
صبحي مجاهد
تحليلات مغرضة للوقيعة بالأزهر
لا تكاد تمر أزمة من أزمات دينية أو طائفية إلا ويظهر على قنواتنا الفضائية.. هجوم مستعر على الأزهر الشريف تحليلات تحاول أن تؤكد للناس أن هناك أزمة بين الأزهر الشريف والدولة، والعجيب أن تلك التحليلات لا تصدر فقط من القنوات الداعمة للإخوان وإنما أيضًا من قنواتنا الفضائية المصرية التى ما لبثت واستضافت المعادين للمؤسسة الأزهرية ليتناولوها بالنقد اللاذع الهدام وليس النقد الموضوعى.
والغريب أن القنوات الداعمة لتيار الإخوان بعد هجوم قنواتنا الفضائية المصرية على الأزهر أخذت تطرح تحليلًا من نوع آخر وهو أن الدولة تريد فتاوى محددة من الأزهر، وأن السلطة بحاجة إلى هذه الفتاوى فى أطار تجديد الخطاب الدينى مستدلين بذلك بقضية الطلاق الشفوى، وهو الأمر الذى نفاه الأزهر بنفسه حينما أصدر بيانه حول الطلاق الشفوى.
وعلى الرغم من أن هناك أوجه قصور بحاجة لمواجهتها فى عملنا الدينى سببها أشخاص وليس الأزهر كمؤسسة عريقة حملت على عاتقها حماية الدين وأصوله وثوابته إلا أن الهجوم غير المنطقى فى الآونة الأخيرة جعل من الضرورى تنبيه الأزهر إلى ضرورة الاستعانة بمن لهم رؤى حقيقية للتطوير، وإحداث تجديد حقيقى فى الفهم، مع الحفاظ على التراث بصورة تتفق مع العقلية المعاصرة.
وقد يعتبر من لهم مصلحة بالبقاء فى أحضان الأزهر ليظهروا على أنهم أصحاب فكر تجديدى أن هذا الكلام ينال الأزهر أيضا ويأخذون نقدهم على انه نقد للمؤسسة، وكأن الأزهر أصبح محصورا فى أشخاص بأعينهم، مع أن الأزهر عامر بالعلماء وأصحاب الفكر.
والحقيقة الذى لا بد أن نقولها خوفا على الأزهر أنه لا بد أن تفتح الأبواب للعلماء المخلصين فى العمل الدعوى والدينى للتطوير وأن تشكل لجان من بينهم لتحقيق هذا الأمر، وان يعرض شيخ الأزهر هذا الأمر على هيئة كبار العلماء بكامل عددها دون استثناء أحد، وان يرفع تشكيل هذه اللجان فى النهاية للرئاسة كى تقرها وتصبح قراراتها نافذة وليس مجرد توصيات فحسب.. على أن يتم تمثيل الأوقاف بصورة حقيقية فى تلك اللجنة دون النظر لأى خلفيات سابقة كى ننهض بالعمل الدينى والدعوى من جديد، وتستفيد الأوقاف من خبرة علماء الأزهر بشكل عملى، خاصة أن دعاة الأوقاف سلاح حقيقى لمواجهة الفكر المتطرف إذا ما تم توحيد الجهود.