سوزان مبارك الأولى فى أدب الطفل مرتين، وهى تشغل حاليا منصب نائب مدير تحرير مجلة ميكى فى طبعتها المصرية الصادرة عن شركة نهضة مصر، وكبيرة محررى كل مجلات ديزنى فى مصر والصادرة عن الشركة نفسها، وعملت أمل بالصحافة، وصحافة الأطفال، والكتابة لمسرح العرائس وكتبت العديد من أغانى الأطفال، منها: أغانى مسلسل «بكار» لستة مواسم متتالية، كما كتبت أغانى مسلسل «عالم سمسم» فى موسم عام 2000، وأصدرت العديد من كتب الأطفال، منها: «الغزالة والصياد»، «مثلث ودائرة» عن دار الشروق، و«الصندوق»، «الألوان»، «قطة تقول بخلو»، «الولد والسلة»، «قطار لا يقول تووووت»، «كيف اختفى آخر الديناصورات» عن دار نهضة مصر، و«نقوش غريبة» عن اليونسكو.
وبعد أن تحقق حلم «أمل» فى أن يكون لها مشروعها الثقافى الذى تديره بنفسها، ومنذ عامين تقريبا أسست مع زوجها الفنان المبدع مجدى الكفراوى، دار «شجرة» المتخصصة فى نشر كتب الأطفال، ونشرت عددا من العناوين المهمة لها، وعدد من كتاب الأطفال، ومنذ أيام حاز كتابها «أتمنى أن أكون سحلفاة» الصادر عن نفس الدار، على جائزة «اتصالات»، وهى أكبر جائزة عربية فى مجال أدب وثقافة الطفل، وبهذه الجائزة ولدت دار «شجرة» عملاقة، وأصبحت «أمل فرح» تتصدر قائمة أفضل الكاتبات العربيات فى مجال أدب الطفل، ألف مبروك لأمل ولدار «شجرة» على هذا الانجاز الكبير.