
كمال عامر
منتخب الساجدين يتسلح بالجماهير أمام النجوم السوداء
برغم الأحداث السياسية والاقتصادية الملتهبة التى تأثر بها كل المصريين.. إلا أن البلد كله كبارا وصغارا سياسيين قبل الرياضيين انشغلوا بأمر مُهم وهو مباراة المنتخبين المصرى والغانى التى ستقام اليوم على استاد برج العرب بالإسكندرية.
الكرة لها سحر واضح.. تسيطر على مزاج المصريين.. يشارك فى هذا النوع من الحب.. ليبرالى ويسارى.. ويمينى.. حتى الإرهابيين لهم مزاج كروى يشتركون به مع غيرهم.
كرة القدم فى العالم ومصر أيضا.. تمثل كبرياء وطن.. العلم.. التوحد والانسجام.. الصراخ الطبيعى.. الهتاف الموحد.. المشاركة فى أفضل صورها.. والاصطفاف حتى لو كان مشجعاً وراء فريقه.
كرة القدم الشىء الوحيد الذى تخضع له طلقات الرصاص وتمتنع.. فى معظم الأماكن الملتهبة.. الطرفان من الجنود تتراجع شدة النيران أو تتوقف.
حدث ذلك أثناء المونديال فى جنوب لبنان، وجنوب السودان، ودارفور.. وفى المونديال الأخير.. تراجع العنف فى ليبيا.
كرة القدم هو الشىء الوحيد الذى تتراجع أمامه كل مشاكل المواطن.. حتى لو مش لاقى ياكل!!
المهتم يمكن أن يرصد أن بائع الخضار «مصطفى» وعامل الجراج «صفوت» وطالب الجامعة الامريكية «حسن» وسايس السيارات «محمود» وطالب الجامعة بكلية التجارة عين شمس «أحمد».. كل هؤلاء قد لا تتوافر معهم إلا ثمن تذكرة مباراة لناديهم أو لمنتخب مصر.. والأهم عندهم المباراة.. تتراجع معها كل الاهتمامات بالموضوعات الأخرى.
المنتخب المصرى يلعب اليوم مباراة مهمة فى مشوار الوصول لنهائيات مونديال روسيا 2018.
عاوز تذكرة.. عبارة تلقيتها من كل من أعرفهم «سائق سيارة لصديق مُهم.. بائع الخضار الذى يتحكم فى خط سير التغذية لمنزلى.. أولاد شقيقى.. وأولادى.. ومدرب تنس لابنتى.
والأهم حصار شديد ومطاردة عنيفة من شباب الكمبيوتر العاملين بـ«روزاليوسف» وهم مجموعة رائعة.. يتقدمهم محمد حنفى وأحمد إبراهيم «ميدو» وهم يتحكمون تماما فى سرعة تنفيذ جريدة روزاليوسف التى أعمل مديرا لتحريرها.. بالطبع يتحكمون فى التوقيت.
طيب اعمل إيه.. اتصلت بكل معارفى فى محاولة حتى لشراء تذاكر ومنحهم إياها.. مع الكشف عن أنها هدايا للقسم الرياضى أو لى شخصيا.. لكن كل الأمور فشلت.
واتصلت بكل الاصدقاء.. المهم تم توفير 13 تذكرة للعاملين فى روزاليوسف وابنى يوسف وحاولت الترضية للباقى.
الحصول على تذكرة لمشاهدة مباراة اليوم أفضل وأهم من الحصول على كيلو سكر!! ممكن نشرب الشاى مُر.. ونتحمل.. لكن تحقيق طلب مشاهدة الفراعنة من داخل الملعب أمر رائع.
مصر تعيش أجواء المباراة.. الإعلام الرياضى فى مصر وطنى عندما يستشعر أن الشعب مهتم وينحاز للشعب وينسى خلافاته المصطنعة.
علم مصر السنارة جاهز وفانلات التشجيع جاهزة.. الأحمر مع الابيض مع الاخضر والاصفر.. الكل خلف المنتخب.. يذاكر اللاعبين.. ويضيف من عنده لاعبا جديداً لخطة المدير الفنى كوبر.
ليلة لم ينم فيها شعب مصر.. إعلام قتل بحثا فى خطة اللعب.. وحوارات حول أدق تفاصيل اللعب.. والمباراة.
الفوز على غانا مُهم.. المنافس وراء ضياع فرصة الفراعنة للوصول إلى نهائيات المونديال مرتين.
ويرتبط اسم الفريق الغانى بضياع فرصة الفراعنة وقتل الحلم المصرى.
توقعت أن يصعد منتخبنا المصرى إلى نهائيات مونديال 2018، وبرغم التعادل لغانا فى أول لقاء لها على أرضها إلا أن الفريق الغانى قوى.. يملك مهارات.. وخبرة.. وعنده طموح أكبر من غيره.
التعادل الاول لغانا أمام أوغندا يجب ألا ينسينا أن المنتخب الغانى صعب.. وسيلعب مباراة حياة أو موت.. وأنا لن أستسلم لأى انتصار إلا بعد صفارة حكم المباراة.
جماهير مصر النازحة إلى استاد برج العرب.. ثقتى فيها بلا حدود فى أنها ستساعد فى إخراج مُبهر للمباراة.
ثقتى فى جماهير الكرة المصرية.. وروابط الألتراس، مؤكدة بالابتعاد عما قد يعكر الصفو.. العلاقة مع الشرطة ضمانة لأمن الوطن والمواطن والعلاقة مع الجيش كبرياء.
وجماهير الكرة المصرية تعلم بأن تلك المباريات لا ينفع فيها «الدلع» ولا الشد والجذب.. ولا الطبطبة.. الالتزام هو عنوان التشجيع والمشجعين.
م.خالد عبدالعزيز وزير الرياضة من جانبه سافر إلى الاسكندرية ومعه م.هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة.. حضر التدريبات أمس.. عبدالعزيز قرر أن يكون قريبا لحل أى مشاكل قد تعكر تلك الامسية المقرر أن نلعبها ونحسمها بإذن الله.
قرعة التصفيات الافريقية وحكاية المستوى والتصنيف.. مبرراتى أن لدينا مديرا فنيا شجاعا كوبر.. ومجموعة لاعبين مُهرة ولديهم طموح واضح بالمشاركة فى صناعة تاريخ جديد لهم وللكرة المصرية.
لاحظ أن حالة الاستنفار فى الأهلى والزمالك وكل الاندية التى ضم كوبر لاعبين منها للمنتخب.. الامر واضح.. الكرة المصرية فى حاجة الى تتويج والفوز بمباراة اليوم جرعة معنوية مهمة فى سبيل مواصلة المشوار بمعنويات عالية.
غانا تملك نقطة بتعادل أمام أوغندا والفراعنة لديهم 3 نقاط بالفوز على الكونغو.
■ أمس تم دخول كاميرات لمخرج برتغالى لاخراج هندسى للمباراة.
المباراة نقطة انطلاق لـ«بريزنتيشن» فى توفير خدمات سوبر السوبر للمشاهد..
■ التطور الكبير لاستديوهات التحليل واضحة.. لكن التطور الاكبر لقناة سبورت واضح وهو ما قلل الفروق مع قنوات تملك خبرة وأموالاً أضعاف ما لدى الـON الرياضية..
■ جمال علام رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم السابق.. يجب أن يكون موجودا بالمقصورة.. الرجل هو الاب الشرعى للمنظومة الكروية وقد قادها 4 سنوات.. والآن يجنى ثمار عمله..
■ التنافس الإيجابى بين أعضاء الفراعنة للمشاركة مشروع.. مجرد المشاركة شرف لأى لاعب.
■ م.خالد عبدالعزيز أشرف بنفسه على من يحصل على التذاكر من الـ5 آلاف تذكرة ودقق فى الاسماء.. وكان عادلاً فى الاختيار.
■ مباراة اليوم.. بروفة لجماهير الكرة المصرية فى صراعها للعودة للمدرجات.. مصر كلها تراقب.
وأتوقع أن تنتصر الجماهير.. وينتصر الفراعنة.