الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مهارات الكتابة للأطفال.. وجوان آيكن!!

مهارات الكتابة للأطفال.. وجوان آيكن!!






 هناك كتب لابد من قرأتها أكثر من مرة، بل لابد وأن نعود إليها مرة ومرات، كلما اقتضت الحاجة إليها، لما تحمل هذه الكتب من أهمية نادرة فى مجالها، ومن هذه الكتب التى أرى أنها من الأهمية بمكان قراءاتها والحرص على اقتنائها خاصة من قبل كتاب الأطفال المبتدئين والراسخين، والباحثين فى مجال أدب وثقافة الطفل، كتاب (مهارات الكتابة للأطفال)، الصادر عن المركز القومى للترجمة، بترجمة كاتبنا الكبير يعقوب الشارونى، وسالى رؤوف راجى، للكاتبة والروائية الانجليزية جوان آيكن، التى حصلت على عدد من أكبر الجوائز فى أدب الأطفال، من أهمها جائزة لويس كارول، وجائزة الجرديان عن مجمل أعمالها عام (1969)، وجائزة إدجار آلان بو (1972)، وفى عام (1999) حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية لخدماتها الكثيرة فى مجال أدب الأطفال، ولها أكثر من مائة كتاب، من بينها ما يزيد على (12) مجموعة من القصص والمسرحيات والأشعار، بالإضافة إلى العديد من الروايات الحديثة والتاريخية للكبار.
وتكمن أهمية هذا الكتاب فى أنه مترجم عن الانجليزية فهو ينقل لنا خبرة الآخر التى تختلف بلا شك عن خبراتنا فى الكتابة للأطفال، فما زلنا ننظر فى وطننا العربى إلى الكتابة للطفل على أنها كتابة سهلة، بحسب أنها نخاطب حفنة من الصغار، وهذه نظرة قاصرة وخاطئة، فهى كتابة صعبة تحتاج إلى علم وموهبة ودراية تامة بعوالم الطفل النفسية واللغوية، بل ويعتبر هذا الكتاب مرجعا ومانفيستو لكتاب الأطفال خاصة الذين يخطون أولى خطواتهم فى هذا الطريق، حيث تطرح المؤلفة الأسئلة التالية: هل الكتابة للأطفال سهلة بالفعل كما تبدو؟ وهل الهدف الكتابة للأطفال أم الكتابة عن الأطفال؟ وهل الغاية كتابة كتاب مصور لصغار الأطفال؟ أم كتاب لمن هم فى مرحلة بداية القراءة؟ أم كتاب صغير لمن هم فى بداية المراهقة؟ لماذا أصبح مؤلفو أطفال مشهورين مثل: بياتركس بوتر، إى نسبيت، وإيه. إيه ميلن وموريس سنداك محبوبين إلى هذه المرحلة؟ وسيجد القارئ إجابات مقنعة لكل هذه الأسئلة وغيرها.
والجميل والمدهش فى هذا الكتاب أن جاءت ترجمتة سهلة وميسرة ورائعة، رغم أنه كتاب ليس إبداعيا إلا أنه جاذب للقراءة والإطلاع إذ يجمع بين المتعة والمعرفة، ويحمل الوصفة السحرية لكتاب الأطفال، بل محتشد بجمل وعبارات لكبار الكتاب العالميين، الذين يتمتعون بخبرات طويلة وعميقة فى الكتابة، فعلى سبيل المثال لا الحصر: «لا أعرف كيف تعلمت القراءة، أتذكر فقط أول كتبى وأثرها علىّ، فمن قراءاتى الأولى بدأت أحدد بداية وعيى المتصل بوجودى الذاتى، (جان جاك رسو –الاعترافت)»، «الطفولة تتمتع بميزة محدودة من القوة... حيث إن المعرفة محدودة، والاهتمام بأدوات المعرفة محدود: بالتالى فالمشاعر لا تتشتت (دى كوينسى)»، «الأدب لا قيمة له إذا لم يكن جيدا جدا على نحو رائع، الكاتب لابد أن يقرر أنه لن يواصل الكتابة كمهنة بهدف تجارى ليصبح غنيا من ورائها، صحيح أنه من أهم الحقوق المشروعة أن يحصل الكاتب على نحو محترم، على أفضل مقابل لأحسن الأعمال التى يمكنه أن ينتجها، لكن لا يجب أن يفرض إنتاجه أو يتسرع فيه، أو حتى أن يعيد إنتاج ما كان قد سبق أن كتبه من قبل. (جورج إليوت: أوراق من مفكرة)»، «الأدب يولد الحزن (هيلارى بيلوك -قصص تحذيرية)»، «يمكن للطفل أن يتوحد مع شخصيات البالغين، إذا كانت مرسومة بتعاطف وبساطة كافيين. (أى. دبليو –فى الأطفال والخيال)».
الكتاب زاخر بالمعلومات والخبرات المهمة التى أرى أنها مهمة للكتاب، لذا لا غنى لأى من كتاب الأطفال أن يقرأوه بل ويحتفظون به فى مكتباتهم فحتما سيعودون إليه، فهو بحق محرض على القراءة وجدير بالاقتناء، وفى هذا المقام نوجه الشكر للمترجمين أستاذنا الكبير يعقوب الشارونى، والمترجمة الواعدة سالى رؤوف، على ترجمة هذا الكتاب المهم الذى يعتبر إضافة حقيقية للمكتبة العربية.