الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ميسى.. الفوز بطعم الدم

ميسى.. الفوز بطعم الدم






■ أعظم وأهم كلاسيكو كرة فى العالم، ساعة العالم توقفت لتشاهد المباراة.. حدث من الفخامة بمكان.. مباراة عنوانها «طلع اللى فى قلبك».. العالم كله إما أن تكون كريستيانو أو ميسى.. لا تردد ولا سلبية.. البيوت انقسمت.
فى كلاسيكو العالم.. برشلونة والريال من ملعب سنتياجو بيرنابيو رسائل للعالم.. الملعب بيت أحداث الأكثر سخونة.. تقدمت على اجتماعات لترامب وحروب العالم والحرب ضد داعش.
زيدان .. لويس.. مدربان للريال ولبرشلونة.. صراع بدأ من الملعب ولا يزال..
البرسا دخل الكلاسيكو ويحمل أمل الفرصة الأخيرة.. والريال رأى أنها الفرصة لتعميق الفارق والاقتراب من لقب فقده منذ 5 سنوات.. بطل الدوري.
80 ألف متفرج.. من كاميرات طائرة صورت تلك الطوابير فى الشوارع.. نظام رائع.. دخلوا الاستاد قبل بدء المباراة بساعة.
● ● ●
■ وسط دهشتي.. المدرجات خاوية حتى قبل بدء المباراة بساعة ونصف الساعة.. كنت أسأل: كيف يدخل 80 ألف متفرج أرض الملعب فى ساعة ونصف الساعة..
إنه النظام يا سادة.. كل مشجع معاه تذكرة.. لون مميز.. أرقام.. أجواء عالية نموذجية لمباراة فى كرة القدم.. جمهور.. لاعبين.. إداريين.. أطقم فنية.. الملعب بمن فيه!
ليس هناك فرصة للصدفة.. كاميرات للأمن وللتصوير.. المشجعون أعمارهم تتفاوت أطفال وكبار.. سيدات وفاتنات من الشابات.
كلاسيكو البهجة.. فى الملابس وأحدث خطوط موضة الإكسسوارات..
وجوه من العالم.. الصين، آسيا، الشرق الأوسط وأوروبا بالطبع.
كلاسيكو.. العالم كله هتف له.
مباراة بالطبع غيرت الكثير من المفاهيم لى ولغيري.. فرصة للتعلم والدراسة والعودة للمذاكرة.. مباراة فيها كل ما قمنا بالقراءة عنه فى ملفات اللعبة.
فعلا دون أى مبالغة.. كاد قلبى أن يتوقف.. مع سقوط ميسى والدم يغطى فمه.. ويختلط بأرض الملعب.. ويفقد التركيز لمدة ثلث ساعة.
كاد قلبى أن يتوقف بعد ضياع 3 فرص محققة من كريستيانو ومثلها لفريقه ولبرشلونة.
مع كل تسديدة على المرمى هنا أو هناك..
كلاسيكو حسمها الكبار.. ميسى له الكلمة العليا.. غياب نيمار تم تعويضه.. التهور الزائد أضاع المباراة من زيدان فى الانتصار أو لتخفيف الألم.
جماهير الريال صاحبة الأرض.. شجعت فريقها بحرارة.. هتافات صنعت سياجا من البهجة حول الملعب.
برغم الخسارة والصدمة.. إلا أن علامات الحسرة كانت على الوجوه كتعبير للغضب، وهذا هو الحد الأقصى للغضب.. تكشيرة وتشويحة.
● ● ●
■ فى الملعب.. ميسى على الأرض دماء ميسى تخلتط بأرض الملعب، لم أر زميلا له يرد بالضرب على لعبة بطمع.. لم يحترم أنه يلعب أمام برشلونة فريق قوى حتى لو أصيب بعطب.
زيدان لعب على التعادل بعد تقدم برشلونة 1/2 ثم طمع وعاوز يكسب ليدخل التاريخ لكن.. ميسى حسم القرار وقدم عرضا هو الأفضل أمام الريال.
الحكم قرر إقصاء راموس.. وحاول أن يوفر الحماية لميسي... وكريستيانو استشعر أن اليوم لن يكون له..
فرص جيدة أتيحت للريال.. وأيضا لبرشلونة..
برشلونة أوجع الريال وأجبرهم على تذوق الحسرة.. وخيبة الأمل.. بالطبع برشلونة غريم قوى يعرف كيف يؤلم المنافس.
ولأن كرة القدم فى قاموس الكبار لعب.. وفوز وهزيمة وتعادل. لذا الريال عينه على مباريات أخرى بعد أن تأكد أن مصير الفريق ليس بيد غيره.
مباراة مجنونة فيها 80 ألف متفرج محظوظ شاهدوا مباراة كبيرة..
3/2 نتيجة المباراة.. أحرز البرازيلى كاسيميرو هدفا للريال ثم تعادل ميسى لبرشلونة بعد أن راوغ الدفاع.. فى الشوط الثانى سجل الكرواتى إيفان الينيتش هدف التقدم للبرسا من تسديدة صاروخية، ثم تعادل الكولومبى جيمس رود ريجيز قبل أن ينجح ميسى فى إدراك هدف الفوز فى الدقيقة 92 من زمن المباراة.
برشلونة فى الدورى 75 نقطة ويتساوى مع الريال متفوقا بالأهداف.. والريال له مباراة مؤجلة أمام سليتا فيجو.
■ كلاسيكو كله دروس.. على الأقل يمكن أن تنتقل إلينا.. برشلونة لم ييأس من مواصلة السعى للبطولة.. برغم أن البارسا يتعرض لأزمات متنوعة.. تبدأ بعدم وجود الاحتياطى الكفء.. وتواضع مستوى الصفقات.. وأزمة مع المدير الفنى وتأخر إعلان اسم المدير الجديد حتى الآن.. ثم دربكة إدارية يعيشها النادى والدليل فى توقيت تقديم التماس نيمار.
● ● ●
■ برشلونة وميسى تحديدا حسم المباراة فى الأنفاس الأخيرة.. جماهير تكتم غضبها.. تشجع بجنون.. تسعى أن تكون شريكا لأى لاعب من الريال.. حتى ميسى لم يشتم أو يرد على ضربه ولكنه كان الأشجع وقرر الرد فى الملعب.
كريستيانو الفارس الذهبى نموذج أخلاقى فى الملعب.. وأمام جماهيره ضبط أعصابه.
● ● ●
■ حكم المباراة أليخاندرو هيرنانديز كان شجاعا.. لم يجامل جماهير الريال صاحبة الملعب.. وطرد لهم راموس كابتن الفرقة.
أنا شخصيا أتمنى أن نستنسخ تجارب الكلاسيكو.. من حيث دور الجماهير.. واللاعبين والحكام.
الملاحظ أن شرارة النيران تبدأ من حالة التمثيل التى يعيشها اللاعب عندما يتعرض لصفارة.. يجرى ناحية الحكم.. يظل يتحرك فى مسرحية وكأنه برىء.. الأمر ينتقل للجماهير التى قد تدخل فى فاصل من الشتائم.. ثم الإعلام غدا يبدأ الكلام بعنوان «المذبحة»..
أخيرا..
نحن الذين نساعد فى الترويج للأفكار الهدامة ضد مبادئ كرة القدم إما بقصد أو بجهل.