مصر والتنمية الشاملة لخنق المركزية ووقف الهجرة

■ لو أن كل محافظات مصر حدثت فيها نهضة تنموية وتوفير فرص عمل. ربما لم يكن أحد من سكان تلك المحافظات يهجرها ويهرب للقاهرة أو الإسكندرية.
ولربما حدث ما نطلق عليه التوازن السكانى بين المحافظات.
فى القاهرة جاء إليها الباحث عن وظيفة أو فرصة للمعيشة بعد أن ضاقت بهم الحياة فى محافظاتهم وبعد أن أخفق  - لو كان شابًا - فى الحصول على عمل يوفر له جنيهات للمعيشة وأيضًا ليؤدى واجبه تجاه أسرته.
حالة الفقر بالمحافظات أكثر قسوة وتأثيرًا ووضوحًا.. وحالة البطالة نتيجة لعدم وجود تنمية بأى شكل من الأشكال.
■ ظل الصعيد بمحافظاته المختلفة تجسيدًا لتلك الظاهرة.. محافظات لم تعرف التنمية لتلك الظاهرة.. محافظات لم تعرف التنمية طريقها.. أهلنا فيها يعانون ومازالوا من قسوة الظروف وضيق اليد.
هاجر شباب الصعيد إلى خارج  مصر. والأكثرية هاجروا إلى القاهرة.
لو أن الدولة اهتمت بتنمية المحافظات ومنها الصعيد.. لظل الملايين من محافظات الجنوب أو بحرى بمحافظاتهم يعملون وينتجون ويقيمون ويصنعون مجدًا للبيئة هناك.
الدولة لم تلتفت ولم تهتم إلا بالقاهرة والجيزة والإسكندرية.. وكأن محافظات مصر الأخرى من نوعية مختلفة.
■ تركت الدولة محافظات الصعيد وأيضًا محافظات القناة وغيرها تعانى.
والمعاناة هنا مؤلمة حيث وصل الحال إلى أن أصبحت المقاهى والكافيهات هى أماكن الإقامة الدائمة.. لجيل من الشباب العاطل وأجيال يائسة. وهروباً من نظرات الأهل ونظرة الألم منهم حضروا للقاهرة بحثًا عن الوظيفة.
الدولة هنا مقصرة نظرتها الضيقة فى مساحات التنمية وإهمالها للمحافظات.
■ الرئيس السيسى الخميس الماضى أطلق عددًا من المشروعات لاحظ أنها لم تكن لمحافظة واحدة.
اهتم السيسى بسكان السيول فى البحر الأحمر.. وطلب نقلهم لمكان أكثر أمنًا.
مشروع تطوير وازدواج قنا - سفاجا، وطريق الواحات  البحرية - الفرافرة، سيوة، / جغبوب وطريق الشيخ فضل وكوبرى الشهيد نقيب أحمد محمد عبد اللاه بالعاشر من رمضان واسكان اجتماعى فى 6 محافظات.. مدن جديدة بالإسماعيلية، وبورسعيد ومبان ومحطات مياه فى مرسى مطروح. وجمصة بالدقهلية.
■ المشروعات التنموية التى أطلقها السيسى تخدم28 محافظة و13 ألف وحدة سكنية فى 6 محافظات.
إيمان السيسى بضرورة تنمية المحافظات معًا دون تركيز على محافظة أو اثنتين مهما كانت المبررات والكثافة السكانية، بمثابة استثمار للمستقبل.. ووسيلة للحد من الهجرة الداخلية التى تربك المحافظات.
■■ العاصمة الجديدة والتى بدأ العمل فى تنفيذها برنامج التنفيذ يسير مع خطط التنمية بالمحافظات.. بمعنى أوضح لو أى ساكن بأى محافظة وجد عنده السكن. والوظيفة لن يترك أهله سواء بالسفر للخارج أو بالهجرة للداخل.
ولو توافر له فرصة لتعليم وعلاج وهى أمور حياتية مهمة.. أعتقد أن الكثافة السكانية ستختلف.
إيمان السيسى بأن محافظات مصر يجب أن تنال اهتمامًا متساويًا أمر يستحق التحية وتحيز الرئيس لكل المصريين يصب فى صالح تنمية حقيقية لكل المواطنين.
بدون شك محافظات مصر دون القاهرة والجيزة والإسكندرية لم يحصلوا على فرص تنمية حقيقية.. ولم يهتم بهم وزراء.. أو مسئولون لذلك هم يتعرضون للحوادث.. والأمطار والفقر والمرض وانعدام فرص الحياة.
إهمال أهلنا فى المحافظات خلق حالة من الاحتقان والغضب بين سكان تلك المحافظات والحكومات المتعاقبة.
■ أذكر أن الألف مصنع فى الصعيد.. والطرق التى تربط الجنوب بالبحر الأحمر وغيرهم لم تلق اهتمامًا وتعطلت.. الأمل فى الرئيس السيسى أن يستكمل صيحة الإنماء لتصل إلى كل محكافظات مصر.
■ جنوب الصعيد يحتاج مطارات.. سكك حديد.. إسكانًا... كهرباء تتحمل تلطيف حرارة الجو لكى يتحملها الأطفال والكبار أهلنا فى المحافظات يحتاجون لرعاية صحية وتعليم يتساوى مع تعليم القاهرة من حيث المبانى والإنشاءات والإمكانيات يحتاجون أيضًا لفرصة فى حياة كريمة بتوفير فرص عمل وإنتاج ومتطلبات الحياة.
■ على الرئيس السيسى أن يبحث من الآن ضرب المركزية القاتلة التى أوقفت حياتنا. وأشعرتنا بالاضطراب وكرست داخل العقل أن القاهرة هى التى تتحكم فى أى شخص حتى لو كان يقيم فى حلايب وشلاتين بناء الطرق والكبارى لتسهيل التنقل للأفراد والتجارة وغيرها أمر مهم وهو عنوان حركة تطور إيجابى.. الطرق مهمة للتصدير.. ولديناميكية الحركة التجارية وتنقل الأفراد وغيرها.
عندما بدأت ألمانيا بناء البلد بدأت بالطرق.. وما تشهده مصر الآن بالنسبة للطرق أمر مهم ويصب فى صالح تسهيل حياة الناس وبناء الوطن.
نعم عندنا مائة مشكلة.. ومائة أزمة.
وأيضًا عندنا أمل فى المستقبل..
نثق فى بلدنا
نثق فى الإنجازات.
ونثق أيضًا أن محور الشر مع كل خطوة لمصر  نحو المستقبل سيزداد غضبًا.
التنمية الآن التى تنفذ على أرض مصر تزعج الجميع.
لأنها تعنى تحرير الإرادة المصرية وتقوية الدولة.
بالتالى تضمن الحرية للأجيال.