الجمعة 5 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سهير المرشدى.. إيزيس المسرح المصرى

سهير المرشدى.. إيزيس المسرح المصرى






فى ليلة الحادى عشر من فبراير 2017، التى كانت مبهجة بحضور خاص للجماعة السينمائية، التى حافظت على مهرجان جمعية الفيلم السنوى، وفى سينما (رينيسانس) محمد فريد بشارع عماد الدين، أقيم حفل ختام المهرجان الثالث والأربعين للسينما المصرية بحضور الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، وبحميمية ونضج، نجح محمود عبد السميع، رئيس الجمعية والمهرجان، فى أن يحافظ على طابعه الأهلى، وكان اختيار شارع عماد الدين ودار عرض سينمائى خاص، تفكيرًا سليمًا، ليذكرنا بشارع الفن وتاريخه بوسط المدينة.
أما اللافت للنظر فى حفل الختام فهو تكريم الفنانة الكبيرة سهير المرشدى، لأنه يأتى من جمعية أهلية للفيلم، وبشراكة مع نقابة المهن السينمائية، بينما تظل سهير المرشدى نحتسبها وتحسب نفسها بشكل أوضح على المسرح المصرى.
وهى رمز مسرحى نبيل، عملت طوال عمرها على تقديم المسرح الجاد الجميل، ورغم إقبال السينما عليها منذ بداياتها الفنية حتى الآن، وكذلك سعى الدراما التليفزيونية نحوها، إلا أنها حافظت على علاقتها الشاعرية الحالمة المشبعة بالكثير من الروحانية فى علاقتها الخاصة ببيتها الأول ومكان تألقها الخاص فى المسرح.
وسهير المرشدى التى تعيش حياة حقيقية، بين الأسرة والأصدقاء، ترفض العديد من الأعمال التى تعرض عليها، وتمارس الاختباء بفهم وبرفض للأعمال المتوسطة القيمة، إذ لا يفكر أحد فى أن يعرض عليها عملاً رديئاً، لأنه يعرف أنها سترفض وبعنف، هى حريصة أن تبقى بموهبتها وإنجازها الفنى التاريخى بعيدة عن حمى الحضور المستمر وعن الفضوليين والمثرثرين فى فضاء وسائل التواصل الاجتماعى، لأنها بالفعل نوع خاص من الممثلين، فهناك ممثلون بلا وعى، بينما هى نموذج للوعى الوطنى والاجتماعى والمعرفى ولمسئولية الفنان عما يقدم للجمهور العام، معرفتها الدقيقة بفقه اللغة العربية على سبيل المثال مسألة تكاد تكون منعدمة الآن بهذا المستوى بين النجمات الجدد، وهناك ممثلون عن غير إرادة، وهى تملك الإرادة الإنسانية، لاختيار فنها ولاختيار مواقفها الوطنية، سهير المرشدى إنسانة مصرية قوية، نموذجًا للمرأة المصرية، ابنة البلد العارفة التى عاشت تجربة حياة حقيقية كقرينة ورفيقة درب مبدع المثقف الكبير الراحل كرم مطاوع، تاريخها الفنى الطويل لا يتسع المقام لذكره أو استعراضه هنا، فقط أود أن أتذكر حضورها الطاغى وحيويتها وجاذبيتها الفنية فى مسرحية إيزيس على المسرح القومى، أو حساسيتها المفرطة وقدرتها الفنية المتفجرة وملامحها المصرية السمراء اللامعة فى فيلم عودة الابن الضال للمخرج الكبير، يوسف شاهين.
تكريم مستحق، يذكرنا بضرورة استعادتها للعمل، فهى مازالت تملك طاقة كبرى للعطاء وربما إطلاق اسمها على واحد من مسارح الدولة ووضع دراسة عن حياتها وأسلوبها الفنى أمر ضرورى، فهى نموذج للفنانة المثقفة المنتمية لوطنها الباحثة عن الفن كسبب لتحسين الحياة، وهى بلاشك إيزيس المسرح المصرى قدوة للأجيال القادمة، ولذلك فلجمعية الفيلم كل الشكر والتقدير.