السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرياضيون.. والرئيس

الرياضيون.. والرئيس













 



 

■ انتقلت ديمقراطية الشارع إلي الملاعب حيث انقسم الرياضيون علي اسم رئيس مصر القادم.. البعض منهم أعلن مناصرته للإخوان المسلمين باختيارهم د. محمد مرسي رئيسا.. وعدد آخر انحاز إلي الفريق أحمد شفيق. وبعض آخر مازال يبحث عن رئيس!

 

أنا سعيد لأن الرياضة شأنها والقطاعات الأخري لم تلتزم بالصمت أو الحياد بل إن عددًا كبيرًا من الرياضيين أعلن عن اسم مرشحه للرئاسة.. الرياضيون في مصر عادة ماكانوا يلتزمون بالصمت. لم نر أيًا منهم ثائرا أو صاحب رأي معارض. وقت نظام الرئيس مبارك. لم نسمع عن رأي أو وجهة نظر تبناها رياضي ضد فلسفة الحكم أو حتي إبداء وجهة نظر مخالفة. عكس القطاعات الأخري التي كانت بين الحين والآخر تطل علينا برأي مخالف.. هذا يرجع إلي أن العاملين بالوسط الرياضي انتهجوا طريق السلامة أولا وهو ما دفع الأكثرية إلي التراجع دون الدخول في صدام مع النظام بأي شكل من الأشكال.. سبب آخر وهو حالة «القُرب» التي كانت موجودة بين رموز نظام الرئيس مبارك ونجوم الرياضة المصرية خاصة كرة القدم.

 

■ حالة السكون السياسي الذي كان يخيم علي الوسط الرياضي انعكس بالطبع علي سلوكيات الرياضيين تجاه العملية السياسية ككل. فقد انحصر النشاط علي التهنئة أو الإشادة بموقف حكومي فقط ودون الدخول في التفاصيل، لم نرصد أي تصادم علي أساس عقائدي أو فكري بين أي من الشخصيات الرياضية وأي رمز من رموز نظام الرئيس السابق حسني مبارك. لذا كان من المفاجئ أن يتحرر عدد منهم من السلبية أو الانحسار معلنين عن اسم المرشح المفضل للرئاسة وهي عملية تؤكد أن هناك تغييرًا في أفكار الرياضيين وبالتالي هي شواهد تؤكد أن المنظومة الرياضية لم تعد بعيدة عن حركة المجتمع السياسية وقد انتقل إليها كل الفوران السياسي الموجود بالشارع.

 

■ وفي نفس الوقت ألاحظ أن من يدافع منهم عن مرشح الإخوان المسليون د.محمد مرسي يدخلون في صراع لتشوية المنافسين لمرشحهم وهنا الخطورة لأن هذا معناه أن أمراض التحول الديمقراطي انتقلت إلي الرياضيين وهو أمر مؤسف مع دعواتنا بأن الرياضة تزيد الأخلاق وتعلم المبادئ وعملية تشويه المرشح المنافس أمر يندرج تحت القواعد اللاأخلاقية والتي نتمني ألا تصيب أي من أعضاء المنظومة الرياضية.

 

■ علي الرياضيين أن يلعبوا دورًا في نظافة الشارع السياسي وضبطه وتنقيته من الشوائب التي تضر بصحة الوطن والمواطن حتي يتقدموا الصفوف مشاركين في الحياة السياسية عن طريق الأحزاب أو غيرها لأن عملية التقوقع مضرة لمستقبل الرياضة المصرية بشكل عام. خاصة أن الدوائر السياسية هي التي ستقوم بتحديد المسارات للقطاعات ومنها القطاع الرياضي. ولا يمكن بأي حال من الأحوال ترك تحديد مسير الحركة الرياضية في يد مجموعة قد لا تتوافر عندها مسارات الحركة الرياضية وبالتالي كيفية التطوير.

 

■ يجب أن نقيم التجربة الديمقراطية من خلال منظور رياضي.. ويجب الانتباه إلي أن اكتفاء الرموز الرياضية بالاختلاط بالرموز السياسية عند تحقيق إنجازات رياضية فقط أمر يجب أن يتبدل. صناعة مستقبل البلد أو خططها يجب أن تكون بمساعدة كل من يعيش علي أرض مصر. وأعتقد أن المنظومة الرياضية لها شعبيتها ومكانتها مثلها مثل القطاعات الأخري.

 

■ المنظومة الرياضية عليها أن تتقدم مع الصفوف ولكن قبل ذلك أن تتدارك ما يحدث وتتفهمه وتناقشه وتشارك وتختلط.. السياسيون لا يمكنهم الاستحواذ علي تحديد مستقبل الوطن دون مشاركة القطاعات الأخري ومنها المنظومة الرياضية