
كمال عامر
الرهان على الأمن
■ بشأن عودة الجماهير للملاعب يلعب الأمن الدور الرسمى فى المنع أو الموافقة وهو يتسق مع عمل الشرطة وأيضًا هناك شريك فى القرار وهو وزير الشباب والرياضة وهناك رغبة سياسية مكملة للمشهد.
■ إذًا فى النقاش حول عودة الجماهير للملاعب سنصطدم بتلك الجهات والمفروض تلقائيًا ان نستسلم لها وهو ما نرفضه خاصة أن هناك رغبة ملحة ومشتركة بجذب كل المصريين للعمل والتنمية.
■ والعمل هنا تحديدًا أراه ممثلًا فى تحمل المسئولية مع تلك الجهات فى ظل ضرورة اقتناع الإعلام بأبعاد المشكلة والدخول كشريك فاعل فى الحلول المزمع إيجادها.
وبالتابعية فإن تأمين المباريات أمر يحتاج لجهود كل عناصر العملية التشجعية والكروية.
■ قرار عودة الجماهير للمدرجات أمر ليس بالصعوبة بمكان، وهو عكس تحاول الجهات المعارضة أن تنشره وتبث من خلاله هاجسًا تشاؤميًا ولدى قناعة بأن الشرطة قادرة على تأمين المباريات بشرط ان تلتزم الجهات الأخرى بالقانون وهو هنا عدم «ضرب» أو تزوير بطاقات الدخول واختيار طريقة ذات شفافية لبيع التذاكر، ثم يأتى الأمر بالتزام الجماهير بالنظام فى خطوات تراتبية ما قبل أو بعد المشاهدة، وهى أمور مهمة، وقد توافرت فى الإمارات ونجح السوبر المصرى هناك.. وهنا مكمن الدهشة فلا أعلم لماذا تصنع جماهير الكرة المشاكل إذا ما كانت هناك خطوات وشروط للدخول وهى شروط تنظيمية للمحافظة على النظام مما يصب فى صالح سلامة الجمهور الذي يزين المدرجات واللاعبين والبلد.
■ الجمهور عندنا مع انه نفس نسيج الجمهور بالإمارات إلا أن هناك من يغذى داخله أن الداخلية ضده وإدارة النادى ضده والإعلام ضده.. وهى ظاهرة سلبية تعمل كدافع فى تعكير صفو العلاقة بين الأطراف وهو ما يؤدى إلى ما نحن فيه.
■ والحل عودة الثقة بين الأطراف والبداية من وزارة الداخلية خاصة إن شباب المدرجات لايجمعهم وعاء رسمى ليصدروا بيانًا أو يعقدوا اجتماعًا أو حتي مؤتمرًا.. لو ان الداخلية أعلنت فى بيان كخطوة أنها تثق فى جماهير الكرة المصرية وأن تلك الجماهير قادرة على تأمين سلامتها بنفسها ضمن حزمة الإجراءات الروتينية بالطبع سينعكس الأمر على تنمية الإيجابية لديها وهو ما يصب فى صالح عملية التأمين المقصودة.
■ الإعلام يلعب الدور المهم فى الترويج لأفكار الشركاء والبحث عن مساحات إتفاق بينهم كنقطة إنطلاق لبدء صفحة جديدة من التعاون بين كل الشركاء.
■ الإعلام فى بلدى سيف قاتل ويلعب دورًا غير عادل فيه بإهماله وتراخيه وعدم بذله للجهود المطلوبة على الأقل لترطيب الأجواء مكتفيًا بدور «البوسطجى» أو متلقى البيانات وهو يعد دورًا سلبيًا منتقصًا.
■ وأقر هنا أن الإعلام فى بلدى يلعب دورًا ايجابيًا فى الترويج لمباريات المنتخب والأندية المصرية فى منافسات القارة السمراء، بينما يفشل تمامًا فى إنتهاج نفس الخط بشأن مباريات الدورى المحلى، وهو مطالب في ذلك بالبحث عن أسبابه الجوهرية.
■ فمع المنتخب الجماهير مشحونة تمامًا والداخلية تتعامل بهدوء أكثر والإعلام على خط ورجل واحد من أجل زيادة الحماس المطرد وكذلك توجيهه نحو مؤزارة المنتخب والفريق، وهذا النهج أو التوجه يختفى تمامًا فى خضم مباريات الدورى بأطرافه المتنافسة إلا أننا نرى الإعلام منقسم فى ولائه..
■ مجموعة أهلى وأخرى زمالك وهذا الانقسام ينتقل ويصل بدوره إلى الجماهير.
من ثم فالإعلام عليه أن ينتبه بأنه أكبر عقبة تقف ضد عودة الجماهير للملاعب.
■ بالطبع وزير الداخلية لواء عبد الغفار قادر على تأمين أى مباريات، وهو أمر لا شك فيه.
■ وعلى الجنرال مدحت شلبى أن يتحمل المسئولية فى تأدية دور إيجابى للترويج للم الشمل المطلوب وعودة الثقة المفقودة بين الجماهير وروابط الأندية والداخلية وشلبى قادر على هذا الدور وأيضًا الإعلاميين بصفة عامة، والأمر هنا غير مقرون بتخصص الرياضة فلا يقتصر الأمر علي شوبير أو سيف زاهر أو حتى غيرهما.. لا شوبير وسيف زاهر أو شلبى فقط.
■ إذاً نخلص بأن عودة الجماهير للمدرجات مسئوليتنا جميعًا.