الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأغنية الشعبية للأطفال (3)

الأغنية الشعبية للأطفال (3)






تنقسم الأغانى الشعبية للأطفال إلى قسمين رئيسيين، وكل قسم ينقسم بدوره إلى عدة أنواع:
القسم الأول: أغانى يغنيها الكبار للأطفال:
ومعظم هذه الأغانى تغنيها الأم، ومن أهمها: (أغانى التهنين):
وتغنيها الأم أو الجدة للطفل لكى ينام وهذه الأغانى يكون إيقاعها رتيبًا تحافظ عليه المؤدية من خلال الربت المنتظم على جسم الطفل مما يريح أعصابه ويجعله ينام، وفى الغالب تكون معانى هذه الأغانى متعلقة بنوع المولود أو فرحة الأم بأنها قد أنجبت رغم إدعاء البعض بأنها لا تنجب، فإذا كان المولود ولدًا تقول الأم عند تهنينه: «لما قالوا دا ولد / اتشد ضهرى واتسند/ وجابولى البيض مقشر/ وعليه سمن البلدى/ لما قالوا دى بنيه/  هدوا سقف البيت عليه/ وجابولى البيض بقشره/ وبدال السمنة ميه».
وبعد كل رباعية تردد كلمة ثابتة «هو هو» بالواو الممدودة، أما إذا كانت المولودة أنثى، فتقول الأم عند تهنينها: «لما قالوا دى بنيه/ أنا قلت ياليله هنيه/ تيجى تفتح الباب عليه/ وتملالى القله ميه/ هو هو/ ولما قالوا دا غلام/ أنا قلت يا ليله ضلام/ أكبره وأسمنه/ وياخدوه منى النسوان/ هو هو». (الامام، 2001، 174).
وتوجد أغنية تدلل فيها الأم وليدها، وتغنى له أثناء التدليل ويغلب على مفردات هذه الأغانى الضوء، وإزالة الهم والشعور بالارتياح.. تقول الأغنية: «هى وهى... وهى وهى/ دا انت مليت الدنيا ضى/ سنك صبى ومنك ضى/ ومنك تزيح الهم شوى».
وتقول أغنية ثانية: «يا ولد.. يا ولد../ حسك طالع فى البلد/ والبحاره عبيدك../ والغز قامت ع العرب».
والأغنية السابقة تتخيل فيها الأم أن طفلها أصبح شابا يافعا تهابه الأعداء وأن دوره القومى هو الدفاع عن أمته العربية. (فضل، 2002، 65).
وقد يكون التهنين تصويرًا لحلم الأم وتخيلها أن ابنها قد شب عن الطوق وأصبح رجلا وتدير معه حوار:
أنا رأيته بيطاطى/ والعباية على حجازى/ كنت يا حبيبى غايب/ كنت باحيى الغوازى/ هو هو/ ننا نام .. ننا نام/ ياللى يسكت .. ياللى يسكت/ وأدبحلك جوزين الكتكت/ أنا رأيته بيطوف/ والعبايه على الكتوف/ كنت فين يا حبيب غايب/ كنت باحيى الضيوف/ هو هو/ ننا نام .. ننا نام/ وأدبحلك بطه وجوزين حمام/ ياكلهم وليدى وينام. (الامام، 2001، 172)».
ولا تقتصر أغانى التهنين على دغدغة وترقيص الأطفال وملاعبتهم ومداعبتهم بل تقوم أيضا بوظيفة تربوية لتعليم المشى والتصفيق..تقول الأغنية:
«للى يسقف أبوه يكسيه/ توب حرير يتمخطر بيه/ اللى يسقف أبوه يكسيه/ توب حرير يدلع بيه».
وتوجد أغنية فرعونية تعلم الطفل المشى، وكلمات هذه الأغنية متوارثة منذ آلاف السنين وهى «تاتا» وتعنى فى الهيروغليفية «خطوة خطوة» وكلمة «تا» تعنى فى الهيروغليفية الأرض، والمثنى لها كلمة «تاوى»، وتعنى الأرضين أى أرض الشمال (الدلتا) وأرض الجنوب (الصعيد).. تقول الأغنية:
«تاتا عدى العتبة/ تاتا حبه حبه».. وبداية التعلم خطوة تتلوها بعد ذلك خطوات. (فضل،2002، 64).