
د.حسام عطا
رءوف توفيق.. طاقة نور وجمال
أقامت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بمقر المجلس الأعلى للثقافة حفلاً لتكريم الكاتب والناقد السينمائى الكبير رءوف توفيق، المولود بجرجا بمحافظة سوهاج سنة 1939، وهو القيمة الثقافية والفنية الدالة على مرحلة مهمة فى تاريخ الصحافة المصرية خاصة صباح الخير المعبرة عن مؤسسة «روزاليوسف» التى تدرك أن الصحافة فى جوهرها هى هذا الدور المعلن لأدوار أخرى ربما يحملها الصحفى الموهوب، وهى السمة اللافتة لصحفيى مؤسسة «روزاليوسف» الذين جمعوا بجوار لقب الصحفى لقب الناقد أو السيناريست أو المخرج أو مؤلف الكتب بجوار أدوار اجتماعية وسياسية أخرى متعددة.
رءوف توفيق كما لامست رقته وحساسيته الإنسانية المفرطة فى تقديره الإنسانى والفنى لمسرحيتى «نسمة سلام» بطولة الفنانة عفاف راضى عام 1993، والذى كاد أن يبكى فرحاً عندما شاهدها تعلم الأطفال معنى السلام القائم على العدل وليس سلام الخديعة والتآمر، لا أنسى تلك الإنسانية المفرطة التى عهدتها فى رسام الكاريكاتير الرائع صاحب الفصل الدراسى المنتظم بوسط البلد «الراحل رءوف عياد»، والمتدفق صاحب المشاعر «مفيد فوزى» الذى حضر حفل التكريم الذى أقيم الثلاثاء الماضى 14مارس 2017، وحرص على ذكر المنافسة الشريفة بينهما، لم يلفت نظرى أن ثلاثتهم رءوف عياد، ورءوف توفيق، ومفيد فوزى هم أقباط مصر العظيمة، إذ لم أدرك إلا ذلك اليوم وأنا أتصفح الكتاب الصادر فى تكريم رءوف توفيق من أسماء الأحفاد أنه ينتمى للديانة المسيحية، لفت نظرى أكثر أننى وغيرى لم نفكر إطلاقا فى ديانة أحد من هؤلاء، صباح الخير مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة جمعت أجيالا كانت دينها لله وحبها للوطن الصفة الجوهرية التى لم تجعلنا نفكر فى ديانة أحد أو نسأل عنها، ذلك الاعتداد بالنفس وتلك الرجولة الصافية والمهنية والضمير الحى هى صفات ذلك الرجل الصعيدى رءوف توفيق، إنهم أهل سوهاج الذين هم جزء من صفاء وعمق مصر بطيبتها وحزمها وعنفها عندما يستدعى الأمر، تلك الأدوار المتعددة للصحفى ورئيس التحرير والناقد والسيناريست ورئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى والمتابع النشط للسينما العالمية والمهتم بعمق الاستخدام الصهيونى للسينما العالمية والذى حذر منها عمره المهنى كله، وتابع تفاصيلها فى متابعته التى تجاوزت الربع قرن لمهرجان كان السينمائى، مكتشف المواهب المحبوب من كل تلاميذه، المؤلف الدرامى المدرك لتفاصيل الحياة اليومية والمختزن لسلوك الناس والبشر فى مصر والذى يكتب عنهم بمحبة وفهم وإن كان ينتقد سلوكياتهم شأنه شأن كل المبدعين الكبار، هذه الموهبة النادرة التى تجلت فى كتاباته النقدية ليؤكد أن النقد إبداع وموهبة وإضافة وليس مجرد متابعة ورصد.
رءوف توفيق صاحب الكتب السينمائية الشهيرة سينما نعم سينما لا وغيرها هو نموذج للمهنية وللاختيارات الجميلة التى تقوم فى جوهرها على دور وطنى وعلى ضمير منتمٍ يستهدف الناس فى مصر، هو بأدواره المتعددة يقدم نموذجا للاحتذاء مكرما ومقدرا من جيله والأجيال اللاحقة، إنه درس الجمع بين النقد والإبداع دون تداخل فى الاختصاص لأنه جمع يقوم على الضمير الحى والانحيازات الوطنية للحق والخير والجمال، رءوف توفيق حقا أنت طاقة نور وجمال.