
كمال عامر
أبوهشيمة و How.To.Be
■ الجامعات المصرية تمثل أهم ملامح الحركة الشبابية تمثيلا صادقا.. وطلابها هم المستقبل.. وبالطبع جزء منهم فى الحاضر..
انعكاسات ما يدور فى الجامعة يضرب الشارع المصري.. ما بين انسجام أو شغب.. رفض أو تأييد.
الجهات المتعاملة مع الشباب بالجامعات غير مدركة أنها لا تؤدى دورها كما يجب مع هؤلاء.. حيث تكتفى بالدعاء بمرور فترة الجامعة للشاب على خير تاركة كل الأمور للأمن.
العمل مع شباب الجامعات يحتاج برامج. واهتماما وخبراء مختصين فاهمين إمكانيات تتيح لهم التواصل مع هذا القطاع المهم.
الملاحظ الآن أن الدولة تركت الجامعات وخطط العمل مع شبابها فى يد الأساتذة.. وهم إذا كان لديهم القدرات.. ينقصهم الإمكانيات المالية.
■ فى نفس الوقت ظهر داخل الجامعات مجموعات شبابية متطوعة لخدمة الطلاب.. خططها تعتمد على الخدمات والأنشطة.. كوسائل جذب وهى وسائل تقليدية قديمة لكنها ما زالت سائدة.
■ فى غياب الوسطاء ما بين شباب الجامعات والدولة بشكل عام.. وحتى فى حالة وجود تلك الوسطاء وهم عادة يمثلون أساتذة الجامعات.. أجد أن الشباب لا يقبل بدرجة ملحوظة إلى الاندماج.
قضية مشتعلة دون علاج..
■ وسط هذه الضبابية.. ظهرت مجموعات شبابية من طلاب الجامعات تؤدى دورا مهما فى التواصل مع الزملاء.
تعمل كمجموعات تتحرك مع المشاكل فى جامعة القاهرة.. تكتل شبابى ظهر كعمل تطوعى لسد الفجوة بين الأستاذ والطالب.. تحت اسم جماعة How.To.Be وقد جذبت الانتباه إليها بدرجة كبيرة وملحوظة.
التكتل الشبابى الجديد يضم مجموعة من طلبة الكليات.. وهو ما أتاح لهم التحرك برشاقة وسط الأمور الطلابية.
نجاحات مدوية.. وصلت للمتابعين وكان من أشهرها حفل السحور الجماعى الذى أقامته جماعة How.To.Be بجامعة القاهرة.
الدلالة هنا ليست فى تجمع عدد غير مسبوق فى تناول وجبة طعام وهو أمر يختلف عن أعداد مظاهرات الغضب.
عشرون ألفا من الأهالى المقيمين حول جامعة القاهرة فى مظاهرة حضارية غير مسبوقة.
هذا المشهد يؤكد نجاح صاحب الفكرة.
جامعة القاهرة بعد هذا الاحتفال أعتقد أن الكتلة الشبابية المحيطة بها أصبحت أكثر اهتماما بالجامعة ومستقبلها وأمنها.
أتصور العلاقة التى قد تنشأ بينى وبين صاحب دعوة على السحور.. بالطبع حالة من الانجذاب وتوحيد الأفكار والتقرب والتعرف.
منذ يناير 2011 عانت جامعة القاهرة من إرهاب خارج أسوارها.. وظهور احتقان تأكد بمحاولات اقتحام وشغب حول أسوارها وغياب من يحميها!
وأعتقد أن الحفل الكبير الذى حضره 20 ألف شخص من الأهالى داخل الجامعة بدعوة من جماعة How.To.Be الشبابية ساهم بدرجة كبيرة فى إقامة علاقة محترمة ومتينة بين الجامعة والسكان.
بالطبع رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة كان الراعى للسحور.. وهو أمر مهم أراه خطوة جريئة ومساهمة فعالة فى خدمة المجتمع.
تابعت المهاجمين للاحتفال بشكل عام والمهاجمين لأحمد أبوهشيمة وللجماعة المنظمة.. واتضح لى أن هؤلاء المعارضين انزعجوا من وجود حالة استنفار إيجابى جاذب لشباب الجامعات يصب فى النهاية نحو المصالحة والأمن.
■ شباب جامعة القاهرة فى تنظيمهم لاحتفالية السحور أبهروا كل المهتمين بالشكل الطلابي.. وفرضوا كلمتهم وجذبونا للحلول التى يملكونها لمشاكل تاريخية فشلنا فى حلها وهو تحديدا فى كيفية اختيار آلية جاذبة لصناعة تلاحم وعلاقات سليمة وصحية بين شباب الجامعات والبلد.
أحمد أبوهشيمة رجل أعمال مثل غيره. لكنه صاحب رؤية أفضل.. واستشعار بضرورة اقتحام أماكن التوتر وإدارة الحوار وحتى المعارك من الداخل وليس الخارج.. وهو ما حدث فى سلسلة من الحوارات بين النماذج الناجحة فى المجتمع وشباب الجامعات وأعتقد أن قرار أحمد أبوهشيمة فى المساهمة بأى شكل من الأشكال بحلول لعملية الفشل فى التواصل بين شباب الجامعات والبلد أمر مهم.. واحتفالية السحور كانت بمثابة حجر ضخم فى بحيرة مياه راكدة نتجت عنها دوائر متعددة تحركت ليكتمل العمل.
كنت أتمنى من رجال أعمال غير أبوهشيمة يدخلون فى تنافس من أجل خدمة شباب مصر بالجامعات بحلول عملية وخطط شفافة. وألا يكتفوا بعملية الدفع فقط.. حيث أثبتت الأحداث أن أى أموال أو مساهمات للجامعة بشأن الأنشطة لا تؤدى الدور المطلوب لأن قنوات التوصيل غير مدركة بضرورة تغيير آليات التواصل.. مما أفقد كل محاولات العمل فى هذا الشأن تحقيق أهدافها.
■ الجماعات الطلابية التى دخلت على خط تسهيل التواصل بين الدولة والشباب ونجحوا وأثبتت تجارب How.To.Be كمجموعة شبابية وطلابية من خلالها خططها سواء مهرجانات الدراجات أو برامج تسويق النجاح تحت مسمى القدوة أو حفلات استقبال الطلاب وهى ضمن خطط تسهيل حياة طلاب الجامعات.. أيضا جذبهم للوطن بشكل عام وحمايتهم من جماعات التطرف كلها أمور مطلوبة.
■ وأتمنى أن تمتد إلى تكوين جماعات طلابية جديدة بالجامعات المصرية.. لأن التجارب أثبتت أن طلاب الجامعات هم الأكثر قدرة على توصيل الرسائل الطلابية خارج حدود الجامعة.. وأيضا لهم مهارة فى جذب الطلاب والتواصل معهم.
■ شهاب جمال الدين طالب حقوق القاهرة ورئيس جماعة How.To.Be يحمل ملفات ثقيلة فى صفحاتها مشاكل الحركة الطلابية.. ويبذل وزملاؤه جهودا كبيرة للبحث عن حلول لها، لا يعترف باليأس.. ونشر تلك الفلسفة بين الزملاء بجماعته.. مؤمن بأن بلده يستحق الأفضل وأن شباب الجامعات هم المستقبل وعندما يتحدث معك عما يريد أن يحقيقه لشباب مصر..
■ يعلم الله أننى مندهش من حالة التصميم والتفاؤل وحجم العمل لدى تلك المجموعة.. التى اختارت خدمة البلد بطريقة مبتكرة وجذب كل النماذج الإيجابية إلى داخل أسوار الجامعة.