الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكرة.. دروس وتعليم

الكرة.. دروس وتعليم






الكلاسيكو الإسبانى.. لا يمكن أن تحصره فى مقال أو صفحة.. أراه ملهما لكل عناصر كرة القدم فى مصر بل ولغيرهم.
الريال.. وبرشلونة.. ميسى وكريستيانو رونالدو، جماهير الريال صاحبة الأرض.. وجماهير برشلونة الضيوف.
كل شىء فى موقعه وضمن خطة مدروسة.. أمر ملفت لنا.. صاحبة الأرض لم تعتد على ضيوفهم.. برغم فوز برشلونة.
لم يتم إطلاق شماريخ ضد جمهور برشلونة وهم أقلية.. لم تحاصر جماهير الريال أو تعتدى بقذف الأشياء الصلبة وزجاجات المياه على جمهور برشلونة.
■ اسأل بهدوء؟
ماذا يحدث لو أن شيكابالا لاعب الزمالك سجل هدفا فى الأهلى وفاز الأبيض ثم ذهب شيكابالا إلى جماهير الأهلى وخلع أمامهم قميص ناديه! كما فعل ميسى!
بالطبع جمهور الأهلى لن يترك الموقف يمر وقد يحرق شيكابالا وأقل واجب قذفه بما هو متاح.
بالطبع لو نفس الموقف تكرر مع عبدالله السعيد لاعب الأهلى.. جمهور الزمالك لن يقف ساكنا.. بل قد يجد اللاعب نفسه وقد تلقى «طوبة» أو مليون زجاجة فارغة على دماغه ثم ميسى وبصرف النظر على أن سلوكه مرفوض ويستحق الإنذار لأن هذا السلوك استفزاز لم يتعرض لأى عقاب جماهيرى.
■ والنتيجة: على الجماهير أن تتعلم بأنها عنصر جمال للمنظومة الكروية... وليس من دورها معاقبة أى سلوك لأى لاعب.
■ ■ انهزم الريال.. وفاز برشلونة.. جماهير الريال ظلت طوال المباراة وبعدها تساند وتشجع وتغنى لصالح فريقها.. مفيش ألفاظ ضد لاعبيها وكأنها تقول لفريقها نحن معكم فى الحلوة والمرة..
فى مصر.. جماهير تشجع بحماس ولكن أنفاسها مقطوعة.
■ ■ فى الكلاسيكو الاسبانى.. دقق مع اللاعبين ترى قتالًا حول الكرة.. يصل لحد الضرب.. تمثيل متنوع على الحكم للحصول على حقوق ليست لهم.. جهد قد يتحول لشراسة.. ولكن بعد المباراة.. سلام وتبادل «تيشرتات» وتهنئة متبادلة..
عندنا: لو أنت المهزوم.. بالطبع تتجه للحكم وتضرب كلمتين.. وتشويحتين باليد.. وسب دين وأقل كلمة للحكم «يا ظالم.. ربنا ينتقم منك» وبالطبع هذا السيناريو يصل إلى الجمهور وتبدأ المشاكل ما بعد المباراة.
■ عندهم: مفيش أى حد من مجالس الادارات له دور فى الملعب.. ولو حضر المباراة قد لا نشعر به إلا من خلال صورة ويشاهد بهدوء.
عندنا: مرتضى منصور لو حضر والكاميرا متابعة الباقى معروف.
■ عندهم: المدير الفنى معروف أنه.. يساند يصل لخط المرمى.. يتحرك فى مساحة محددة.. عليه ألا يشتبك بأى طريقة مع المدير الفنى للفريق المنافس.
■ عندنا: قد يصل الأمر الى الاشتباك اللفظى أو باليد كما حدث.. وهو سلوك من أشخاص تنقصهم عملية النشأة والالتزام.. عقول محبوسة وسط جمجمة من الحديد.
■ عندهم: عندما أجاد ميسى وهو نجم لبرشلونة شجعه جمهور الريال وكأن هناك اتفاقًا على تشجيع قيم الجمال مهما كان اسم صاحبه.
■ عندنا: جمهورنا ومن خلال الإعلام أصبح متعصبًا لفريقه.. ويكره المنافس درجات الكرة تحددها مسافة الاقتراب من فريقهم يعنى إذا كان المنافس أهلى.. الكراهية هنا على أشدها.. والعكس جماهير الأحمر كارهة للأبيض وبالتالى جماهيرنا لا تحترم إلا فريقها.. ثقافة محدودة منقوصة، الإعلام لعب دوراً فى تأصيلها حتى بسلبية وعدم مقاومتها!
■ عندهم: مجموعة لاعيبة.. مثقفة.. متعلمة.. نستشعر بأنهم يحملون الدكتوراه فى اللعب والسلوك.. نجوم كل شىء لديهم معمول حسابه.. يروجون للحياة ونشر قيمها لتصبح متعة.. لا أحد يملك الضغينة حتى لو هى موجودة عنده.. عادة ما ينجح فى اخفاؤها.. فى الحوارات أو التعليقات.. جمل لها معنى.. كلمات محددة.. صراحة وشجاعة.. وقد تتضمن الإشادة بالخصم.. ولم أسمع كلمة من لاعب أو إدارى من الريال ضد حكم مباراته مع برشلونة.
■ عندنا: الفرقة كلها والإداريون لو انهزموا تصريحاتهم تدور حول سوء التحكيم.. خشونة.. ضربات جزاء.. وكلام فارغ.. وسطحى.. ولو هناك قوة قد يصطفون اشتباكا مع اتحاد الكرة وغيره.
■ عندهم: الإعلام يعظم قيم الجمال الموجودة.. نظام فى المدرجات.. التزام فى الملعب.. ويشتبك بالرأى فى التشكيل.. أو مستوى لاعب..
■ عندنا: الاعلام يتعامل وكأنه «الواصى» على المنظومة الكروية.. يسب ويجامل ويشتبك حول القرارات المختلف حولها كالتحكيم.. الأخطر أن صاحب القلم أو المذيع قد لا يكون دارس أو مطلعًا هنا المصيبة مضاعفة لأن ما يقدمه يزيد من الخلافات والاحتقان وحدوث الازمات.
عندنا وعندهم.. فروقات كبيرة.. مش عيب إننا بعيد جدا عنهم.
مش عيب أننا منعرفش وقليلى الخبرة والهمبكة  أعلى من الدراسة.. والنجومية ليست شرطا كرد فعل للإمكانيات.
عندنا فوضى إعلامية بالمقاييس العالمية.. لكنها قد تكون مرضية لنا فى حدود ما لدينا.
أعتقد أن الكرة العالمية.. دروس للجميع.. فى الحياة بشكل عام وليس للمهتمين بالملعب فقط.