
كمال عامر
المنتخب يفجر طاقة الإبداع لدى المصريين
■ بعد فاصل من الأداء الرجولى فى الملعب نجح منتخب مصر فى تحقيق فوزه الرابع على التوالى من خمس مباريات فى بطولة أمم إفريقيا بالجابون ونجح فى اجتياز عقبة منتخب بوركينا فاسو بعد مارثون كروى طويل.
اعتمد المنتخب المصرى على الكرات المرتدة سجل هدفًا بتوقيع محمد صلاح ولبوركينا فاسو سجل التعادل بانسيه وبعد الوقت.
الله. الله. الله. على مصر والمصريين.
أعلام مصر مرفوعة فوق السيارات..
المرور تعطلت وتوقفت احترامًا لفرحة المصريين.
عادت مظاهرات الشارع وشارك فيها الصغار والكبار والسيدات.
رب الأسرة يقود السيارة وبجواره زوجته وأولاده خروجًا من السيارة، يلوحون بعلم مصر.
●●●
■ فى مراكز الشباب بدأت شرارة الفرحة بعد قرار السيسى بضرورة توفير فرصة مشاهدة أمم إفريقيا أمام المصريين.
خالد عبد العزيز وزير شاطر وفاهم تلقى الرسالة وترجمها وجذب الأسرة إلى الأماكن الشبابية ومركز شباب الجزيرة والمركز الأوليمبى وهو هنا نجح فى تسويق إنجازاته وما لدى الشباب من إمكانيات.
المشاهد شاهد روعة وجمال المركز الأوليمبى والتعرف على مكوناته.
شطارة عبد العزيز امتدت إلى الجهاز الوظيفى الموجود معه وهو جهة التنفيذ.
الفراعنة ضد منتخب بوركينا فاسو.. مباراة يعلم الله اننى توقعت السيناريو وأعلنت قناعتى بالنتيجة وبأن الفوز للمصريين.
ثقتى فى فريقى ومنتخب بلدى وإمكانيات اللاعبين من إصرار وعزيمة وجهاز فنى محترم ودراسة المنافسين، كلها مؤهلات كانت وراء إعلانى الصريح بأن منتخب مصر له الأفضلية وسننتصر وسيحقق الكأس الثامنة.
مبرراتى.. ان جيل صلاح ورفاقه هم مجموعة انتحارية.. كل يسعى لتحقيق استثناء بعودة الانتصارات للعبة. والكأس الإفريقية إلى القاهرة.. وبالتالى إعادة تشكيل مراكز القوة الكروية إفريقيا.
الكأس لنا.. وده حلمنا.. عنوان كتبته ودافعت عنه منذ بدء البطولة.. كوبر أثبت أنه مدرب جيد وقارئ أفضل لخطط المنافس.
●●●
■ المنتخب المصرى كتيبة انتحارية معالمها الفردية مختفية بينما تظهر معالمها الجماعية.
عرق اختلط بالملعب.. وأسفر عن سقوط ووقوف وانتصارات اجبرت الجميع فى الداخل والخارج فى الكورة وغيرها على إعلان الاحترام الكامل لمنتخب مصر.
فى مركز شباب الجزيرة أكثر من 30 ألف مشجع أمام ثلاث من مناطق الجذب.
وجوه وملامح الأسرة.. الأب الأم وجيل جديد من الصغار يهتفون ويصرخون حاملين علم مصر.
حلاوة الكرة انها تعلم تثقف الجيل الجديد من الأطفال والشباب وتعلمه الوطنية وهى علاقة مهمة قد لا يرصدها الكبار.
الكرة فى مصر أمل وحلم وصراع وانتصارات وفرحة وتغييرات فى الواقع وإصلاحات ودروس مميزة فى الوطنية.
الملاحظ أن كثافة المتابعين لمباريات أمم أفريقيا لشريحة الأطفال والصغار والشباب أكثر من 80٪ من المهتمين وتلك الشريحة العمرية تتعامل مع الكرة على انها دروس مدرسية مهمة فيها نجاح أو رسوب.. وبالتالى تتعمق فى الذاكرة وتؤثر عليها.
الشباب والصغار فى الشوارع رفعوا الأعلام.. وهتفوا لمصر.. وغنوا ورقصوا ورددوا الهتافات الوطنية والحماسية.
المباريات أشبه بالمعارك واللاعب زى الجندى وخطط الملعب تتشابه مع الخطط العسكرية وحتى فى المرادفات المتداولة.
الفرحة التى صنعتها كرة القدم وانتصارات المنتخب الوطنى فى أمم افريقيا افتقدناها منذ عام 2010 وهى آخر بطولة إفريقية حققناها.
●●●
■ فى المركز الأوليمبي.. حالة من الطوارئ..
محمود الحلو وهدى أيوب قادا تشجيع المنتخب الوطنى مع أكثر من 10 آلاف مشجع من أهالى المنطقة بعد أن تم فتح الأبواب للمشجعين.
كاميرات التليفزيون سجلت حركة المشجعين.. لقطات قلق وحيرة وصراخ.. وفرحة وبكاء، وصمت ودعاء وانتصار.
الملعب أمام المقصورة وراء شاشة العرض العملاقة تحول إلى حلقة رقص هيستيرى.. قبلات وأحضان وتبادل تهنئة.
مصر.. انتصرت..
كلمة المنتخب تحولت إلى مصر.. هكذا ببساطة وفى لحظة الانتصار.. الكل يسعى لرفع العلم المصري..
فى المقصورة نواب برلمان وفنانون ومجموعات من الرياضيين.. يتبادلون التهنئة.
●●●
■ الله.. الله.. الله عليك يا بلدى وأهلى وأحبائى وناسى.
بعد انتهاء احتفالات الفرحة.. من ملعب المركز الأوليمبي.
م. أشرف سلطان مستشار تجارى قال لى «تعالوا نشوف الشوارع عاملة ايه.. فى السيارة ركب أحمد عفيفى وأشرف شاهين وأنا معهما فى المعادي.. الشوارع مغلقة.. وبرغم أن الساعة الواحدة والنصف.
أدقق.. فى المشهد.. أعلام الوطن مرفوعة..الحماس يهزم البرودة.. والغناء يرتفع للسماء.
●●●
■ الحضرى أكثر اللاعبين جذبًا للشباب أسطورة عنوانها العطاء تصنع الانتصار.
محمد صلاح نجم فوق العادة ومعه السعيد وفتحى وترزيجيه والمحمدى ورمضان وجبر وطارق حامد وإبراهيم صلاح وحجازى ووردة وكهربا.
نجوم فوق العادة لعبوا ونجحوا فى الوصول بحلم المصريين إلى الكأس..
الحضرى يقود الكتيبة المصرية الرائعة إلى نهائى أمم إفريقيا.. انعكاس جماهيرى ورؤية حقيقية.
فى شوارع مصر الجديدة.. أغلقت سيارات الفرحة كل مداخل الكوربة وروكسي.. صلاح الدين.. قلب مصر الجديدة محاصر.. نزلت من السيارة وترجلت من شارع صلاح سالم.. ذكريات قصر الاتحادية خلال الأربعين عامًا الأخيرة.. حاصرته الإخوان.. وحاولت قوى الشر حرقه.. وكانت المظاهرات حوله غاضبة.. وفى 30 يونيو كانت ثورة غضب ضد نظام الإخوان التف حولها الشعب.
●●●
■ قصر الاتحادية أمس شهد أروع المظاهرات. شارك فيها كل المصريين تحركها فرحة وسعادة الشعب بكل مكوناته وشرائحه العمرية.
هتاف واحد.. بيب.. بيب مصر أغانى والله وعملوها الرجالة.. والصغار يقودون الفرحة.. وأبواق السيارات.. موسيقى.. أغانى!
مشهد مهم.. أعاد بى الذاكرة إلى 2006 ، 2008، 2010 أعوام الفوز بكأس الأمم الإفريقية.
المشهد يتكرر مسيرات الفرحة صناعة الانتصار وكرة القدم كلمة السر. علم الأهلى والزمالك اختفى.. إنها مصر لم يخش أى مشارك فى مسيرات الفرحة إرهابًا على حياته.
إنهم يشعرون بقوتهم.. وبأن النصر يولد الفخر فى كل المجالات بما فيها ملعب كرة القدم.
رجال أمن القصر كانوا يبتسمون..إنهم خبراء فى التفرقة ما بين من يحب الوطن ومن يكره استقراره وتقدمه لذا هم من خلال الابتسامة وكأنهم يتمنون أن تمتد الفرحة إلى الجميع.. والفرحة تجدد القلب وتنقيه.
عبد العزيز يعد صياغة دور المنشآت الرياضية
م. خالد عبد العزيز وزير شاطر.. استغل حدث.. أمم إفريقيا وجذب الأسرة المصرية بكل أفرادها إلى مراكز الشباب أو الأندية الفقيرة.
ونجح فى نفس الوقت فى تسويق ما لدى المركز الأوليمبى من إمكانيات رياضية وفندقية مذهلة.
هدى أيوب وكيل الوزارة هى أيضًا شاطرة ولأنها المشرفة على المركز الأوليمبى حلم عمرها.. أن تحقق أرباحًا.
وتطرح فى ودائع وتطرح على م. خالد عبد العزيز إنشاء مركز أوليمبى جديد فى 6 أكتوبر مثلًا..
وبرغم المشاكل المالية الموروثة التى تواجه المركز الأوليمبى إلا أن أفكار وزير الشباب بشأن الاستثمار وإيمان محمد الحلو وهدى أيوب بضرورة تحويل وزارة الشباب والرياضة من خدمية إلى استثمارية على الأقل جانب من المنشآت الرياضية المميزة يمكن إدارته بحرفية تحقق عائدًا.
وأعتقد أن النجاحات التى حققها فكر عبد العزيز وراء ما يتم تحقيقه من إنجازات متنوعة فى مركز شباب الجزيرة وأيضًا المركز الأوليمبى.
هدى أيوب لم تترك الفرصة.. قالت لي: مش عاوز تشوف فندق المركز الأوليمبى قلت: عادى فندق منشأة رياضية.. أصرت وكيل أول الوزارة على أن ترافقنى مع عدد من المسئولين عن شركة توليب صاحبة الإدارة ومحمد محسن محمود مدير المكاتب العامة شاهدت الحجرات والمطاعم والتغذية والصالونات.
بجد مفخرة.. الحجرات تطل على نافورة ومساحات خضراء وملاعب والأسعار معقولة.
وهناك خطط لجذب شركات البترول وغيرها.
محمود الحلو وكيل أول الوزارة والمدير التنفيذى للرياضة قال لى: فكر م. خالد عبد العزيز بأن يمنح صنارة بدلًا من سمكة لمراكز الشباب.. والتركيز على تحويلات منشآت الرياضة إلى وحدات اقتصادية جاذبة بجانب دورها التاريخى لتحقيق روافد مالية تقلل الانفاق عليها.
بركات الشيخ أشرف
أشرف شاهين أحد عشاق البلد غيور على تحقيق العدل.. صريح يخاف الله.
وهو متابع جيد لمباريات المنتخب وقد جذبنى إليه حاجة مهمة وهى تنبؤه بنتيجة مباراة المنتخب المصرى مع منتخب بوركينا فاسو.
قبل المباراة قال لى الشيخ أشرف شاهين النتيجة 1/1 ثم نفوز بضربات الترجيح.. قلت: ده كلام.
طوال المباراة وأنا مضطرب وسجل محمد صلاح الهدف.. نظرت للشيخ أشرف وجدته لا يتحرك من مكانه ولا يهتم بالهدف.. قال لى: اجلس لسه لم تنته القضية واصلت أنا التعبير عن الفرحة.
بعد دقائق تعادل أرستيد بانسيه سريعًا وبرغم حالة الحزن على التعادل.
الضيوف وجدت الشيخ أشرف يقول لى لا تخف سنفوز بإذن الله.. قلت يا نهار أبيض.. النصف الأول من النبوءة تحقق.. ماذا عن الجزء الثانى.
بمرور الوقت.. دخل المنتخبان ضربات الترجيح وأضاع السعيد الأول لمصر وكان رد أشرف شاهين هنفوز والله هنفوز، وهتشوف.
وانتصرنا.. انتصرت توقعات أشرف شاهين وفاز صلاح ورفاقه بالمباراة.. صديقه م. أشرف سلطان اشار لى بأن هذا ما سيتم وابتسم.