الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأراجوز المصرى والعرائس

الأراجوز المصرى والعرائس






«فن الأراجوز» من الفنون القديمة الشيقة والمحببة إلى قلب ووجدان الطفل، وكانت منتشرة انتشارا كبيرا فى ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها، حيث كان يطوف لاعبو الأراجوز شوارع وحوارى القرى، والمدن الصغرى والكبرى، لعرض نمرهم على الجمهور مقابل قروش قليلة، يحصلون عليها من الجمهور مقابل استمتاعهم بتلك العروض، وكاد هذا الفن أن ينقرض ويختفى لدرجة أنه لم يبق فى مصر سوى خمسة من لاعبى الأراجوز فقط من الجيل القديم، أشهرهم «عم صابر المصرى»، ولولا أن تنبه بعض الفنانين من المحبين والمخلصين لهذا الفن الرفيع، وأعادوا له الاعتبار من جديد بإنشاء بعض الفرق المهتمة بفن الأراجوز والعرائس، مثل فرقة الدكتور نبيل بهجت، التى استطاع أن يطوف بها الكثير من الدول العربية بمشاركاته فى مهرجاناتها المختلفة لإحياء هذا الفن، وكذلك المخرج ولاعب العرائس ناصر عبد التواب، الذى أنشأ فرقة الأراجوز المصرى والعرائس، منذ سنوات بقصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة، وشارك بها فى العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، كما شارك بها فى عدد من المهرجانات العربية، ولأن «عبد التواب» مخلص أيما إخلاص لهذا الفن، فربى ودرب بعض الكوادر الفنية فى شبرا الخيمة يجيدون فن العرائس والأراجوز، ونظرا لإدراكه لهذا الفن أعد مؤخرا، كتاب «الأراجوز المصرى والعرائس» صدر عن المركز القومى لثقافة الطفل، الذى ترأسه الأستاذة ميرفت مرسى، فى طبعة جيدة، موثقة بالصور عن أشكال العرائس المختلفة، وبعض صور أشهر الشخصيات التى قدمت شخصية الأراجوز، منها: الفنان محمود شكوكو، ومرفق بالكتاب سى دى محمل عليه بعض نمر الأراجوز، للتعريف بهذا الفن والترسيخ له والعمل على إحيائه وانتشاره، وقد أقام المركز القومى لثقافة الطفل حفل توقيع للكتاب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب الأخير، وحضره عدد كبير من المهتمين بأدب وثقافة الطفل، والأطفال رواد المعرض، واستخدم البرجكتور لعرض بعض أشكال العرائس المختلفة للأطفال، ومقتطفات من عروض الأراجوز، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية التى قدمها المركز فى المعرض، وجاء الكتاب جاذبا للقراءة والاطلاع، حيث كتب على شكل قصة حوارية بسيطة باللهجة العامية المصرية، نفس اللهجة التى يتحدث بها الأراجوز، دارت هذه الحوارية بين الطفل سامى ومدرسه الأستاذ حسن الذى اصطحبهم فى رحلة إلى الحديقة الثقافية، وما إن رأى سامى نمرة من نمر الأراجوز إلا ودهش، ودارت فى عقله الصغيرة عدة أسئلة مهمة، هذه الأسئلة هى ما يجب أن نعرفه عن الأراجوز، وكما يقول الكتاب أن الأراجوز، هو: «دى أقدم عروسة فى التاريخ تقريبا، وكلمة «أراجوز» كلمة مصرية قبطية قديمة (أرجويوس) ومعناها فعل الكلام، وله صوت مميز بيخرج منه عن طريق حاجه اسمها «الأمانة»، والأمانة دى عبارة عن قطعتين من النحاس مربعتين طول ضلع الواحدة تقريبا 2سم ومجوفة من الداخل أو مقوسة للداخل، وبينهم شريط من القماش القطن محكم التثبيت من خلال لفة على قطعتين النحاس، وبتتحط فى سقف الحلق من قدام، وبيضغط عليها بلسانه فيخرج الصوت المميز للأجوز»، وتحدث الكتاب عن أنواع العرائس المختلفة والتى وضحت من السياق أنها سبعة أنواع، وهى: «عروسة القفاز»، «عروسة الباتو أو العصا أو العروسة الجاوية»، «خيال الظل»، «عروسة الماريونت»، «المسرح الأسود»، «عروسة الماسك»، «عروسة الهد ماسك أو الطاقية»، وذكر معد الكتاب ضمن حواريته البسيطة والممتعة، أهم الكتب التى تعتبر مراجعا مهمة فن العرائس والأراجوز، مثل: «العرائس والدمى فى العالم لمختار السويفى»، صناعة وتحريك الدمى للدكتور حسين على، والدكتورة زينب الأمير»، «فنون الفرجة الشعبية للدكتورة أمانى الجندى»، «أم العرائس للشاعر الكبير سمير عبد الباقى»، «المسرحية العربية للدكتور عصام الدين أبو العلا»، الكتاب حافل بالعديد من المعلومات المهمة حول فن العرائس والأراجوز، لذا فهو جدير بالاقتناء والقراءة، حتى يظل هذا الفن قائما بيننا ما بقيت الحياة باعتبارة جزءًا من هويتنا الفنية والثقافية.