
د.حسام عطا
فى اليوم العالمى للمرأة.. أريد حلاً جديداً
فى الثامن من مارس الجارى أظهرت مصر احتفالاً خاصاً باليوم العالمى للمرأة، تجلى هذا الاهتمام فى اهتمام مؤسسة الرئاسة التى حرصت على لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ود. مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، انتهت منذ أيام قليلة فعاليات مهرجان سينما المرأة فى أسوان والذى عبر عن اهتمام السينما وأهل الثقافة المصرية بقضايا المرأة، إلا أن أفلام المهرجان لم تكن مترجمة حتى تصل إلى الجمهور العام، وبينما تظل المخرجة هالة خليل والفنانة إلهام شاهين فى حالة اهتمام بقضايا المرأة اهتماماً واضحاً، يعبر عن فهم حقيقى لجوهر قيمة المرأة المصرية المعيلة التى تعتمد على عملها وكسب مصدر دخلها بنفسها بينما تظل طوال الشقاء اليومى تبحث عن لحظة حب وتسأل عن أنوثتها التى تكاد أن تنساها وسط الزحام.
هذا الاهتمام بالمرأة لدى هالة خليل وإلهام شاهين هو اهتمام بها لكونها معبرة عن آلام وآمال المصريين فى السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير، وجدير بالذكر أن هذا الرصد لسلوك المرأة المعيلة الكادحة هو رصد دقيق لجهاز حساسية المجتمع المصرى الذى شاركت المرأة فيه بصوت عال وكثافة حضور ودعم وتحريض للرجل للدفاع عن القيم الوطنية فى 25/30 الثورة المصرية التى عبرت عن حضور خاص للمرأة، وبالتحديد فى 30 يونيو أى تحليل علمى للأصوات التى هى هتافات الشارع سوف يجد الصوت الحاد العالى أعلى من صوت الرجال، المرأة المصرية كانت ترصد الخطر وتشعر به بشكل واضح، ولذلك فهى تستحق فى الفترة القادمة دوراً أهم فى التعبير عن مشكلاتها الحقيقية أبعد من التمثيل النوعى فى البرلمان أو الحديث عن اليوم العالمى للمرأة فى ندوات ولقاءات إعلامية، لأن المرأة المصرية فى الطبقات المتوسطة وفى الأطراف والأحياء الشعبية والمناطق المحرومة هى الحاضنة الأساسية للوعى العام ولمعيشة الأسرة.
ولذلك فلهالة خليل ولإلهام شاهين حظ إدراك احتياج المرأة المصرية الحقيقى، وهو أمر يجب أن يتجاوز الإعانات والدعم العينى إلى تنظيم المشروعات الصغيرة الجادة وتطوير مهارات دعم الكرامة والإرادة الإنسانية للمرأة المصرية المعيلة التى ترى أن تحقيق أنوثتها هو فعل الأمومة ورعاية الأسرة، وفى هذا الصدد تحتاج المناطق النائية والمحرومة لمحو أمية السيدات ولتنظيم برامج ثقافية فنية جادة، ولفنون درامية وسينمائية تستطيع التواصل والتأثير، فالكلمة المفتاح على لسان المصريات المعيلات لا تزال بعيداً عن الرطانة الثقافية (أريد حلاً) أنه تأثير الراحلة الكبيرة الفنانة فاتن حمامة التى تذكرنى بها اهتمامات إلهام وهالة ولكن لم يتم تجاوز تأثير (أريد حلاً) إلى الآن، وما أحوجنا حقيقة إلى حل جديد يدعم المرأة المصرية الكادحة.