السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأغنية الشعبية للأطفال (1)

الأغنية الشعبية للأطفال (1)






هناك آراء لبعض الباحثين تؤكد أن قصة الطفل هى الأسبق والأقرب إلى وجدان الطفل من الشعر والأغنية، وأرى – وبعض الباحثين- أن هذا الرأى فيه إجحاف كبير لدور الشعر فى حياة الطفل؛ فالطفل وهو جنين فى بطن أمه يتعرف على صوتها، وبعد ميلاده، فى فترة مهده الأولى، حينما تريد أمه أن تنومه تغنى له: «نام نام.. وأدبحلك جوزين حمام»، وحينما تناغيه وتلاعبه تغنى له: «حادى بادى.. حادى بادى.. سيدى محمد البغدادى.. شال وحط، وكله على دى..إلخ»، أما البنت فتغنى لها: «لاعبينى وألاعبك.. واكسر صوابعك.. صوابعك لولى لولى.. زى الشعر المحلولى.. إلخ» أو تغنى: «يا طالع الشجرة.. هات لى معاك بقره.. وتكون حلابه.. تحلب وتسقينى بالمعلقه الصينى.. والمعلقة اتكسرت.. يا مين يغدينى.. يا مين يعشينى.. دخلت بيت الله .. لقيت حمام الله.. بيلقط السكر.. يا ريتنى دقته.. لجل النبى زرته» وهذه الأغانى الشعبية مجهولة المؤلف هى التى تربينا عليها وتربت عليها الأجيال السابقة، ومازلت تحيى بيننا وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، وماهى إلا شعر خالص يحتفى بالصور الشعرية والخيال الطلق، وتأتى بعد ذلك مرحلة الحكايات (الحواديت) فى مرحلة عمرية متقدمة بعض الشئ، ومن ثم أؤكد أن الشعر المتمثل فى الأغانى الشعبية هو الأسبق إلى عقل ووجدان الطفل.  
ماهى الأغنية الشعبية؟:
هى عبارة عن مقطوعات غنائية إبتدعتها المخيلة الشعبية مجهولة المؤلف، وأقرتها الجماعة الشعبية، ورسخت فى الوجدان الجمعى، وحفظت عن ظهر قلب، وتوارثتها الأجيال جيلا فجيل، وتستخدم الأغانى الشعبية فى كل مناحى حياتنا، فى أفراحنا وأطراحنا، ولكل غرض من أغراض الحياة له أغانيه الخاصة به، فهناك أغانى الميلاد، وأغانى الهدهدة والمناغاة، وأغانى المناسبات، مثل: أغانى السبوع، والأفراح، والحجيج (التحنين)، والحصاد، وأغانى الشتاء، وأغانى الموت (العديد).. وغيرها من المناسبات المختلفة.
وتختلف هذه الأغانى فى صياغتها ومفرداتها بين عصر وآخر، وبين إقليم وآخر بل بين قرية وعزبة بل بين طائفة وأخرى (شلبى، 2008، 7). فقد يضاف إليها أو يحذف منها حسب الراوى الذى يروى هذه الأغنية، وحسب البيئة التى أنتجتها بشكل يتناسب مع مفرداتها الحياتية، ولكنها فى النهاية تحمل نفس المعنى، ونفس الهدف، وهذا إن دل فإنه يدل على ثراء وتنوع المخيلة الشعبية المصرية، القادرة على صياغة أشكال مختلفة من الأغنية الواحدة.
دور الأغنية الشعبية:  
تلعب الأغنية الشعبية دورا مهما فى حياة الشعوب إذ أنها تقوم بعدة أدوار فى حياة الفرد فهى تصاحبه فى طفولته وصباه وعند زواجه وأثناء العمل، ويشدو بها فى الاحتفالات الدينية وتقال بعد موته، ويجب أن  نفرق هنا بين الأغنية الشعبية foik song والأغنية الجماهيرية popuiar song إذ كثر فى الآونة الأخيرة استخدام مصطلح الأغنية الشعبية والمطرب الشعبى بشكل غير علمى، وللأسف تشارك وسائل الإعلام فى ترديد هذه المغالطات.
وإذا أردنا وضع الأغنية فى مكانها الصحيح من حيث كونها شعبية أو جماهيرية يجدر بنا النظر إليها فى إطار السياق الجمعى ومدى اتساقها معه ومدى تبنى الجماعة الشعبية لهذا المنتج واستخدامه خلال المنظومة الحياتية لهذه الجماعة وربما اعتراه بعض التغيرات فى الكلمة واللحن من مؤدى بنا النظر إليها فى إطار السياق الجمعى ومدى اتساقها معه ومدى تبنى الجماعة الشعبية لهذا المنتج واستخدامه خلال المنظومة الحياتية لهذه الجماعة وربما اعتراه بعض التغيرات فى الكلمة واللحن من مؤدى إلى آخر لأن الجماعة الشعبية تتعامل مع مفرداتها على أنها ملك لكل فرد فيها يحق له التبديل بما يتراءى له.