الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حقيقة الحب

حقيقة الحب






منذ أيام احتفل العالم بعيد الحب وهو احتفال يحاول فيه البعض أن يظهر مشاعر المحبة والود لمن يحبه أو يرتبط به، لكن كثير ممن يحتفلون بهذا الحب قد لا يعرفون حقيقته، فالحب امر مشروع لم يمنعه الإسلام بل جعله أساسًا للدين فجعل حب الله ورسوله أعلى مراتب الإيمان، فالحب يصنع اليقين بالله، والعيش من أجل رضا الله.
وكما أن الحب فى الله ورسوله يصنع الإيمان فى القلوب فإن الحب بين البشر يصنع البناء و والحياة، فلا يتصور أن يعيش الناس بدون حب بينهم، إلا أن المشكلة أن معظم ما نراه هو حب مصطنع يطلب فيه الإنسان مصلحة أو أمرًا ما وليس حبا خالصا كما هو  حب الأم لابنها أو الأب لأبنائه.
وجميل أن نرى من يهادى فى يوم الحب هدية تعبر عن مشاعره، لكن إن توقفنا عند هذا الأمر لننظر ما هى أعظم هدية يقدمها الإنسان لمن يحب هل هو فقط أمر مادى يسعد به غيره أم هناك امور تعتبر أكبر بكثير من تلك الهدايا المادية.. وباختصار فان أكبر هدية يقدمها الإنسان لمن يحب هى الإخلاص وحسن المعاملة، فنحن نريد من حب الناس أن يكونوا محسنين فى تعاملهم مع بعضهم البعض لا يقومون بإيذاء أنفسهم بدافع الرغبة فى الإيذاء، كما نراه للأسف اليوم فى واقعنا المعاصر.
ونريد فى حب الأبناء لآبائهم ان يحسنوا معاملاتهم أيضا ويبروا إليهم بالقول الحسن، فلا يظن الأبناء أن ما يفعله الآباء والأمهات هو امر عادى يجب عليهم وأنه هذا هو المفروض عليهم دون أن ينظر إلى ما هو مفروض عليه.
ونريد فى حب الزوج لزوجته أن يحسن إليها فى معاشرتها فلا يظن أنه تملكها بالزواج فتكون له جارية طوع أمره ولا يجب عليها فعل شىء سوى سماع أوامره، كما نريد فى حب الزوجة لزوجها ألا ترى نفسها بعيدا عن زوجها، وان تراعى أن الزوج هو سندها الحقيقى فى الحياة فمعا يكبران وسيبنيان حياتهما وحياة أبنائهما
وأخيرًا والأهم.. نريد فى حب الوطن أن نخلص فى عملنا، وأن نعطى من وقتنا لبنائه  دون مزايدات أو اتهامات من بعضنا لبعض، فلا يوجد لأحد فضل على أحد فى أن يكون مصريا كلنا فى مصر ولدنا منسوبين لهذا البلد الذى يحمل آمالنا، واحلامنا.. ومستقبل أجيالنا.. فدعونا نطبق المعنى الحقيقى للحب.