
كمال عامر
الاحترام بين جماهير الكرة والمسئولين
■ نحن لا نملك الإرادة فى معظم المواقف لتنفيذ أو تحقيق ما نؤمن به، لذا هناك فجوة ما بين ما ندعو إليه وما يتم تحقيقه على الأرض.
فى عملية عودة الجماهير للملاعب.. «هوجة» تظهر من الحين للآخر.. بدون مقدمات تلاحظ الاهتمام بالقضية.. ونقاش وحوار. ثم تعود الأمور للمربع صفر.. ونجد أنفسنا وكأننا مشاركون فى مسرحية هزلية.. كل مرة نشاهدها ننفعل.. ونتحدث.. ونشتبك..وأصواتنا أعلى من أفكارنا. وبعدين تسكت ونعود لأعمالنا.. انتظارًا لدعوة ومعرفة الآراء حول كيف ترى عودة الجماهير للملاعب؟
ما أراه تحديدًا فى هذا الأمر أن هناك مجموعة من الجهات تلعب فى تلك الملف أو لها «يد» فى تحريكه لصالح رؤيتها وزارة الداخلية. الشباب. اتحاد الكرة.. النسبة الأكبر لدى الأمن.. خاصة أنه أكثر الجهات اهتمامًا ومسئولية على الأرض!
وزارة الداخلية ليس لها «غرض» أن تعود الجماهير للمدرجات.. مبرراتها معروفة مؤمنة بأن العملية ليست ناقصة دمًا وشغبًا كفايه إرهاب الشارع، ومشاكل الداخلية التى تتحملها فى عملها.. والداخلية أيضًا مؤمنة بأنه لا أحد يساعدها.. وتعلم أيضًا أنه عند وقوع أى حادث فى المدرجات هى أول من يدفع ثمنه!
وزارة الشباب فى تلك القضية تروج لفكر الداخلية. واتحاد الكرة تابع يطرح الأفكار. ليس لدى تلك الجهات الرغبة فى بذل الجهد لعودة جماهير الكرة للمدرجات.
■ وزارة الشباب بدورها على لسان الوزير خالد عبدالعزيز.. مش موافق على عودتهم.. لكنه عاد بعد مباراة مصر وغانا وقال ندرس عودتهم.
هذه العناوين متداولة.. لدرجة أنها فقدت أهميتها وقيمتها فى تحديد أو معرفة هل تلك التصريحات تؤدى إلى تطبيق أو لا.
■ عودة الجماهير للمدرجات فى الدورى أو مباريات الكرة تجسيد للتنافر بين الأجهزة والوزارات، وتباين الرؤى.. والأخطر تصميم على عدم بذل الجهد فى سبيل تحقيق هذا الطلب.. إنهم يلجأون للطريقة السهلة بقرارهم بالمنع.. لأن الطريق الأصعب هنا هو كيفية معالجة شريحة مشاغبة وسط جماهير مسالمة.
أنا ضد حبس وسجن من يشجع كرة القدم.
وضد تجييش الجهات الأمنية والبلاغات. وضد توسيع الاتهام ليشمل كل المشجعين.
وأيضًا مع الحوار وشباب المدرجات.. للوصول لصيغة توافقية يمكن البناء عليها فى عودة الجمهور، خاصة أنه لا أحد بذل جهدًا بأى طريق فى سبيل عودة الجماهير إلى المدرجات. وهناك تنافر واضح بين المنظومة الرياضية وانقسام مؤكد تجاه عودة أو منع الجماهير من حضور المباريات.
■ وستظل المشكلة قائمة.. طالما أن الإعلام، الوزارات.. مختلفة تجاه تلك القضية، ولكل طرف مبرراته وهو ما انعكس على المشاهد والمسئول: الإعلام الرياضى لعب دورًا ايجابيًا فى تهيئة الجماهير لمساندة المنتحب الوطنى أمام غانا.. للتشجيع المثالى.
وكانت النتيجة رائعة.. الأسف المسئولون بالدولة تقدموا الصفوف فى الأثناء على الجماهير.. وكأن لهم دورًا فى هذا الالتزام، لكن الحقيقة أن البلد كلها احترمت الجماهير وتعاملت باحترام مع سلوكها.. لم نسمع من تفوه بأى ديفوهات ضد الجماهير.
لم نقرأ سطورًا لمتخوف ولو بالإشارة أو الثورية ضد جماهير الكرة.
لكن الكل أعلن ثقته فى الجمهور.. واحترامهم لجهوده ودوره وكانت النتيجة مباراة هى الأجمل فى الشكل الجماهيرى والمضمون التشجيعى جمهور الكرة فى مباراة مصر وغانا كان أهم أسباب الفوز.
روابط الأندية كانت رائعة فى التصرفات والتشجيع.
تحملوا هموم السفر ومشاق التنظيم قطعوا آلاف الأمتار سيرًا.. بعد قطع الطريق أمام المواصلات بمنعها.
روابط الأندية والجماهير لم تتأفف أو تشكو من أى آثار تعب. والمحصلة.. الكل فأئزًا.
الجماهير حققت انتصارًا مهمًا.. والفرقة حققت فوزًا والداخلية فازت ووزير الشباب خالد عبدالعزيز كان العريس.
لست مع الانزعاج الشديد من عودة الجماهير للمدرجات ممن يرفضون عودتهم؟.. كون الانزعاج غير مبرر.. جماهير الكرة هى أنظف من عناصر أخرى للعبة.
وروابط الجماهير بالأندية مجموعات مهمتها التشجيع.. حتى يتحقق النصر.
■ ■ ما يحدث الآن فى ملف عودة الجماهير إلى المدرجات أمر يندرج تحت عنوان «مشكلة كل موسم.. وملهاش حل»..
آخر سطرين:
لو عاوزين الحل.. بسيط.
أولاً نتفق على ضرورة عودة الجماهير
ثانيًا: الإعلام يحضر ويوافق وينشر ويستضيف.
ثالثًا: وزارة الداخلية تتعامل مع جماهير الكرة على أنهم مجموعات نظيفة فيها ديفوهات بسيطة وليس العكس.
رابعًا: إعلان الاحترام للمشجع والتعامل باحترام مع تطلعاته.