الجمعة 5 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفنون الإسلامية.. حيوية الأثر والحضارة

الفنون الإسلامية.. حيوية الأثر والحضارة






إنه ذلك الصباح المشرق فى المتحف الإسلامى بباب الخلق، عندما طالعتنا الصور الملونة ببهجة حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى لافتتاح المتحف بعد إعادة تأهيله فى 18 من يناير 2017، حيث تهتم مصر بتراثها الثقافى المادي، المعبر عن الهوية المصرية فى ثقافتها الإسلامية، التى هى بمثابة المكون الجوهرى للاعتقاد والسلوك والدستور والقانون، والشخصية المصرية، بينما طرح الرئيس السيسى فى احتفال مصر بعيد الميلاد المجيد فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية الإشارة إلى ضرورة إنشاء مسجد وكنيسة معا فى العاصمة الجديدة أتمنى أن يكونا متجاورين يفصل بينهما سياج شفاف من الأشجار، لأن فى ذلك استعادة لروح وشخصية مصر الواضحة فى ذلك التجاور التاريخى بمنطقة مجمع الأديان بمنطقة مصر القديمة المعبر على الاندماج والتسامح وحرية الاعتقاد.
 أما المتحف الإسلامى الذى يعود تاريخه إلى 1903 فى إشارة لاهتمام مصر منذ أوائل القرن العشرين بوجهها الحضارى الإسلامي، حيث يجمع المتحف آثارا مادية إسلامية من آسيا والمغرب العربى والجزيرة العربية ومصر، ويعد واحدا من أهم المتاحف الإسلامية فى العالم، مما يدفعنى لتفكير ضرورى مضاف لوجود المتحف كجاذب للسياحة وكعلامة على قدرة مصر على إزالة آثار الإرهاب، وهو تفكير قديم غاب عنا ويجب استعادته ألا وهو الثقافة المتحفية والتربية المتحفية للمصريين الذين يجب استعادة زياراتهم للمتاحف والحدائق والمسارح، للسماح بمزيد من الهواء النقى فى رئة الأمة، وبقدر من استعادة العاجات الممتعة البسيطة غير المكلفة للمصريين، والتى كانت جزءًا من عاداتهم الاجتماعية، ومنها التمتع بزيارة المتاحف التى ينقصها فى معظمها فكرة العرض المتحفى الحى، وهو الأمر القابل للتعاون مع فنانى المسرح والسينما والموسيقى لمنح العرض المتحفى حيوية وحياة وجذب للزوار، وهو أمر مهم لتذكير الناس والأطفال والناشئة على وجه الخصوص بتاريخ الحضارة الإسلامية وفنونها البديعة، حيث الإسلام إعمار وفن ورقة وليس جاهلية إرهاب وغلظة خشنة تنكر الحضارة الإنسانية، ولذلك فمن الضرورى التنسيق بين المدارس والجامعات ووزارتى الثقافة والآثار لدعم برامج الثقافة المتحفية بزيارات منتظمة، بالتأكيد لمتحف الفن الإسلامى  الذى يجب أن نشكر منظمة اليونسكو على دعمها الهام لاستعادته ودأب وزارة الآثار المصرية والمرممين الفنانين المحترفين ـ  وأيضا المتاحف الأخرى المعبرة عن حضارة مصر القديمة والقبطية والإسلامية، والتنوعات الأخرى الخلاقة التى سمحت مصر لها بالتعبير عن نفسها وحافظت على تراثها الإنسانى.
 إن التربية والثقافة المتحفية ودراسة الفنون المصرية التاريخية ضرورة لتجديد الخطاب الثقافى ولتعزيز المواطنة وفى القلب من ذلك تجديد الخطاب الدينى بالتأكيد.