الأغنية الشعبيى للأطفال (4)

السبوع: يعتبر السبوع هو الاحتفالية الأولى فى حياة الطفل، وتختلف أشكال هذه الاحتفالية من أسرة لأخرى حسب نوع المولود وتربيته والحالة الاقتصادية للأسرة ومكانة الأسرة الاجتماعية، فنجد أن هناك أسر تقوم بذبح ذبيحة وتوزعها على الفقراء والجيران والبعض الآخر يحيى هذه الاحتفالية بواسطة فرق فنية من المحترفين والبعض الآخر يكتفى باحتفالية أسرية بسيطة يشارك فيها أطفال الجيران ونساء الأسرة والداية، ولكن الملاحظ أن هناك أغنيات مشتركة تكاد تكون ثابتة فى جميع الأحوال، مثل: «يارب ياربنا تكبر وتبفى قدنا/ يارب يا ربنا تكبر وتبقى زينا/ حلقاتك برجالاتك/ حلقه دهب فى وداناتك/ تكبر وتبقى زى خواتك/ يا ملح دارنا كتر صبيانا/ يا ملح دارنا كتر عيالنا/ سموا المولود سعد الله/ ويعيش ويجود سعد الله/ الصلا عليه.. الصلا عليه/ جبنا (اسم المولود) وفرحنا بيه».
وفى حالة سبوع البنت: يغنى لها: «يا داية يا أم الصبيان/ تستاهلى ضرب العصيان/ يا دايه يا أم البنات/ تستاهلى سكر نبات».
أغنيات الطهور (الختان): الختان أو (الطهارة) من الطقوس المتبعة منذ القدم، لكن بدايتها الجذرية فى التاريخ مجهولة، إلا أنها - كعادة ضرورية مقدسة عرفت منذ سيدنا إبراهيم عليه السلام- توارثتها الشعوب السامية غالبا، واحتفظت بملامحها الطقوسية، وبجذورها الأسطورية عبر أجيال وأجيال.
تهتم المجتمعات الشعبية باحتفالية الطهور ويعتبرونها الخطوة الأولى لإعداد المولود للزواج، ولذلك فغالبا ما يقومون بطهور المولود أثناء احتفالية زفاف أحد الأقارب للتيمن والتفاؤل أو فى أحد الأولياء تبركا بهذا الولى، وفى الماضى القريب كان يقوم بعملية (الحلاق) ومازال هذا العرف جاريا فى بعض القرى بالوجهين البحرى والقبلى، وأحيانا تقوم الداية بعملية الطهور، لذلك نجد أن هناك أغنيات عن هذا المزين: «دخل المزين بعدته الدهبية/ حلف المزين ما ياخد إلا ميه».
كما نجد أغنيات تتحدث عن قيام الدايات بعملية الطهور: «يا دايه ايده اليمين حنيها/ وإيده الشمال فى المحرمه لفيها/ وإيده اليمين لما ييجى عمه/ ويدى النقوط والمزيكا يرضيها/ يا فرحة قلبه لما تيجى خالته/ تحط النقوط والعالمه تراضيها».
كما تحرص الأغنية الشعبية على تجسيم مخاوف الأم على صغيرها فتعكس - على لسانها - توصياتها للمزين واستعطافها له، لكنها مخاوف ممزوجة بنشوة نفسية: تقول الأغنية الأولى: «طاهره يا مزين تحت الجيفه/ وجطلع يا مزين جطعه لطيفه/ بشويش عليه يا مزين دا ولدى نحيفه».
وتقول الثانية: «يا مزينه نازل من البغدادى/ موسه دهب والمسن عاجى/ وأبوه يجول هاتوا الطرابيشى لبسوه/ وأمه تجول توى بلغت مرادى. وهناك من الأغنيات ما يخص أم المطاهر أو أم العريس كما يسمونها: «يا أم المطاهر يا حلاوة بيضه/ يا دخلة ابنك على العدو تكيده/ يا أم المطاهر يا حلاوة حمرة/ يا دخله ابنك على العدو تكيده».