الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دقائق الأزمة على الجزيرة

دقائق الأزمة على الجزيرة






 نبرة الهجوم ضد القناة بمثابة قبلة الحياة لها بعد غيابها عن الساحة

 

■ مصر الكبيرة لا تتأثر بكلمة أو فيلم أو تصريح معاد من شخص أو مجموعة أو محطة فضائية أو حتى حكومة.
الدليل كم مرة تلقت مصر إساءة وأين ذهبت تلك الإساءة.. ننساها أو تجاوزناها.
لم يسقط نظام مصرى بسبب هجوم تحت أى مسمى!
علمتنى الحياة لا يمكن أن تسقط الأهرامات أمام شتام أو قاذفها بطوبة!
منذ يناير 2015 شهدنا أمورًا سياسية معقدة.. صداما بين القيم والأخلاق تصادمًا داخليًا بين العديد من الجهات.. حتى أصدقاء الأمس تنافسوا ضمن الحصول على مكافأة فى التعارك.
دول دخلت على الخط أعلنت تأييدها لأفراد. وأحزاب ومع تعافى مصر بدأت الأيادى الخارجية تمتنع أو على الأقل يسقط تأثيرها هناك من تراجع ومازال منهم من يعاكس الحقائق!
منذ أيام فوجئت بعملية إعلامية ضد قطر بسبب نية الجزيرة بث فيلم عن الجيش المصرى.
●●●
■ الإعلام المصرى هنا روج للفيلم بدرجة غير مسبوقة وابتلع الطعم، حيث أرادت الجزيرة تعيين من يسوق لبرامجها ولها بعد تراجع قوتها وتأثيرها وغيابها عن الأحداث المصرية.
جيش الإعلام فى بلدنا كل المصريين ضد الفيلم.. وهو أمر جميل فى مرحلة قبل عرضه ومازالت ردود الفعل  الغاضبة ضد الفيلم مستمرة حتى بعد عرضه.
وفى عملية الدفاع عن جيش مصر امتد الهجوم ليشمل كل ما هو قطرى دون سقف أو حدود!
أنا هنا أنبه بأن الجيش المصرى هو أحد أهم أعمدة الدولة.. ويلقى المساندة من كل المصريين والثقة فى الجيش ليس وليدة الآن بل ثقافة موروثة.. حيث يؤمن المصريون بأن الجيش هو عنوان للفخر وعلى مدار التاريخ.
وهناك اتفاق بينهم على تقديم كل المساندة وأيضًا حفظ كرامة أفراده.
فيلم الجزيرة عن الجيش المصرى ليس له أدنى تأثير على العلاقة التى تفتخر بها بين الجيش والمواطن.. ولا له أدنى تأثير على مكانة الجيش فى قلوب كل المصريين.
●●●
■ إذًا لا أعلم من الذى صور للمصريين بأن دقائق على شاشة الجزيرة يمكنها أن تهين المصريين أو تغير من العلاقة التاريخية المهمة بين الجيش الذى يمثل تحالف المصريين وأى مواطن يقيم على أرض بلدنا.
الذين هاجموا قطر تحت بث الجزيرة برنامج عن الجيش المصرى أعادوا الاعتبار لقناة الجزيرة مرة أخرى بعد أن تراجعت المتابعة لها من جانب المصريين لمحاصرة مصادر أخبارها الانفرادية عن مصر..
بالتالى لم تعد قناة الجزيرة تملك البريق الذى اكتسبته فى العملية الإعلامية منذ يناير 2011 وحكم الإخوان.. لدرجة  أنها أصبحت أحد أهم اللاعبين الرئيسيين فى العملية السياسية فى تلك الفترة.
قناة الجزيرة مثل أى قناة تحاول أن تحطم الحصار المفروض حولها سواء من النظام السياسى أو الشعبى.. ففكرت فى دقائق عن الجيش المصرى ورصدت رد الفعل ونجحت فى إغضابنا!!.
●●●
■ خبراء الجزيرة أيقنوا رد الفعل.. ولعبوا عليه ونجحوا فى عودة اسم قناة الجزيرة إلى الشارع المصرى بعد أن قام الإعلام المصرى دون قصد بالترويج لقناة الجزيرة وهو ما أعاد للذاكرة الإجابة على سؤال هل قناة الجزيرة ماتت أم مازالت موجودة؟
التعامل مع تلك المواقف يحتاج لخبرة وهدوء وتفكير.. والإيمان بأنه كلما زاد الصوت على المضمون.. النتيجة خسارة صاحب الصوت.
عندنا ثوابت نفتخر بها.. من ضمن تلك الثوابت بأن بلدنا قوى.. والنظام السياسى المنتخب من الشارع قوى لا يؤثر فيه هجوم من الألتراس بكلمة أو مصطلح أو لافتة والنظام السياسى فى مصر قوى، ولا يمكن بأى شكل أن «تهزه» أى تصرفات من هذا النوع.
علينا أن نتذكر أن صحافة العالم المرتبطة بدوائر غير سعيدة بفشل خطط تقسيم مصر أو تمزيق النسيج المصرى.
صحافة لها ملايين المتابعين حاولت بكل الطرق بث الفرقة بين المصريين وقادوا حملة تشكيك ضد الوطن بما فيه.. ماذا حدث لهم ولنا؟
●●●
■ لم تسقط مصر.. ونجح المصريون فى تغيير واقع وتحطيم أهداف لمجلس إدارة العالم الذى أراد  تغييب العالم العربى عن الأسرة الدولية وجعله يعيش مشاكل داخلية تهدر كل امكانياته المادية والزمنية.
المصريون أفشلوا خطط العالم.. وحافظوا على العالم العربى بمنعهم ومقاومتهم للحرب الشرسة ضد وحدة مصر.
محور الشر من دول العالم هم نفسهم أصحاب معاهدة سايكس/بيكو مع دوائر صهيونية وأمريكية.. شعروا بالهزيمة بعد أن أسقطهم وأسقط خططهم شعب مصر وجيشها الباسل، دى أمور معروفة.. مازالت تلك الدول تعاقب مصر على موقفها التاريخى أولاً لرفضها لكل محاولات التقسيم تحت أى مسمى وأيضًا تعرض أى دولة عربية لأى أضرار خاصة بوحدتها وترابها.
قناة الجزيرة وفى دقائق على شاشتها لن تؤثر فى الجيش ولا فى أى عسكرى أو ضابط.
●●●
■ أنا ضد امتداد الخلاف مع قناة الجزيرة إلى أى شخص آخر فى قطر..  وزير خارجية قطر قال سطر ضد موقف مصر.. وزارة الخارجية عليها أن ترد بهدوء وعقل على  التصريح.. الأمير تميم بن حمد حاكم قطر والأسرة الحاكمة هناك.
الاختلاف بين الأشقاء وقتى وغير دائم أنا غاضب من سلوك قناة الجزيرة.. واستسلام الأشقاء قادة قطر لرؤية الجزيرة.. أمر لا يسعد أى عربى خاصة إذا ما علمنا بأن الجزيرة تنحاز للأقلية وللتطرف!.
●●●
■ الخصومة بين مصر وقطر لن تدوم..التاريخ يوضح ذلك الرئيس  السيسى كان واضحًا عندما قال «لا يسعده أن يتعرض مصرى لأى مسئول حتى من هو على خلاف مع مصر»..
والرئيس لم يطلب من أى إعلامى أو سياسى أو غيرهما الهجوم على أى شخصية عربية أو غيرها..
من جانبى.. الإعلام فى معالجته لدقائق على شاشة الجزيرة أفاد القناة.. ومنحها قبلة الحياة.
امتداد الغضب ليشمل أمير قطر أو غيره أمر لا يستقيم مع ثقتنا فى بلدنا وقيادتها ونظامها السياسى.
●●●
■ لى عتاب للأمير تميم بن حمد.. أمير قطر: مصر لم تفكر ولو مرة واحدة فى إلحاق الأذى لا بقطر أو لغيرها.. الشعب القطرى الشقيق يلقى كل ترحيب فى مصر ومازال وأيضًا المصريون فى قطر يلقون رعاية خاصة وحماية من جانب  الأسرة المالكة والمسئولين.
أسأل: لماذا التوتر وهو يبدأ من جانبكم؟ حتى لو هناك اختلاف فى وجهات النظر؟
دى أمور تحدث بين الأشقاء فى المنزل الواحد..
مطلوب الانحياز لمصالح الشعوب والبلدان أو على الأقل الامتناع عن التدخل فى شئون  الآخرين.